أفراد من خدمات الطوارئ والكوارث التركية يبحثون عن سجناء في سجن صيدنايا بدمشق، في 16 ديسمبر 2024. الصورة لفرانس برس.
أفراد من خدمات الطوارئ والكوارث التركية يبحثون عن سجناء في سجن صيدنايا بدمشق، في 16 ديسمبر 2024. الصورة لفرانس برس.

كانوا على يقين أن تنظيم داعش هو الذي اختطف ابنهم، عثمان، عندما اختفى قبل تسع سنوات،  لكنهم تفاجأوا قبل أيام، باسمه مدرجا في قائمة بأسماء معتقلين في سجون نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. كيف حدث ذلك؟

يقول شقيقه، نهاد علاش، لموقع "الحرة" إن المعلومات التي وصلتهم حينها أكدت أن مسلحي داعش اختطفوا عثمان عام 2015، ولم يصلهم أي بلاغ من نظام الأسد قبل سقوطه، بأنه معتقل.

والثلاثاء، أشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى ارتفاع أعداد القتلى في سجون الأسد، منذ انطلاق الثورة السورية، إلى أكثر من 67425 مدنيا من أصل أكثر من 105 آلاف.

ويؤكد المرصد أن أكثر من 83% منهم قتلهم النظام داخل معتقلاته في الفترة بين عامي 2013 – 2015.

ورد اسم "عثمان علاش نعسان" في التسلسل رقم 34 ضمن قائمة تضم أسماء 42 سجينا، مرفقة بخطاب رسمي صادر من فرع الشرطة العسكرية في دمشق بتاريخ 19 أغسطس 2017.

وكان الخطاب موجها إلى الأمانة العامة للتسجيل المدني، ينص على أن الواردة أسماؤهم ومعلومات هوياتهم في القائمة المرفقة هم سجناء متوفون.

لكن عائلة علاش لم تتلق أي خطاب حكومي بأن ابنهم توفي أثناء الاعتقال، وبقي مصيره مجهولا حتى سقوط النظام.

يتذكر نهاد علاش الذي يعيش في ألمانيا آخر اتصال له مع شقيقه، عثمان، في أغسطس 2015، وهو اليوم الذي اختفى فيه.

يقول نهاد لـ"الحرة" إن عثمان أخبره في المكالمة أنه "كان في زيارة لأقاربنا في بلدة ديرك، شمال شرق سوريا".

وكان في طريق العودة إلى دمشق حيث كان يقيم ويعمل حدادا، لكن بعد المكالمة بأربع ساعات "حاولت الاتصال به، لكن لم أتمكن من الوصول إليه وأصبح هاتفه خارج التغطية".

لم تتوقف عائلة علاش عن البحث عن ابنها في دمشق وفي حلب وفي أنحاء أخرى من سوريا، لكن لم يعرف أي شخص معلومات عنه.

ويلفت نهاد إلى أن فرضية اختطافه على أيدي مسلحي داعش كانت الأقرب إلى الحقيقة، لأن الفترة التي اختفى فيها شقيقه تزامنت مع اختفاء كثير من السوريين الذين كان يختطفهم تنظيم داعش، خاصة على الطريق بين كوباني (عين العرب) وحلب.

كان عثمان علاش الوحيد الباقي، من بين أفراد عائلته، في سوريا. فالجميع اضطروا أثناء الـ 13 عاما الماضية من الثورة السورية، إلى مغادرة سوريا، بعضهم إلى إقليم كردستان العراق، وبعضهم الآخر، وضمنهم شقيقه نهاد، إلى تركيا ومنها إلى ألمانيا.

في 24 ديسمبر الماضي، نظم نهاد مراسم عزاء لشقيقه في ألمانيا بعد 10 أعوام على اختفائه، ورغم أن العائلة لم تعثر بعد على رفات ابنها، تعتبره في عداد المتوفين، وتنتظر العثور على رفاته.

تواصل موقع "الحرة" مع مدير رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، دياب سرية، للتأكد من صحة الوثيقة والقائمة التي ورد فيها اسم "عثمان علاش".

"هذه القائمة صحيحة وهي صادرة من الشرطة العسكرية في النظام السابق، لكن ليس شرطا أن يكون علاش ضمن معتقلي صيدنايا، قد يكون ضمن معتقلي فرع الأمن وتوفي هناك"، يقول سرية لموقع "الحرة".

ويرجح سرية أن يكون عثمان قد "توفي تحت التعذيب او محكوم بالإعدام في محكمة ميدانية".

ظهور اسم عثمان المختطف على أيدي "داعش" في سجون الأسد، أثار حالة من الترقب، ليس لدى ذوي المختطفين في سوريا فحسب، بل دفع بذوي المختطفات والمختطفين الأيزيديين لدى التنظيم في العراق إلى متابعة الأخبار والمعلومات الواردة عن السجون والمقابر الجماعية في سوريا بحثا عن ذويهم.

"انتظر تحرير 5 مختطفات من عائلتنا منذ سنوات، لذلك نترقب إعلان قائمة أسماء المعتقلين في سجون سوريا، للتعرف على أماكن وجودهن"، يقول سلطان محمود، وهو شاب أيزيدي من ناحية القحطانية التابعة لقضاء سنجار غرب الموصل، لـ"الحرة".

ووفق محمود، باتت وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي المتنوعة المرتبطة بالوضع السوري تحظى باهتمام كبير من قبل ذوي المختطفات والمختطفين في العراق، بحثا عن أي معلومة سواء كانت كبيرة أو صغيرة تقودهم إلى معرفة مصير ذويهم.

في تصريح لموقع "الحرة"، يوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، كيفية وصول المختطفين لدى تنظيم داعش إلى سجون نظام الأسد.

"غالبا هذا النوع من السجناء والمختطفين، كانوا محتجزين في سجون تنظيم داعش، وعندما سيطر النظام على المنطقة التي كانوا مسجونين فيها، أخذ هؤلاء السجناء إلى معتقلاته، ولهذا أسماؤهم موجودة ضمن معتقلي النظام". 

وبحسب إحصائيات المرصد السوري، يأتي سجن صيدنايا في المرتبة الأولى من حيث عدد المعتقلين المقتولين أثناء الاعتقال، وقد بلغ أكثر من 30 ألف قتيلا، فيما حل سجن إدارة المخابرات الجوية في المرتبة الثانية بعد صيدنايا.

مصارف لبنان

في تحول تاريخي لعمل القطاع المصرفي اللبناني، أقرّ مجلس النواب الخميس تعديلات على قانون السرية المصرفية تسهّل للهيئات الناظمة الحصول على كامل المعلومات المتعلّقة بالحسابات.

جاءت الخطوة تلبية لمطلب رئيسي من مطالب صندوق النقد الدولي.

واعتبر رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، القرار "خطوة ضرورية نحو الإصلاح المالي المنشود وركيزة أساسية لأي خطة تعافٍ، ولكشف الحقائق" بشأن الأزمة المالية التي بدأت عام 2019.

والجمعة، نُشر في الجريدة الرسمية اللبنانية قانون تعديل بعض المواد المتعلقة بسرية المصارف في لبنان، بما في ذلك تعديل المادة 7 (هـ) و (و) من القانون المتعلق بسرية المصارف الذي أقرّ عام 1956، وكذلك تعديل المادة 150 من قانون النقد والتسليف الصادر في عام 1963، بموجب القانون رقم 306 الصادر في 28 تشرين الأول 2022.

وينص التعديل الجديد على تعديل المادة 7 (هـ) من القانون المتعلق بسرية المصارف بما يسمح بمشاركة معلومات مصرفية بين مصرف لبنان، ولجنة الرقابة على المصارف، والمؤسسة الوطنية لضمان الودائع، في إطار تعزيز مراقبة القطاع المصرفي وحماية النظام المالي. 

ويشمل التعديل أيضا صلاحيات تعديل وإنشاء مؤسسة مختلطة لضمان الودائع المصرفية.

أما المادة 7 (و) فتتيح للجهات المعنية، مثل مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف، طلب معلومات مصرفية محمية بالسرية دون تحديد حساب أو عميل معين. ويتيح التعديل إصدار طلبات عامة للحصول على معلومات عن جميع الحسابات والعملاء، إلا أن هذه الطلبات يمكن أن تكون قابلة للاعتراض أمام قاضي الأمور المستعجلة، ويخضع الاعتراض للأصول القانونية المتعلقة بالاعتراض على العرائض.

وفي ما يتعلق بالمادة 150 من قانون النقد والتسليف، تضمن التعديل رفع السرية المصرفية بشكل كامل وغير مقيد أمام مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف، بالإضافة إلى المدققين والمقيمين المعينين من قبل مصرف لبنان أو اللجنة.

وتشمل التعديلات الحسابات الدائنة والمدينة، سواء كانت ضمن أو خارج الميزانية، كما تتيح رفع السرية المصرفية عن سجلات ومستندات ومعلومات تعود إلى أشخاص معنويين أو حقيقيين يتعاملون مع المصارف أو المؤسسات المالية الخاضعة للرقابة. ويشمل تطبيق هذا التعديل بأثر رجعي لمدة عشر سنوات من تاريخ صدور القانون.

وقد شهد لبنان خلال الأسابيع الماضية نقاشات حادة، رأى فيها معارضون للخطوة أن هذا القانون ورفع السرية المصرفية طي لصفحة من تاريخ لبنان المالي العريق من خلال "إلغاء ميزة تفاضلية،" وبأن كشف الفساد ليس معطلاً بسبب السرية المصرفية.

ويرى المتحمسون للقانون أن من شأن التعديلات الجديدة تعزيز الشفافية في القطاع المصرفي في لبنان وتحسين مراقبة ومراجعة العمليات المصرفية، في وقت يشهد فيه القطاع المصرفي تحديات كبيرة في ظل الأزمة المالية المستمرة.

وأوضحت "المفكرة القانونية" وهي منظمة حقوقية غير حكومية، في بيان أصدرته أن التعديل يخوّل "الهيئات الرقابيّة والهيئات النّاظمة للمصارف، وتحديدًا مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف والمؤسسة الوطنية لضمان الودائع، طلب الحصول على جميع المعلومات المصرفية، من دون أن يربط طلب المعلومات بأيّ هدف معيّن، وإمكانية التدقيق في الحسابات بالأسماء، تصحيحا لقانون 2022" والذي تضمن بعض التعديلات.

يعتمد لبنان السرية المصرفية منذ عام 1956، وكان لذلك أثر كبير في جذب رؤوس الأموال والودائع وتوفير مناخ الاستقرار الاقتصادي. وبموجب هذا القانون تلتزم المصارف الخاضعة لأحكامه السرية المطلقة، إذ لا يجوز كشف السر المصرفي سواء في مواجهة الجهات الخاصة أو السلطات العامة، وسواء كانت قضائية أو إدارية أو مالية، إلا في حالات معينة في القانون وردت على سبيل الحصر، وهي:

1- إذن العميل او ورثته خطيًا.
2- صدور حكم بإشهار افلاس العميل.
3- وجود نزاع قضائي بينه وبين البنك بمناسبة الروابط المصرفية. 
4- وجود دعاوى تتعلق بجريمة الكسب غير المشروع. 
5- توقف المصرف عن الدفع، إذ ترفع في هذه الحالة السرية المصرفية عن حسابات أعضاء مجلس الإدارة والمفوضين بالتوقيع ومراقبي الحسابات. 
6- الاشتباه في استخدام الأموال لغاية تبييضها، وعندها ترفع السرية المصرفية بقرار من هيئة التحقيق الخاصة لمصلحة المراجع القضائية المختصة والهيئة المصرفية العليا، وذلك عن الحسابات المفتوحة لدى المصارف أو المؤسسات المالية.

وبالفعل ومنذ إقرار هذا القانون ازدهر القطاع المصرفي اللبناني واستطاع جذب رؤوس أموال، لكن كل ذلك تغير مع اندلاع الحرب الأهلية في منتصف السبعينيات، وبدأت الليرة اللبنانية رحلة الانهيار. خمسة عشر عاما من الاقتتال، انتهت بتسويات سياسية، تبعها نظام اقتصادي جديد، قاده منذ عام 1993 الراحل رفيق الحريري رئيسا للحكومة، ورياض سلامة حاكما لمصرف لبنان المركزي، سعيا وراء الاستقرار. 

وبعد أربع سنوات من استلام منصبه، نجح سلامة في تثبيت سعر العملة اللبنانية، عند 1500 مقابل الدولار الأميركي.

استمرت تلك المعادلة أكثر من عقدين، لكنها كانت تحتاج إمدادات لا تنقطع من العملة الصعبة للمحافظة على استمرارها. وفي محاولة لسد العجز، سعت المصارف اللبنانية لجذب حصيلة كبيرة من العملة الخضراء عبر تقديم فوائد مرتفعة على الودائع الدولارية، فوائد تراوحت بين 15 و 16 في المئة.

نتيجة للفوائد البنكية المرتفعة، شهدت ودائع القطاع المصرفي اللبناني نمواً سنوياً وصل ذروته بقرابة 12 مليار دولار خلال عام 2009.

أغرت الفوائد العالية المقيمين والمغتربين، ليصل إجمالي الودائع في المصارف اللبنانية إلى أكثر من 177 مليار دولار في نهاية نوفمبر عام 2018. 

منذ عام 2017، تراجع الاحتياطي في خزينة مصرف لبنان، رغم محاولات جذب الدولار. وفي صيف عام 2019، لاحت بوادر صعوبة في توافر الدولار في الأسواق اللبنانية، فارتفع سعر صرفه مقابل الليرة للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاما، ما دفع الحكومة لاتخاذ إجراءات استثنائية. لكن البعض يرى أن تلك القرارات جاءت متأخرة.

في أكتوبر 2019، انفجر الشارع اللبناني مطالبا بإسقاط السلطة السياسية، وأغلقت المصارف أبوابها، لكن تقارير صحفية تحدثت عن عمليات تحويل لأرصدة ضخمة الى خارج البلاد.

في تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، نُشر في صيف 2020، فإنه، وفقا لكبير موظفي الخدمة المدنية المالية السابق في لبنان ومدير عام وزارة المالية السابق ألان بيفاني، قام مصرفيون بتهريب ما يصل إلى 6 مليارات دولار من لبنان منذ  أكتوبر 2019، في تحايل على الضوابط التي تم إدخالها لوقف هروب رأس المال، مع غرق البلاد في أسوأ أزمة مالية منذ ثلاثين 30 عاما، بينما بات مصير مليارات الدولارات مجهولًا. 

بدأت الأزمة المالية بالظهور تدريجيا، لكنها انفجرت حرفيا منذ اندلاع الاحتجاجات في شهر أكتوبر عام 2019. وتشير تقارير رسمية إلى أن أموالا طائلة تصل إلى مليارات الدولارات تم تحويلها إلى الخارج، بينما تم حجز ودائع صغار زبائن البنوك، من دون ضمانات لحماية ودائع المواطنين، ولا سيولة نقدية.

وتقدر تقارير دولية والمصرف المركزي اللبناني أن ودائع صغار زبائن البنوك بحوالي 121 مليار دولار منها ودائع لغير المقيمين تُقدّر بـ20 مليار دولار، وأصحابها لبنانيون وعراقيون ويمنيون وليبيون ومصريون ومن دول الخليج، إضافة لودائع للسوريين، يقدر المصرفيون بأنها أكثر من 3 مليارات دولار.

وفيما تجري التحقيقات حول آلية تهريب الأموال، لم يصل المحققون المحليون ولا حتى الدوليون إلى جواب شاف، لكن كانت دائما "المصالح المتشابكة داخل النظام اللبناني" جزءا من الجواب.

وتعتبر البنوك اللبنانية مرآة للنظام من حيث التقسيم الطائفي، فغالبيتها تابعة لجهات سياسية ومقربين منها، الأمر الذيث كان واضحا في انعدام الرقابة على عمليات إدخال أموال حزب الله المهربة أو غير الشرعية إلى هذه البنوك، مما يعني عمليات تبييض وشرعنة لهذه الأموال.

منذ منذ عام 2001، وضعت الولايات المتحدة حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية، وفرضت عليه عقوبات ضمن خطة لمكافحة تمويل الإرهاب. وفي هذا الإطار صدر قانون مكافحة تبييض الأموال رقم 44، عام 2015، والذي لم يتم تعطبيقه، واكتفى مصرف لبنان بتعاميم، لم تغير واقع الحال.

بدأ لبنان في يناير 2022 مفاوضات رسمية مع صندوق النقد الذي طالما شدد على أنه لن يقدم أي دعم طالما لم تقرّ الحكومة إصلاحات على رأسها تصحيح الموازنة وإعادة هيكلة القطاع المصرفي وإصلاح المؤسسات العامة والتصدي للفساد المستشري.

وأعلن الصندوق في أبريل من العام ذاته اتفاقا مبدئيا على خطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار على أربع سنوات، لكنّ تطبيقها كان مشروطا بإصلاحات لم يتم تنفيذ معظمها.

في سبتمبر عام 2024، أوقف الحاكم السابق لمصرف لبنان، رياض سلامة، وهو حتى اليوم قيد التحقيق في اتهامات بغسيل الأموال وشراء وبيع سندات خزينة الحكومة اللبنانية. ومنذ انهيار حزب الله اللبناني، في حربه مع إسرائيل، وصعود ما سمي بالعهد الجديد، أقرت حكومة نواف سلام مشروع قانون لإعادة هيكلة المصارف، استجابةً لمطالب صندوق النقد الدولي، الذي اشترط تنفيذ إصلاحات جذرية، بينها رفع السرية المصرفية، كشرط أساسي لأي دعم مالي للبنان، كما تأتي في ظل إدراج مجموعة العمل المالي (FATF) لبنان على اللائحة الرمادية بسبب ثغرات خطيرة في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.

من المتوقع أن تسهم هذه التعديلات في تعزيز الشفافية المالية، ومكافحة الفساد وتبييض الأموال والتهرب الضريبي، كما يُتوقع أن تفتح الباب أمام إعادة هيكلة النظام المالي اللبناني بالكامل، واستعادة ثقة المجتمع الدولي، وتأمين الدعم المالي اللازم من الجهات المانحة.

إلا أن نجاح هذه الخطوة لا يقاس فقط بالكشف عن الحسابات، بل العبرة في التنفيذ في ظل نظام قضائي شبه مهترئ وتورط بعض من أصحاب النفوذ السياسي والمالي أنفسهم.

لبنان اليوم أمام مفترق طرق، فإما أن يسلك طريق العهد الجديد الذي وعد به اللبنانيون، أو يظل الفساد العنوان الأبرز في سياسات لبنان المالية المقبلة.