بينهم صحفي أميركي.. لماذا يتعذر العثور على المختفين الغربيين بسوريا؟
الحرة الليلة
13 ديسمبر 2024
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
أثار العثور على مواطن أميركي كان معتقلا في أحد سجون سوريا، تساؤلات عن إمكانية العثور على سجناء غربيين آخرين في المعتقلات التي بدأ مقاتلو الفصائل السورية في اقتحامها وإخراج السجناء منها.
وجاء العثور على المواطن الأميركي "ترافيس تيمرمان" صدفة في أحد السجون السورية التي قال إنه كان محتجزا فيها لأشهر.
بنيامين غراي نائب رئيس مؤسسة جيمس فولي والرئيس السابق لوحدة استرداد الرهائن من واشنطن قال لقناة الحرة ان الصورة غير واضحة بشأن عدد الأميركيين والأجانب المحتجزين في السجون السورية، بسبب قلة المعلومات المتوفرة.
العثور على تيمرمان أحيى الأمل في العثور على الصحفي الأميركي أوستن تايس المختفي في سوريا منذ 12 عاما وسجناء غربيين آخرين، فيما تتواصل جهود فتح السجون والمعتقلات وإطلاق سراح آلاف المعتقلين الذين كان نظام الأسد يحتجزهم بالتزامن مع تدفق آلاف العائلات على السجون للتعرف على هويات الجثث التي تم العثور عليها.
وأوضح غراي أن النظام السوري السابق لم يعترف بوجود سجناء غربيين رغم توفر الأدلة، متوقعا أن يكون هناك المزيد من الأميركيين في السجون السورية.
وشدد نائب رئيس مؤسسة جيمس فولي على ضرورة تواصل الجهات الأميركية مع الفصائل السورية سيما هيئة تحرير الشام لمعرفة مصيرالأميركيين المعتقلين وإطلاق سراحهم واعادتهم إلى البلاد.
وعثر سكان محليون في دمشق على رجل عرّف عن نفسه كمواطن أميركي، ويعتقد أنه ترافيس تيمرمان المبلّغ عن فقدانه في المجر، منذ يونيو الماضي.
وظهر تيمرمان حافي القدمين في أحد أحياء العاصمة السورية، وفي مقطع فيديو نُشر، الخميس، قال الرجل إن اسمه "ترافيس"، كاشفا أنه كان يحاول إيجاد طريقه للخروج من البلاد بعد مغادرته السجن حيث كان محتجزاً لأكثر من نصف عام.
يُذكر أن تيمرمان من ولاية ميزوري وكانت الشرطة المجرية قد نشرت تنبيها عن فقدانه في يونيو، وقال إنه تم اعتقاله عند دخوله سوريا دون إذن قبل سبعة أشهر، بعد قضاء شهر في لبنان المجاورة.
وقال تيمرمان إن رجلين مسلحين ببنادق كلاشنكوف حطما باب سجنه بمطرقة، الاثنين، مضيفا أن تجربته في السجن "لم تكن سيئة للغاية" موضحا إنه "شعر بالخوف لبضع لحظات" عندما غادر السجن، ولم يستوعب حقا أنه أصبح حراً.
اعتراف رسمي بإبادة الأديغة.. ماذا فعل الروس بـ"فرسان الجبال"؟
رحمة حجة- واشنطن
15 يناير 2025
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
عاشت عالمة الاجتماع الأديغية شولن شانلي حياتها بين تركيا والولايات المتحدة، وهي تنتمي إلى اللامكان. يساورها شعور دائم بالحنين لوطن لم تعش فيه، ولا يمكنها إيجاده.
هذا الوطن، بالنسبة للأكاديمية في جامعات أميركية، تحمله معها أنّى ارتحلت.
وتحاول شانلي الاقتراب من المهاجرين طوعا وقسرا، أينما وُجدوا، بقصتها الشخصية، لتضيء على الإبادة الجماعية التي حلّت بشعب الأديغة على يد الإمبراطورية الروسية.
أديغيه بزيه هي اللغة التي تجمع قبائل الأديغة الـ12، بعد قرار اتخذوه في القرن التاسع عشر للوحدة بوجه طغيان الرّوس.
لكن هذه اللغة اليوم في خطر بحسب اليونسكو. المتحدثون بها لا يصلون بالكاد إلى مليون شخص، أكثرهم يعيشون في روسيا.
تمتد جذور شانلي إلى قبيلة "أوبوخ" في شمال القوقاز، وكانت لهم لغة خاصة انقرضت بوفاة آخر متحدث بها عام 1992.
الأديغة، كما يسمون أنفسهم، هم الشركس، وفق التسمية الأكثر شيوعا في الأوساط غير الأديغية.
من المهم بالنسبة لشانلي اعتراف الدول بأن ما حدث لشعبها خلال 100 سنة بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، إبادة جماعية.
قالت ذلك في 2021 عبر بودكاست أميركي. حينها كانت جورجيا فقط اعترفت بالإبادة (مايو 2011).
لكن يناير الحالي شهد لحظة تاريخية جديدة للأديغة. ففي التاسع منه، اعترفت أوكرانيا بالإبادة التي تعرضوا لها على يد روسيا القيصرية.
مقاومة الطغيان الروسي
قبل أيام، نقلت السفيرة الأوكرانية في الأردن، بشارة في التاسع من يناير للأديغة. خاطبتهم "أيها الإخوة بالروح والسلاح".
تشير بذلك إلى التاريخ المشترك في المقاومة المسلحة لواحدة من أعتى القوى في العالم؛ روسيا القيصرية.
وقالت ميروسلافا شيرباتيوك إن "أصوات الشركس التي تم إسكاتها عبر قرون من الظلم، باتت الآن تصدح بقوة في أروقة برلماننا".
فقد اعترف البرلمان الأوكراني (رادا العليا) بوقوع الإبادة الجماعية للشعب القوقازي (1763–1864).
العديد من أديغة الأردن، التي يقيم بها عدد كبير منهم، تلقوا الخبر بفرح وأكدوا على أهميته، وأن تحذو دول أخرى في الأمم المتحدة حذو أوكرانيا وجورجيا.
وأضافت شيرباتيوك أن اعتراف بلادها دليل على التزامها بالتضامن مع الشعوب المضطهدة في الإمبراطورية الروسية السابقة.
كما يعبر عن "الشجاعة الأخلاقية والإنسانية المشتركة وعدالة التاريخ"، وفق تعبيرها.
وتابعت شيرباتيوك "لطالما فهمت أوكرانيا الألم المدمر للكارثة التي تعرض لها الشركس، والقوة الهائلة المطلوبة لمواجهتها حتى يومنا هذا".
واعتبرت أن الإقرار بالإبادة جسر بين الشعبين الأوكراني والشركسي في شتاته. إنه جسر من الأمل والذاكرة والوحدة.
وأكدت شيرباتيوك على أن الفظائع التي ارتكبتها روسيا على مر الزمان لن تُنسى، كذلك ستستمر أوكرانيا بمقاومة العدوان الروسي بأشكاله.
قرار من قلب المأساة
مجموعة "العدالة لشمال القوقاز"، احتفت بهذا الاعتراف الأوكراني عبر استذكار أبيات الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي الشهيرة "إذا الشعب يوماً أراد الحياة".
وقالت في بيان إن الاعتراف بالإبادة الجماعية للشركس "بادرة أمل" لكنها "ممزوجة بحزن عميق على الأرواح التي فُقدت في الحرب الوحشية".
ولكونه جاء من دولة تقاوم الغزو الروسي منذ ثلاث سنوات، يكتسب الاعتراف بعداً أعمق.
جاء في البيان "رغم أن أوكرانيا واجهت هجمات الغزاة والطغاة. ورغم الخيانة والقتل والدمار الناتج عن الهجمات المستمرة، لا تزال تقاوم محاولات تقويض مكانتها كدولة مستقلة ذات سيادة".
ووصفت اعتراف البرلمان بأنه "شجاع وصادق" تجاه معاناة الأمة الشركسية.
وتأمل المنظمة الشركسية بأن تتخذ دول أخرى خطوة مشابهة.
وأكدت على القاسم المشترك بين الأديغة والأوكران، فكلاهما يقاوم الطموحات الاستعمارية لروسيا منذ العهد الإمبراطوري حتى الآن.
حرب القوقاز
كان أحد أسباب التوسع الروسي في القوقاز هو الوصول إلى داغستان — ديربنت بعده إلى بحر قزوين.
فقد كتب مسافر فرنسي في أوائل القرن الثامن عشر أن التجارة مع الجبال كانت تجلب لفرنسا عشرات الآلاف من العملات الذهبية.
هذا الأمر جذب الروس الطامعين بخيرات بلاد القوقاز. بدأ الأمر بالترويج لصورة سكان الجبال على أنهم "همج" وأحقية قتالهم، بحسب البروفيسور في العلوم التاريخية ديمتري بيلو.
كما تميزت مناطق الأديغة بأنظمة زراعية واقتصادية فريدة وسابقة لعصرها، دون إيذاء البيئة من حولهم.
حتى عندما وقعت المعارك الشرسة وأسر الشركس مقاتلين روس، كان يمكنهم كما فعل عدوهم، يقول بيلو، أن يحرقوا الأراضي والمساكن، لكنهم لم يفعلوا.
روسيا الإمبراطورية والسوفييتية اعتمدت تاريخ الحرب بين 1817 و1865، لكنها في الواقع الواقع بدأت قبل ذلك بكثير.
أضاف بيلو "الشركس يحددون بداية هذه الحرب من عام 1763 ويؤكدون أن المواجهة العسكرية استمرت 101 سنة".
صورة أرشيفية للحرس الملكي الشركسي في الأردن- أ ف ب
واعتبر بيلو، وهو مدير قسم أبحاث "الهولودومور" في المتحف الوطني لـ"الهولودومور-الإبادة الجماعية"، أن الحرب مع الأديغة كانت أطول حرب استعمارية خاضتها روسيا في تاريخها الإمبراطوري.
والهولودومور، وتعني "القتل بالتجويع"، هي المجاعة التي حاقت بأوكرانيا السوفيتية في الموسم الزراعي 1932 - 1933.
روح جبليّة عصيّة الكسر
يختلف المؤرخون على أصل تسمية الأديغة بالشركس أو الجركس، إلا أن الكاتب عادل عبد السلام لاش، كتب عن ذلك في أحدث مؤلفاته "المجتمع الشركسي في سورية".
يقول إنها تعود لمنتصف القرن الثالث عشر، حيث ظهرت في وثيقة رسمية مكتوبة لأول مرة عام 1245، في رسالة كتبها جان دوبلان دوكاربان موفد البابا إينوسنت الرابع إلى خان المغول.
و أصبح الاسم متداولاً في الأوساط غير الشركسية، والإسلامية في عهود سلاطين الأيوبيين والترك والجركس، وفق لاش.
وتابع "كما استخدمت في عهد الدولة الجركسية في الشرق الأوسط بالذات (1382-1517م)، التي عرفت بـ (دولة السلاطين الجراكسة)".
ويحيي الأديغة حول العالم، ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية في 21 مايو من كل عام.