جانب من الدمار في غزة جراء الحرب مع إسرائيل
جانب من الدمار في غزة جراء الحرب مع إسرائيل

بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، اتجهت أنظار مصر إلى ملف إعادة إعمار قطاع غزة.

من المتوقع، أن تكون تكلفة إعمار القطاع، أكثر من تكلفة إعماره عقب كل الحروب التي اندلعت في غزة منذ عام 2008.

لعبت مصر دورا محوريا في الوساطة، إلى جانب قطر والولايات المتحدة، وسرعان ما وجهت اهتمامها إلى المرحلة المقبلة، من خلال عرض استضافة مؤتمر دولي لدعم الجهود الإنسانية وإعادة الإعمار هناك.

وعلى مدار الأيام الماضية، تصاعد الحديث عن إعادة إعمار القطاع وموعد البدء بذلك.

وبعد 15 شهرا من الحرب المتواصلة، يعيش مئات الآلاف من السكان في العراء، بعدما أجبروا على ترك منازلهم، ليواجهوا حياة قاسية، في خيام تفتقر إلى أبسط مقومات وشروط العيش الكريم.

والأربعاء الماضي، تحدث الرئيس التنفيذي لمجموعة العرجاني، عصام العرجاني، المقرب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن أمله في توقف الحرب بأسرع وقت، كي تبدأ شركته في العمل على إعادة إعمار القطاع.

وبعد حرب عام 2021، أعلنت عدة شركات مصرية عن استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار.

برز اسم شركة أبناء سيناء التابعة لمجموعة العرجاني التي تولت ملف إعادة الإعمار آنذاك، بعد أن شاركت أيضا في إعادة الإعمار بعد حرب عام 2014.

ومنذ بداية الحرب في غزة، ظهر اسم رجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني، خاصة عند الحديث عن نقل الفلسطينيين من غزة إلى خارج القطاع.

فشركة "هلا" المملوكة لمجموعة العرجاني، صارت بعد الحرب، "شريان حياة للفلسطينيين الذين يحاولون الهرب من غزة.

اتهمت الشركة بأنها كانت تفرض "رسوما باهظة" مقابل إخراج فلسطينيين من القطاع، قبل سيطرة إسرائيل على معبر رفح.

وسبق لشركة المقاولون العرب، المشاركة في إعادة الإعمار بعد الحرب على غزة في عام 2012، لكن عبر منحة قطرية قدرها 400 مليون دولار أميركي.

التقديرات حول إعادة الإعمار في غزة، مختلفة تماما، عن الحروب السابقة.

قدرتها وكالة بلومبيرغ في أغسطس الماضي، بحوالي 80 مليار دولار أميركي، بينما قال السيسي في مارس الماضي، إنها قد تصل إلى 90 مليار دولار أميركي.

تتجاوز هذه التقديرات، تعهدات مؤتمر إعادة الإعمار عام 2014، الذي جمع 5.6 مليارات دولار فقط.

"سابق لأوانه"

رغم الجاهزية التي أبدتها الشركات المصرية، يرى مراقبون، أن الحديث عن مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، سابق لأوانه.

وفقا لأشرف العشري، مدير تحرير صحيفة الأهرام الحكومية، فإن العرض المصري "مجرد اقتراح".

قال خلال مقابلة مع موقع "الحرة": "لم يتم التطرق لتفاصيل العرض بعد، لا اتصالات، لا تحضيرات، لا اجتماعات، لا جدول أعمال".

وأكد العشري، أن استقرار الأوضاع في غزة، شرط أساسي، قبل الشروع في أي خطوات عملية.

ومؤخرا، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن "شكوكه" بشأن استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة "حماس".

واستبعد وزير الإعلام الفلسطيني السابق، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، نبيل عمر، استمرار حكم حماس لقطاع غزة.

قال خلال مقابلة سابقة مع قناة "الحرة" إن "أعباء إعادة إعمار غزة، لا تقدر عليها حماس، ولا السلطة".

قال أيضا: "القوى التي ستموّل إعادة الإعمار، لن ترسل أي مبلغ إذا ما كانت حماس هي من يحكم القطاع".

أضرار واسعة النطاق في غزة جراء الحرب- أ ب
أضرار واسعة النطاق في غزة جراء الحرب. أرشيفية

كشف عضو الكنيست السابق، أكرم حسون، أن حركة حماس طلبت قبل أسابيع، وبشكل سري، من السلطة الفلسطينية أكثر من 400 جواز سفر دبلوماسي لأجل السفر إلى تركيا.

وقال في مقابلة مع قناة "الحرة" إن الحل لتحقيق السلام في المنطقة هو "إخراج حماس" من غزة، ولن يتم إعمار القطاع في ظل وجودها.

وهذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن جوازات السفر، إذ كانت تقارير نشرت في ديسمبر الماضي، قد أفادت بذلك.

وذكرت معلومات أن حماس طلبت في اجتماع جرى مع السلطة الوطنية الفلسطينية في القاهرة، بأن تقوم السلطة بدفع رواتب الموظفين، وإصدار 400 جواز سفر دبلوماسي لتسهيل تنقلهم.

وأفرجت حماس السبت عن الرهائن الإسرائيليين الثلاثة الذين أمضوا 16 شهرا محتجزين في قطاع غزة.

وانتقد حسون استعراضات حماس في عمليات تسليم الرهائن، وأكد أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو السبت تمثل شعور جميع الإسرائيليين.

وتعهد نتانياهو مجددا "القضاء" على حماس وإعادة الرهائن المحتجزين في غزة إلى إسرائيل.

ويرى أن "استعراضات حماس العسكرية ستعود بالسوء عليها"، محذرا أن مشاهد تسليم الرهائن "ستؤثر سلبيا على استمرار صفقة التبادل".

ونقل الرهائن الثلاثة أور ليفي (34 عاما)، وإيلي شرابي (52 عاما)، والألماني-الإسرائيلي أوهاد بن عامي (56 عاما) في شاحنات بيك آب وأصعدهم مقاتلو حماس إلى منصة خلال مراسم نظمتها الحركة في دير البلح في وسط قطاع غزة.

ونددت إسرائيل بـ"المشهد القاسي" الذي أعقب إطلاق سراح الرهائن. واستنكر نتانياهو "الصور المروعة" التي "لن تمر بدون رد".

وقال حسون إن سبب دمار غزة حاليا هو حماس، حيث تدمرت 70 في المئة من الأبنية والبنية التحتية في القطاع.

وأكد أن نتانياهو كان مترددا من هذه الصفقة، معتبرا أن حماس منظمة إرهابية لا يمكن عمل اتفاقات معها.

وبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير بعد أكثر من 15 شهرا على اندلاع الحرب المدمرة. وينص على الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل، تزامنا مع وقف العمليات القتالية.
ويتضمن اتفاق الهدنة ثلاث مراحل، على أن تشمل المرحلة الأولى الممتدة على ستة أسابيع الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة في مقابل 1900 معتقل فلسطيني.

وكانت قد حصلت حتى السبت أربع عمليات تبادل شملت الإفراج عن 18 رهينة و600 معتقل.