قصف إسرائيلي على غزة (رويترز)
قصف إسرائيلي على غزة (رويترز)

تاريخ محدد، هذا ما ينتظره كثيرون من ما قد يرشح عن مفاوضات اتفاق إطلاق النار في غزة.

تصريحات أطراف المفاوضات والجهات الدولية المعنية بها تمر على سؤال "متى"، لكن دون تحديد وقت بالضبط.

فقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية وصلت إلى "مراحل متقدمة"، ومن المتوقع الإعلان قريبًا عن اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين. 

والاثنين، قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إن اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن المختطفين في القطاع "بات قريبا" ويمكن إنجازه "بنهاية الأسبوع".

كما أن المتحدث باسم وزارة خارجية قطر، البلد الذي يحتضن المفاوضات، كشف أن المحادثات توجد حاليا عند نقطة حسم تفاصيل أخيرة لتنفيذ الاتفاق، قائلا "نحن عند أقرب نقطة من التوصل إلى اتفاق على مدى الأشهر الماضية"

معالم الاتفاق

الاتفاق المرتقب يشمل إطلاق سراح 33 مختطفًا في المرحلة الأولى، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن 55 ومرضى. 
ومن المقرر تنفيذ المرحلة الأولى على مدى 42 يومًا، مع بدء الإفراج عن الرهائن المدنيين، ثم المجندات.

وعلى الجانب الفلسطيني، سيتم السماح لسكان غزة بالعودة إلى المناطق الشمالية من القطاع ضمن ترتيبات أمنية محددة. 

وسينسحب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا إلى منطقة عازلة تُعرف بـ"رُقعة الدفاع"، مع استمرار سيطرته على بعض المناطق لضمان تنفيذ الصفقة.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر مطلع على المفاوضات أن "جولة أخيرة" من المباحثات على وشك أن تبدأ الثلاثاء في قطر، بغية وضع حد للحرب المتواصلة منذ أكثر من 15 شهرا.

وأوضح المصدر أن "جولة أخيرة من المباحثات متوقعة اليوم في الدوحة"، مضيفا أن اجتماعات الثلاثاء "تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل المتبقية من الصفقة" بحضور رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وموفدي الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب ورئيس الوزراء القطري.

ويلتقي الوسطاء بشكل منفصل مع مسؤولي حماس على ما أفاد المصدر.

غزة
مبعوث أميركي سابق: تنسيق بين بايدن وترامب بشأن غزة
كشف ديفيد ستارفيلد، المبعوث الأميركي الخاص السابق للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، الاثنين، بأن هناك "تنسيقًا استثنائيًا" بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس يهدف إلى تحرير الرهائن.

كما يُتوقع الإفراج عن حوالي 1300 سجين فلسطيني في المرحلة الأولى، مع التركيز على نقل المعتقلين المدانين بعمليات قتل إلى قطاع غزة أو دول أخرى مثل قطر أو تركيا، وفق التقارير.

ولن تشمل الصفقة إطلاق سراح أعضاء في وحدة "نخبة حماس"، المتورطة في هجمات 7 أكتوبر.

وأشارت مصادر إلى أن المفاوضات "واجهت بعض العوائق، بما في ذلك تحديد آلية وقف إطلاق النار"، إلا أن "تقدما كبيرا" تحقق في الأيام الأخيرة، بفضل جهود الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة وقطر.

من جانبها، اعتبرت مصادر حكومية إسرائيلية أن اغتيال قائد حماس يحيى السنوار، ساهم في تسريع وتيرة المفاوضات، بعد أن كان يُعتبر عقبة أمام الاتفاق. 

وسيتم عرض الاتفاق الحالي على الكنيست الإسرائيلي، والتصويت عليه في الحكومة بعد منح الأطراف المعارضة فرصة لتقديم طعون قانونية.

ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الثانية من الاتفاق بعد 16 يومًا من تنفيذ المرحلة الأولى، لتشمل الإفراج عن 65 مختطفًا إضافيًا.

وذكرت القناة 11 الإسرائيلية، أن تفاصيل مسودة الاتفاق قُدمت للطرفين، الإثنين، وأن الرد النهائي من حماس "متوقع خلال 24 ساعة".

وحسب التقارير، فإن فريق المفاوضات الإسرائيلي البارز، بقي في العاصمة القطرية الدوحة لمواصلة المحادثات. 

وأرسلت إدارة المختطفين والمفقودين رسالة إلى عائلات المختطفين، أكدت فيها أن المفاوضات وصلت إلى "مراحل متقدمة جدًا"، مع تسجيل تقدم في جميع مكونات الصفقة. 

وأوضحت الرسالة أن المفاوضات "تشمل جميع المختطفين"، حيث تتركز الجهود في الساعات الأخيرة على "التفاصيل الدقيقة" للمرحلة الأولى من الاتفاق.

في الوقت نفسه، رفض مصدر حكومي إسرائيلي طلب حماس بتضمين جثمان السنوار في الصفقة، مشددًا على أن ذلك "لن يحدث".

الآلاف من المسيحيين العراقيين نزحوا من الموصل باتجاه إقليم كردستان بعد سيطرة تنظيم داعش
الآلاف من المسيحيين العراقيين نزحوا من الموصل باتجاه إقليم كردستان بعد سيطرة تنظيم داعش

قال، آنو جوهر عبد المسيح، السكرتير العام للتحالف المسيحي ووزير النقل والاتصالات في حكومة إقليم كردستان العراق، إن المسيحيين في العراق يواجهون "ظلما وإجحافا كبيرا"، رغم أنهم أحد أقدم المكونات في البلاد.

وفي حديث خاص لقناة "الحرة"، أشار عبد المسيح إلى أن التمثيل السياسي للمسيحيين في بغداد يتعرض للاختطاف من قبل الميليشيات المسلحة التي فرضت نفسها على المشهد السياسي في سهل نينوى، المنطقة ذات الأغلبية المسيحية.

وطالب "التحالف المسيحي" المؤلف من أحزاب ومنظمات مسيحية عراقية الجهات التشريعية والتنفيذية، بسحب الميليشيات المسلحة من سهل نينوى وتعديل قانون الانتخابات وإقرار قانون أحوال شخصية لغير المسلمين.

وأوضح عبد المسيح أن هناك قوانين لا تخدم الأقليات الدينية، بل تساهم في تهميشها وإلحاق الضرر بمصالحها.

وأضاف أن المسيحيين يواجهون موجة هجرة واسعة، سواء عبر النزوح الداخلي أو مغادرة العراق كليا، مما يجعل الوضع "غير قابل للتحمل سياسيا وإنسانيا".

وأشار إلى أن الميليشيات المسلحة التي دخلت إلى سهل نينوى أثناء معارك تحريره من تنظيم داعش لم تعد هناك حاجة لوجودها، خاصة بعد إعلان العراق الانتصار العسكري على داعش في 2017.

ودعا عبد المسيح الحكومة العراقية إلى سحب الميليشيات المسلحة من سهل نينوى، مشددا على ضرورة أن تتولى القوات الرسمية، مثل الجيش والشرطة والبيشمركة، مسؤولية الأمن، مع منح أبناء الأقليات فرصة المشاركة في حماية مناطقهم.

كما طالب الولايات المتحدة بممارسة ضغوط على بغداد لضمان تنفيذ هذه المطالب، معتبراً أن النظام الانتخابي الحالي لا ينصف المسيحيين، حيث سمح للفصائل المسلحة بالتأثير على نتائج الانتخابات وسلب مقاعد الكوتا المخصصة للمسيحيين عبر أصوات ناخبين غير مسيحيين.

وشدد عبد المسيح على ضرورة حصر التصويت في الكوتا المسيحية على الناخبين المسيحيين فقط، لضمان تمثيل حقيقي لهم في البرلمان، مع تخصيص كوتا خاصة بالمسيحيين في جميع المحافظات العراقية لضمان حقوقهم السياسية والاجتماعية.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى تفريغ العراق من مكون أصيل كان جزءاً لا يتجزأ من تاريخه وحضارته، داعياً إلى إصلاحات جذرية تضمن حقوق المسيحيين وتحميهم من التهميش والاضطهاد.

وكشفت وثيقة متداولة في مواقع مسيحية، الخميس، عن مذكرة رسمية موجهة إلى كبار المسؤولين العراقيين، تطالب بسحب الميليشيات المسلحة من سهل نينوى.

ووقع على المذكرة عدد من الكيانات السياسية والدينية المسيحية، بينها المجلس السياسي للتحالف المسيحي، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، وحزب المجلس القومي الكلداني، وحركة تجمع السريان، والرابطة الكلدانية العالمية، والهيئة الإدارية لشؤون طائفة الأرمن الأرثوذكس، والجمعية الأرمنية، وتيار شلاما.

مسيحيو العراق.. مهجرون من مدن تغيرت ملامحها
"تركت مدينتي برطلة منذ نحو عشر سنوات، لم أزرها سوى مرات قليلة، تركتها ولن أعود اليها" هذا هو حال شمعون والعديد من المسيحيين في العراق الذين اضطروا لترك مناطقهم الأصلية ونزحوا إلى بلدات أكثر أمنا واستقرارا وهربا من الصراعات وتهديدات الميليشات.

ودعت الوثيقة التي أصدرها "التحالف المسيحي" إلى إسناد الملف الأمني لأبناء المكون المسيحي والأيزيدي "من سكان سهل نينوى الأصليين" من خلال المؤسسات العسكرية والأمنية المنصوص عليها في الدستور العراقي، "لضمان حماية تلك المناطق من استغلال الميليشيات المنفلتة وتدخلاتهم السافرة بشؤون مسيحيي تلك المناطق".

وتضمنت الوثيقة كذلك تعديل قانون انتخابات مجلس النواب وانتخابات مجالس المحافظات "لضمان التمثيل الحقيقي للمكون المسيحي" فضلًا عن تشريع قانون الأحوال الشخصية لأبناء المكونات الدينية غير المسلمة.

وكان الكاردينال لويس ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق، قد أكد، خلال لقائه القائم بأعمال السفارة الأميركية، في بغداد نهاية شهر يناير، أن المسيحيين يعانون من تحديات عديدة، أبرزها "الهجرة، التهميش، البطالة، والاستحواذ على مقدراتهم".

كما طالب ساكو بأن "تُحصر الكوتا بين المجتمع المسيحي ليختار من يمثله، وتسليم الملف الأمني في بلدات سهل نينوى للشرطة الاتحادية والحراسات من أبناء المنطقة، لاستعادة ثقتهم بالمستقبل".

ووجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في 26 يناير، بدمج المزيد من أبناء المسيحيين في صفوف الشرطة المحلية بمحافظة نينوى، شمالي البلاد.

وحسب البيان، يأتي التوجيه في إطار جهود الحكومة دعم الاستقرار والبناء في جميع مناطق العراق، ومنها منطقة سهل نينوى، وضمن مسار تحقيق الأمن وإعادة إعمار هذه المنطقة.

وتتمركز في منطقة سهل نينوى قوات مشتركة من الجيش العراقي والشرطة المحلية، إلى جانب لواءين للحشد الشعبي هما اللواء 30 المعروف بـ"قوات سهل نينوى" وهو لواء خاص بالشبك ومتمركز الان في قرية برطلة.

واللواء 50 المعروف بـ"كتائب بابليون" التابع لحركة بابليون بزعامة (ريان الكلداني)، المدرج على لائحة الإرهاب الأميركي، وتتمركز هذه الميليشيا قرب قرية باطنايا.