مارتن لوثر كينغ أثناء إلقائه خطابا - أرشيف
مارتن لوثر كينغ أثناء إلقائه خطابا - أرشيف

4 أبريل 1968، في مساء هذا اليوم الربيعي كان أيقونة الدفاع عن الحقوق مارتن لوثر كينغ الابن يقف على شرفة غرفته في الطابق الثاني بفندق لورين بمدينة ممفيس في ولاية تينيسي استعدادًا لحضور عشاء مع زملائه.

دقائق بعدها، وتحديدا في الساعة 6:01 مساءً، سيُطلق عليه النار من بندقية. الرصاصة أصابته في الرقبة وأنهت "حلما أميركيا" دام أربعة عقود.

من يكون مارتن لوثر كينغ الابن؟ ومن هو قاتله؟ وما الحقائق التي قال الرئيس دونالد ترامب إنه سيكشف عن وثائقها بعد تنصيبه؟

لدي حلم

بحلول عام 1968، كان مارتن لوثر كينغ الابن قد أصبح رمزا عالميا للنضال السلمي. قاد كينغ حركة الحقوق المدنية التي حققت إنجازات بالغة الأهمية بينها قانون الحقوق المدنية لعام 1964 الذي أنهى الفصل العنصري، وقانون حق التصويت لعام 1965 الذي حمى حق الأميركيين من أصل إفريقي في التصويت.

في العام الأخير من حياته، وسع كينغ نشاطه ليشمل قضايا الفقر ومعارضة حرب فيتنام. كان يحضر لحملة "الفقراء" الوطنية، التي تهدف إلى معالجة الفقر وعدم المساواة الاقتصادية.

الوضع الذي تمكن كينغ من تحقيقه كان قاتما حينما جاء للحياة. فقد وُلد هذا الناشط في 15 يناير 1929 في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، في وقت كانت فيه مظاهر التفرقة العنصرية والتمييز راسخة.

صغير السن بدأ النضال الحقوقي، وفي العام 1955 حين كان عمره 26 سنة شارك في تنظيم أول احتجاج بارز لحركة الحقوق المدنية للأميركيين من أصل إفريقي، وهو مقاطعة حافلات النقل في مدينة مونتغومري بولاية ألاباما بسبب سيدة صارت أيقونة حقوقية أيضا: روزا باركس.

امتدت تلك المقاطعة لأكثر من عام كامل، إذ تمكنت من كسر قوانين الفصل العنصري في الولاية. وقد انطلقت هذه المقاطعة بعد أن رفضت باركس إخلاء مقعدها في حافلة لراكب أبيض، وهو ما كان مفروضا آنذاك. واستدعى السائق الشرطة التي قامت باعتقالها.

متأثرا بنهج المهاتما غاندي في المقاومة السلمية، دعا كينغ إلى العصيان المدني والمقاومة غير العنيفة ضد الفصل العنصري في الجنوب الأميركي، لكن الاحتجاجات السلمية التي قادها غالبا ما واجهت أعمال عنف من قبل السلطات. 

ومع ذلك، كان رد كينغ وأتباعه هو الثبات على مبادئ السلم، مما منح الحركة زخما متزايدا.

استطاع كينغ استقطاب دعم الحكومة الفيدرالية والأميركيين البيض في الولايات الشمالية من خلال أسلوبه القوي في الخطاب. 

وفي 28 أغسطس 1963، شهدت واشنطن مسيرة تاريخية للمطالبة بالوظائف والحرية، قادها الناشطان بايارد راستن وأي فيليب راندولف، وتوجت بخطاب كينغ الشهير "لدي حلم" أمام 250 ألف شخص تجمعوا في ساحة نصب الرئيس أبراهام لينكولن.

قال كينغ في خطابه "جئنا إلى هنا للمطالبة بدين مستحق لنا، دين لم تف أميركا بسداده، بل قدمت لنا شيكًا من دون رصيد". 

وفي لحظة مؤثرة، صاحت منشدة التراتيل الدينية مهاليا جاكسون "أخبرهم يا مارتن عن حلمك". فاستجاب كينغ قائلاً "لدي حلم... أقول لكم اليوم، يا أصدقائي، إنه على الرغم من الصعوبات، ما زال لدي حلم". 

وتابع: "لدي حلم أنه في يوم ما ستنهض هذه الأمة وتعيش المعنى الحقيقي لعقيدتها الوطنية بأن كل الناس خلقوا سواسية".

الجريمة "المؤامرة"

أصيب كينغ بالرصاص مساء 4 أبريل 1968. وفور إطلاق النار عليه نُقل إلى مستشفى سانت جوزيف، لكنه أعلنت وفاته في الساعة 7:05 مساء عن عمر يناهز 39 عاما.

المتهم في القضية يدعى جيمس إيرل راي، وهو مجرم هارب له تاريخ في السرقة. اعتقل راي في لندن في يونيو 1968 بعد مطاردة دولية.

واعترف راي بجريمة القتل في مارس 1969 لتجنب عقوبة الإعدام، وحُكم عليه بالسجن 99 عاما. لكنه تراجع لاحقا عن اعترافه وادعى أنه "تعرض لمؤامرة".

ورغم إدانة راي، وبسبب تراجعه عن اعترافه، ظهرت نظريات مؤامرة تدعي تورط جهات حكومية أو منظمات أخرى في الاغتيال.

مارتن لوثر كينغ قاد تظاهرات مدينة سلما التي شكلت نقطة تحول في الحقوق المدنية. أرشيفية

وخلصت لجنة خاصة في الكونغرس عام 1979 إلى أن اغتيال كينغ "كان على الأرجح نتيجة مؤامرة"، لكن لم يتم تحديد الجهات المتورطة بدقة.

صدفة التاريخين

وليلة الأحد، ساعات قبل حفل تنصيبه الاثنين، قال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إنه سينشر السجلات الخاصة باغتيال مارتن لوثر كينج الابن، فضلا عن الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي.

ويبدو أن الداعي لتعهد ترامب هو مصادفة يوم تنصيبه ليوم إحياء ذكرى مارتن لوثر كينغ الابن الذي يحتفل به الأميركيون في الاثنين الثالث من يناير.

متظاهرة ترفع صورة مارتن لوثر كينغ في واشنطن

صدفة تزامن يوم التنصيب مع يوم مارتن لوثر كينغ حدثت ثلاث مرات فقط في التاريخ.

وكانت المرات السابقة جميعها مراسم تنصيب لفترة ولاية ثانية. فأول مرة حدثت فيه هذه المصادقة كانت في عام 1985 مع رونالد ريغان، الذي تم تنصيبه يوم الأحد 20 يناير، بينما كانت فعاليات يوم التنصيب في 21 يناير، وهو يوم مارتن لوثر كينغ.

ثم تكررت في عام 2013 مع باراك أوباما، الذي أدي اليمين يوم الأحد 20 يناير، بينما كانت فعاليات يوم التنصيب في 21 يناير. أما بيل كلينتون، فقد كان الرئيس الوحيد الذي أدى اليمين في يوم مارتن لوثر كينغ في 20 يناير 1997.

أضرار واسعة النطاق في غزة جراء الحرب- أ ب
أضرار واسعة النطاق في غزة جراء الحرب. أرشيفية

كشف عضو الكنيست السابق، أكرم حسون، أن حركة حماس طلبت قبل أسابيع، وبشكل سري، من السلطة الفلسطينية أكثر من 400 جواز سفر دبلوماسي لأجل السفر إلى تركيا.

وقال في مقابلة مع قناة "الحرة" إن الحل لتحقيق السلام في المنطقة هو "إخراج حماس" من غزة، ولن يتم إعمار القطاع في ظل وجودها.

وهذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن جوازات السفر، إذ كانت تقارير نشرت في ديسمبر الماضي، قد أفادت بذلك.

وذكرت معلومات أن حماس طلبت في اجتماع جرى مع السلطة الوطنية الفلسطينية في القاهرة، بأن تقوم السلطة بدفع رواتب الموظفين، وإصدار 400 جواز سفر دبلوماسي لتسهيل تنقلهم.

وأفرجت حماس السبت عن الرهائن الإسرائيليين الثلاثة الذين أمضوا 16 شهرا محتجزين في قطاع غزة.

وانتقد حسون استعراضات حماس في عمليات تسليم الرهائن، وأكد أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو السبت تمثل شعور جميع الإسرائيليين.

وتعهد نتانياهو مجددا "القضاء" على حماس وإعادة الرهائن المحتجزين في غزة إلى إسرائيل.

ويرى أن "استعراضات حماس العسكرية ستعود بالسوء عليها"، محذرا أن مشاهد تسليم الرهائن "ستؤثر سلبيا على استمرار صفقة التبادل".

ونقل الرهائن الثلاثة أور ليفي (34 عاما)، وإيلي شرابي (52 عاما)، والألماني-الإسرائيلي أوهاد بن عامي (56 عاما) في شاحنات بيك آب وأصعدهم مقاتلو حماس إلى منصة خلال مراسم نظمتها الحركة في دير البلح في وسط قطاع غزة.

ونددت إسرائيل بـ"المشهد القاسي" الذي أعقب إطلاق سراح الرهائن. واستنكر نتانياهو "الصور المروعة" التي "لن تمر بدون رد".

وقال حسون إن سبب دمار غزة حاليا هو حماس، حيث تدمرت 70 في المئة من الأبنية والبنية التحتية في القطاع.

وأكد أن نتانياهو كان مترددا من هذه الصفقة، معتبرا أن حماس منظمة إرهابية لا يمكن عمل اتفاقات معها.

وبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير بعد أكثر من 15 شهرا على اندلاع الحرب المدمرة. وينص على الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل، تزامنا مع وقف العمليات القتالية.
ويتضمن اتفاق الهدنة ثلاث مراحل، على أن تشمل المرحلة الأولى الممتدة على ستة أسابيع الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة في مقابل 1900 معتقل فلسطيني.

وكانت قد حصلت حتى السبت أربع عمليات تبادل شملت الإفراج عن 18 رهينة و600 معتقل.