إيران أعلنت عن صاروخ جديد
إيران أعلنت عن صاروخ جديد

تكشف التطورات الأخيرة في إيران عن خطوات متسارعة نحو تطوير قدراتها الصاروخية في أعقاب المواجهة العسكرية مع إسرائيل وعودة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الرئاسة في الولايات المتحدة.

وتحدث طهران عن "ابتكارات" عسكرية تجعل "العدو" يفكر مرتين قبل محاولة شن هجوم عليها.

واعتبر مدير مركز القرن العربي للدراسات، سعد بن عمر، في تصريحات لموقع الحرة أن إيران تريد أن تبعث برسائل للداخل والخارج.

المحلل السياسي الإيراني، حسين روريان، اعتبر أيضا في تصريحات لموقع الحرة أن ما تقوم به إيران من تدشين أسلحة جديدة محاولة "إيصال رسالة واضحة مفادها أنها تمتلك الكثير من الأسلحة التي يمكنها مفاجأة من يحاول الاعتداء عليها".

ومن خلال المناورات الأخيرة، هي أيضا، وفق روريان، "ترفع الكفاءة القتالية في استعمال هذ الأسلحة المتقدمة تكنولوجيا، وهو ما يعطي لها قوة ردع إضافية".

وخلال مراسم حضرها الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، كشفت طهران، الأحد، عن صاروخ باليستي جديد يبلغ مداه 1700 كيلومتر. وأوردت وكالة مهر للأنباء الإيرانية أن الرئيس الإيراني استعرض "الإنجازات الصاروخية التابع لوزارة الدفاع"، إذ أزاح الستار عن صاروخ "اعتماد" الباليستي الذي يبلغ طوله 16مترا وقطره 1.25متر.

ويحمل صاروخ "اعتماد" رأسا حربيا "موجها حتى يصيب الهدف المطلوب، وهو أحدث صاروخ باليستي لإيران"، وفق الوكالة.

ولم تكشف إيران أي تفاصيل إضافية.

وأكد الرئيس الإيراني على هامش الزيارة أن "إنجازاتنا الدفاعية والفضائية تدل على قوة وابتكار وإبداع شباب البلاد، ومتخصصيها، وهو ما يعد مصدر فخر للشعب الإيراني".

وأضاف: "في مرحلة ما، كان بإمكان الأعداء التعدي على بلادنا بسهولة، لكنهم اليوم لا يجرؤون حتى على التفكير في غزو الأراضي الإيرانية بالنظر إلى القوة العسكرية والدفاعية العالية التي تتمتع بها إيران"، مشيرا إلى أن "هذا التطور سيستمر".

وجاءت هذه التصريحات في "اليوم الوطني لتكنولوجيا الفضاء" في إيران، وقبل أيام قليلة من الذكرى السادسة والأربعين لإنشاء الجمهورية الإسلامية في 10 فبراير 1979.

وكشفت طهران أيضا عن نموذج جديد من صاروخ كروز، السبت، يسمى قدر-380، قال قائد بحري إنه يتمتع "بقدرات مضادة للتشويش" ويبلغ مداه أكثر من 1000 كيلومتر.

وكشفت القوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، السبت، أيضا عن "مدينة صواريخ كروز المضادة للمدمرات "قدر 380" في قاعدة للصواريخ تحت الأرض تابعة للحرس الثوري"، بعد أسبوعين على الكشف عن موقع آخر مشابه.

وقال التلفزيون الرسمي: إن "مئات الصواريخ المجنحة القادرة على مواجهة الحرب الإلكترونية للمدمرات المعادية، مخزنة في هذه المدينة تحت الأرض". 

وأضاف أن هذه الصواريخ "يمكن أن تُفعّل في وقت قصير جدا" و"تصل إلى أهدافها في أعماق البحر.

وكانت طهران قد أعلنت أيضا قبل نحو أسبوعين عن قاعدة تخزين أصول عسكرية تحت الأرض، في حفل حضره كبار الشخصيات في الحرس الثوري الإيراني.

وأعلن مسؤول إيراني أثناء الكشف عن الصاروخ، السبت، أن أنظمة الصواريخ الإيرانية تتجاوز الآن مدى 1000كيلومتر، ولديها القدرة على إطلاق ضربات دقيقة للغاية من عمق حدودها.

وأجرت إيران مناورات "أمنية وهجومية متحركة في محافظة كرمانشاه (غربي البلاد)". وشاركت في المناورات، قوات الألوية 55 للإنزال الجوي، و181 المدرعة، ووحدات الطيران المسير، وطيران الجيش، وكتائب الحرب الإلكتروني ووحدات اخرى تابعة للقوة البرية للجيش.

واستهدفت الطائرات المسيرة من طراز "مهاجر" و"أبابيل" في هذه المناورات، "مناطق تجمع الإرهابيين الافتراضيين باستخدام قنابل "قائم" الذكية".

وتم لأول مرة تدشين أول طيران جماعي، يعرف بالسرب، لأنظمة الطائرات من دون طيار بمدى يزيد عن 1500 كيلومتر، مضافا إلى ازاحة الستار عن أول منظومة قنابل ليزرية تعتمد على الطائرات من دون طيار.

ونقلت وكالة "إرنا" عن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء محمد باقري، أن الجيش تمكن من الاستفادة الكاملة من الذكاء الاصطناعي وعلوم الروبوتات، التي قال إنها غيرت المعارك المعاصرة بشكل جدي.

وقال إنه "من الضروري إرسال رسالة إلى الأعداء مفادها أن القوات المسلحة الإيرانية مستعدة تمامًا لمحاربتهم في الحرب الإلكترونية".

ويوضح موقع "أرمي ريكوغنشن" وهو موقع دراسات عسكرية مقره بلجيكا، أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية أوسع لتعزيز قدرات إيران الصاروخية، مشيرا إلى أن مرافق التخزين تحت الأرض صممت لحماية الأصول العسكرية الحيوية، وضمان بقاء الصواريخ تعمل في مواجهة التوترات الإقليمية المتزايدة أو الضربات الخارجية.

رسائل

ويقول سعد بن عمر لموقع الحرة إن إيران تبعث برسائل للداخل، من ناحية أن نفوذها تراجع بقوة خلال الفترة الأخيرة، لذلك تحاول التحدث مع الرأي العام عن أسلحة جديدة واكتشافات مثيرة.

وبالنسبة للخارج، "فهي تريد أن تقول إن لديها من القوة لتحقيق أهدافها ولديها أسلحة تريد أن تدافع بها عن نفسها وأن تردع بها خصومها".

ويعتقد أنها لا تريد توجيه أسلحتها لدولة أو جهة معينة، لكن ما تفعله "يعكس تسابقا للتسلح سواء من إيران أو دول المنطقة وجميعها لديها الحق في حماية بلادها، لكن شريطة ألا يزعزع ذلك أمن المنطقة".

وينذر التطور الأخير بزيادة مخاوف إسرائيل من تزايد قوة إيران واستهداف أصول حيوية مثل المنشآت العسكرية والمطارات والموانئ، دون سابق إنذار، وفق "أرمي ريكوغنشن".

وهذه التحديات قد تواجهها أيضا القوات العسكرية الأميركية المتمركزة في المنطقة وخاصة تلك العاملة في الخليج ومضيق هرمز والمناطق المحيطة بها، سواء بتهديد أنظمة الصواريخ المطورة، ومنشآت التخزين تحت الأرض، وهو ما يمثل تصعيدا ملموسا في سباق التسلح الإقليمي.

ومن المرجح أن يدفع ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تسريع تدابيرهما المضادة، بما في ذلك تحديث أنظمة الدفاع الصاروخي والأصول البحرية.

وتتمتع صواريخ إيران، بما في ذلك هذه الصواريخ الجديدة، بالقدرة على الوصول إلى إسرائيل، التي استهدفتها مرتين العام الماضي.

هذه المخاوف أبرزتها صحيفة إسرائيل هيوم التي قالت إن ما يميز "اعتماد" أنه قادر على الوصول إلى إسرائيل، بينما يؤكد عرض المسؤولين الإيرانيين له إصرار طهران على "الاكتفاء الذاتي العسكري والاستقلال التكنولوجي في مواجهة العقوبات الدولية والضغوط الجيوسياسية".

تاريخ من التطوير

وعمدت إيران، التي كانت تستمد غالبية معداتها العسكرية في سبعينيات القرن الماضي من حليفتها الولايات المتحدة، على تطوير أسلحتها الخاصة منذ قطعت واشنطن العلاقات وفرضت العقوبات في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979.

وبعد أن كانت تحت حظر الأسلحة خلال الحرب المدمرة مع العراق بين عامي 1980 و1988، تمتلك إيران الآن ترسانة كبيرة من الأسلحة المطورة محليا، بما في ذلك الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي والطائرات من دون طيار.

ومنذ عودة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي سعى إلى نهج "الضغط الأقصى" على إيران في ولايته الأولى، عمدت إيران على استعراض القوة أكثر من مرة، سواء من خلال التدريبات العسكرية الكبيرة او العروض في القواعد العسكرية.

في الوقت نفسه، أشارت طهران إلى استعدادها لاستئناف المفاوضات بشأن برنامجها النووي، الذي كان موضوع توترات مع الدول الغربية لعقود من الزمن.

ولدى إيران صواريخ يمكنها التحليق لمسافة ألفي كيلومتر، وهو ما يعني قدرتها على الوصول لعدة مناطق في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل.

وفي عام 2024 أثناء حرب إسرائيل مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان، أطلقت إيران مئات الصواريخ على إسرائيل في هجومين منفصلين في أبريل وأكتوبر. وقالت إسرائيل إنها اعترضت معظم هذه الصواريخ.

وبالتزامن مع أنباء تطوير القدرات الصاروخية البالستية، أوردت شبكة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أن إيران تتطور سرا رؤوسا حربية نووية لصواريخ تعمل بالوقود الصلب بمدى يتجاوز 3000 كيلومتر، وفق بيان لـ "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية:، الذي كشف سابقا عن تفاصيل منشآت تخصيب اليورانيوم السرية في طهران،

وقالت المنظمة المعارضة إن موقعين تم تصميمها في الأساس لإطلاق الأقمار الصناعية تم استخدامهما لإنتاج الرؤوس الحربية النووية، وذلك تحت إشراف منظمة أبحاث الدفاع المتقدمة الإيرانية.

وأورد تقرير سابق للمجلس الأطلسي أن عام 2025 سيمثل عاما فارقا بالنسبة للبرنامج النووي الإيراني، بعدما تقدم البرنامج النووي"دون عوائق تقريبا" منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018.

ويقول المجلس الأطلسي إنه على الرغم من حرص طهران على عدم تجاوز خط التخصيب العسكري (90 في المئة)، فقد تقدم البرنامج دون انقطاع.

ورغم أن طهران أبدت انفتاحها على استئناف المفاوضات النووية، فإن استمرارها في تطوير الصواريخ يثير المخاوف بشأن نواياها.

ونشرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، في أبريل الماضي، رسما بيانيا لتسعة صواريخ إيرانية قالت إنها قادرة على الوصول إلى إسرائيل.

ومن بين هذه الصواريخ، "سجيل" الذي يستطيع قطع أكثر من 17 ألف كيلومتر في الساعة وبمدى يصل إلى 2500 كيلومتر، و"خيبر" الذي يصل مداه إلى ألفي كيلومتر و"الحاج قاسم" الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر ويحمل اسم قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي قتل في غارة أميركية بطائرة مسيرة في بغداد في يناير 2020.

وتقول رابطة الحد من الأسلحة، وهي منظمة غير حكومية تتخذ من واشنطن العاصمة مقرا، إن الصواريخ البالستية الإيرانية قصيرة ومتوسطة المدى تشمل شهاب-1، الذي يقدر مداه بنحو 300 كيلومتر، وذو الفقار (700 كيلومتر) وشهاب-3 (800-1000 كيلومتر) وعماد-1 الجاري تطويره (يصل مداه إلى ألفي كيلومتر) وسجيل الجاري تطويره أيضا (1500-2500 كيلومتر).

وذكر تقرير صادر في 2023 عن بهنام بن طالبلو، أحد كبار الزملاء في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها الولايات المتحدة، أن إيران تواصل تطوير مستودعات صواريخ تحت الأرض مجهزة بأنظمة نقل وإطلاق، وكذلك مراكز لإنتاج الصواريخ وتخزينها تحت الأرض.

وأضاف التقرير أن إيران أطلقت في يونيو 2020 أول صاروخ بالستي من تحت الأرض.

وورد في التقرير "أعوام من هندسة الصواريخ عكسيا وأيضا إنتاج فئات مختلفة من الصواريخ علّمت إيران تمديد هياكل الطائرات وبناءها بمواد أخف وزنا لزيادة مدى الصواريخ".

وفي يونيو الماضي، ذكرت وكالة "إرنا" أن إيران أزاحت الستار عما وصفه المسؤولون بأنه أول صاروخ بالستي فرط صوتي من إنتاجها. 

ويمكن للصواريخ فرط صوتية الانطلاق بسرعات تزيد بخمس مرات على الأقل على سرعة الصوت وفي مسارات معقدة مما يجعل من الصعب اعتراضها.

وتقول رابطة الحد من الأسلحة إن برنامج الصواريخ الإيراني يعتمد إلى حد بعيد على تصميمات كورية شمالية وروسية، وإنه استفاد من مساعدة صينية.

ولدى إيران كذلك صواريخ كروز مثل صواريخ كيه.أتش-55 التي تطلق من الجو والقادرة على حمل رؤوس نووية ويبلغ مداها ثلاثة آلاف كيلومتر، وصواريخ حديثة مضادة للسفن مداها 300 كيلومتر وقادرة على حمل رأس حربية تزن ألف كيلوغرام.

ويقول المجلس الأطلسي إن القدرات الدفاعية في إسرائيل ودول المنطقة مثل القبة الحديدية، أو آرو، أو باتريوت أثبتت فعاليتها في صد الهجمات الصاروخية الإيرانية مرتين العام الماضي.

ومع ذلك، أكد أنه "لا ينبغي لهذه النجاحات أن تؤدي إلى الرضا عن الذات".

ومن المرجح أن يؤدي تطوير برنامجها النووي والصاروخي إلى اندفاع الحكومات الغربية إلى زيادة التدقيق بشأنها.

ويقول سعد بن عمر لموقع الحرة إن هذه التطورات قد تكون لها نتائج سلبية وليست إيجابية على عكس ما تطمح إليه طهران، لأنه سينظر إليها على اعتبار أنها مصممة على الحصول على السلاح البالستي والنووي "بشراهة" مما يشكل خطرا على الأمن والملاحة الدولية في المناطق التي تعبرها السفن.

وسيؤدي هذا الأمر إلى التشدد في محاصرتها اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، وهو أمر حاصل الأن من محاول قطع الإمدادات الاقتصادية لها من العراق، وأيضا محاولة الفصل بين طهران وأجنحتها العسكرية سواء في اليمن أو العراق.

الآلاف من المسيحيين العراقيين نزحوا من الموصل باتجاه إقليم كردستان بعد سيطرة تنظيم داعش
الآلاف من المسيحيين العراقيين نزحوا من الموصل باتجاه إقليم كردستان بعد سيطرة تنظيم داعش

قال، آنو جوهر عبد المسيح، السكرتير العام للتحالف المسيحي ووزير النقل والاتصالات في حكومة إقليم كردستان العراق، إن المسيحيين في العراق يواجهون "ظلما وإجحافا كبيرا"، رغم أنهم أحد أقدم المكونات في البلاد.

وفي حديث خاص لقناة "الحرة"، أشار عبد المسيح إلى أن التمثيل السياسي للمسيحيين في بغداد يتعرض للاختطاف من قبل الميليشيات المسلحة التي فرضت نفسها على المشهد السياسي في سهل نينوى، المنطقة ذات الأغلبية المسيحية.

وطالب "التحالف المسيحي" المؤلف من أحزاب ومنظمات مسيحية عراقية الجهات التشريعية والتنفيذية، بسحب الميليشيات المسلحة من سهل نينوى وتعديل قانون الانتخابات وإقرار قانون أحوال شخصية لغير المسلمين.

وأوضح عبد المسيح أن هناك قوانين لا تخدم الأقليات الدينية، بل تساهم في تهميشها وإلحاق الضرر بمصالحها.

وأضاف أن المسيحيين يواجهون موجة هجرة واسعة، سواء عبر النزوح الداخلي أو مغادرة العراق كليا، مما يجعل الوضع "غير قابل للتحمل سياسيا وإنسانيا".

وأشار إلى أن الميليشيات المسلحة التي دخلت إلى سهل نينوى أثناء معارك تحريره من تنظيم داعش لم تعد هناك حاجة لوجودها، خاصة بعد إعلان العراق الانتصار العسكري على داعش في 2017.

ودعا عبد المسيح الحكومة العراقية إلى سحب الميليشيات المسلحة من سهل نينوى، مشددا على ضرورة أن تتولى القوات الرسمية، مثل الجيش والشرطة والبيشمركة، مسؤولية الأمن، مع منح أبناء الأقليات فرصة المشاركة في حماية مناطقهم.

كما طالب الولايات المتحدة بممارسة ضغوط على بغداد لضمان تنفيذ هذه المطالب، معتبراً أن النظام الانتخابي الحالي لا ينصف المسيحيين، حيث سمح للفصائل المسلحة بالتأثير على نتائج الانتخابات وسلب مقاعد الكوتا المخصصة للمسيحيين عبر أصوات ناخبين غير مسيحيين.

وشدد عبد المسيح على ضرورة حصر التصويت في الكوتا المسيحية على الناخبين المسيحيين فقط، لضمان تمثيل حقيقي لهم في البرلمان، مع تخصيص كوتا خاصة بالمسيحيين في جميع المحافظات العراقية لضمان حقوقهم السياسية والاجتماعية.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى تفريغ العراق من مكون أصيل كان جزءاً لا يتجزأ من تاريخه وحضارته، داعياً إلى إصلاحات جذرية تضمن حقوق المسيحيين وتحميهم من التهميش والاضطهاد.

وكشفت وثيقة متداولة في مواقع مسيحية، الخميس، عن مذكرة رسمية موجهة إلى كبار المسؤولين العراقيين، تطالب بسحب الميليشيات المسلحة من سهل نينوى.

ووقع على المذكرة عدد من الكيانات السياسية والدينية المسيحية، بينها المجلس السياسي للتحالف المسيحي، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، وحزب المجلس القومي الكلداني، وحركة تجمع السريان، والرابطة الكلدانية العالمية، والهيئة الإدارية لشؤون طائفة الأرمن الأرثوذكس، والجمعية الأرمنية، وتيار شلاما.

مسيحيو العراق.. مهجرون من مدن تغيرت ملامحها
"تركت مدينتي برطلة منذ نحو عشر سنوات، لم أزرها سوى مرات قليلة، تركتها ولن أعود اليها" هذا هو حال شمعون والعديد من المسيحيين في العراق الذين اضطروا لترك مناطقهم الأصلية ونزحوا إلى بلدات أكثر أمنا واستقرارا وهربا من الصراعات وتهديدات الميليشات.

ودعت الوثيقة التي أصدرها "التحالف المسيحي" إلى إسناد الملف الأمني لأبناء المكون المسيحي والأيزيدي "من سكان سهل نينوى الأصليين" من خلال المؤسسات العسكرية والأمنية المنصوص عليها في الدستور العراقي، "لضمان حماية تلك المناطق من استغلال الميليشيات المنفلتة وتدخلاتهم السافرة بشؤون مسيحيي تلك المناطق".

وتضمنت الوثيقة كذلك تعديل قانون انتخابات مجلس النواب وانتخابات مجالس المحافظات "لضمان التمثيل الحقيقي للمكون المسيحي" فضلًا عن تشريع قانون الأحوال الشخصية لأبناء المكونات الدينية غير المسلمة.

وكان الكاردينال لويس ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق، قد أكد، خلال لقائه القائم بأعمال السفارة الأميركية، في بغداد نهاية شهر يناير، أن المسيحيين يعانون من تحديات عديدة، أبرزها "الهجرة، التهميش، البطالة، والاستحواذ على مقدراتهم".

كما طالب ساكو بأن "تُحصر الكوتا بين المجتمع المسيحي ليختار من يمثله، وتسليم الملف الأمني في بلدات سهل نينوى للشرطة الاتحادية والحراسات من أبناء المنطقة، لاستعادة ثقتهم بالمستقبل".

ووجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في 26 يناير، بدمج المزيد من أبناء المسيحيين في صفوف الشرطة المحلية بمحافظة نينوى، شمالي البلاد.

وحسب البيان، يأتي التوجيه في إطار جهود الحكومة دعم الاستقرار والبناء في جميع مناطق العراق، ومنها منطقة سهل نينوى، وضمن مسار تحقيق الأمن وإعادة إعمار هذه المنطقة.

وتتمركز في منطقة سهل نينوى قوات مشتركة من الجيش العراقي والشرطة المحلية، إلى جانب لواءين للحشد الشعبي هما اللواء 30 المعروف بـ"قوات سهل نينوى" وهو لواء خاص بالشبك ومتمركز الان في قرية برطلة.

واللواء 50 المعروف بـ"كتائب بابليون" التابع لحركة بابليون بزعامة (ريان الكلداني)، المدرج على لائحة الإرهاب الأميركي، وتتمركز هذه الميليشيا قرب قرية باطنايا.