تعددت الأحداث الدامية في الأردن خلال العام المنصرم في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة بقطاع غزة ولبنان، وكان آخرها هجوم مسلح استهدف السفارة الإسرائيلية في عمّان التي شهد محيطها العديد من التظاهرات الاحتجاجية.
وقتل شخص، فجر الأحد، بعد أن أطلق النار على دورية أمنية بمحيط السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية بالعاصمة عمان، ما تسبب في إصابة ثلاثة عناصر، بحسب ما أعلنت مديرية الأمن العام الأردني.
وفرضت الشرطة الأردنية طوقا أمنيا في محيط السفارة الإسرائيلية، والمنطقة الواقعة فيها تخضع لحراسة مشددة وتنظم بها احتجاجات عادة ضد إسرائيل.
حادثة الجسر
وفي سبتمبر الماضي قتل مواطن أردني 3 من رجال الأمن الإسرائيليين عند أحد المعابر الحدودية.
وقالت وزارة الداخلية الأردنية حينها إن التحقيقات الأولية في حادثة إطلاق النار عند جسر الملك حسين (جسر اللنبي)، أكدت أن مطلق النار مواطن أردني اسمه، ماهر ذياب حسين الجازي، من سكان منطقة الحسينية في محافظة معان.
وأوضحت الوزارة أن الجازي كان قد عبر الجسر سائقا لمركبة شحن تحمل بضائع تجارية من الأردن إلى الضفة الغربية.
وقالت السلطات الإسرائيلية في وقت سابق حينها إن مسلحا من الأردن قتل 3 حراس أمن عند معبر حدود جسر الملك حسين في الضفة الغربية، قبل أن تقتله قوات الأمن الإسرائيلية بالرصاص.
تسلل مسلحين
وفي أكتوبر الماضي، أفاد موقع "واينت" الإسرائيلي بأن "جنديين اثنين أصيبا بجروح متوسطة في هجوم إطلاق نار نفذه إرهابيان تسللا من الأردن إلى ميدان موشاف نافوت جنوب البحر الميت".
ولفت الموقع إلى أن المسلحين كانا يرتديان زيا عسكريا، فيما نفى الجيش الأردني تبعية المسلحين له.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية حينها إن المسلحين عبروا الحدود من الأردن سيرا على الأقدام وهم يرتدون الزي العسكري.
استدعاء السفير
وفي نوفمبر 2023، قررت الحكومة الأردنية استدعاء سفيرها من تل أبيب تعبيرا عما وصفته "الموقف الرافض والمدين للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، والتي تقتل الأبرياء، وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة".
وأكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في بيان حينها أنه "وجه الدائرة المعنية في وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بإبلاغ وزارة الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها الذي كان غادر المملكة سابقا".
تظاهرات متكررة
وشهدت منطقة الرابية التي تتواجد بها السفارة الإسرائيلية في عمان الكثير من التظاهرات التي تجمهر فيها المحتجون الغاضبون للمطالبة بإلغاء المملكة معاهدة السلام مع إسرائيل، وللتعبير عن الدعم لسكان غزة ولبنان.
وكثيرا ما يرفع المتظاهرون الذين يتجمعون قرب السفارة وسط إجراءات أمنية مشددة، أعلاما أردنية وفلسطينية، ولافتات كتب عليها "الشعب ضد التطبيع"، و"الشعب يريد إسقاط معاهدة السلام مع إسرائيل"، التي وقعت بين البلدين عام 1994، ويطلق عليها اسم معاهدة وادي عربة.
ويذكر أن غالبية سكان الأردن هم من الفلسطينيين، والموقف الأردني الرسمي يعبر بشكل متكرر عن إدانة واستنكار ورفض عمليات القصف الإسرائيلي المكثفة في قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل نحو 45 ألف شخص وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين بجروح.
وترسل السلطات الأردنية بشكل دوري طائرات تحتوي على مساعدات إنسانية وإغاثية وطبية لسكان قطاع غزة المحاصر، وغالبا ما يتم إلقائها عبر الجو.