محمد السادس والأسد في لقاء سابق قبل القطيعة بين البلدين
محمد السادس والأسد في لقاء سابق قبل القطيعة بين البلدين

العلويون في سوريا والمغرب، يشتركان في الاسم لكن يختلفان في أشياء كثيرة بلغت حد التنازع في لحظات.

فبينما حافظ العلويون في المغرب على استقرار نظامهم وتقاليدهم عبر العصور، وتوارثوا الحكم بطريقة تدريجية من حاكم إلى آخر، كان العلويون في سوريا قد وصلوا إلى السلطة عن طريق الانقلاب العسكري وتعرضوا لصراعات طائفية مستمرة، جعلت مكانتهم في المجتمع أكثر تباينا وتعقيدا.

وفي حين علويو سوريا والشام شيعة، علويو المغرب سنة.

كما دار بين نظامي البلدين سجال  عقب ثورات ما عرفت بالربيع العربي.

فقد ساند المغرب المظاهرات المطالبة بالإطاحة ببشار الأسد، بينما ظلت الإدارة السورية السابقة تنتقد المغرب وتعلن دعمها لجبهة البوليساريو التي تدعو لانفصال الصحراء الغربية.

علويو المغرب.. قصة قديمة

في المغرب، يرتبط العلويون بتأسيس الدولة العلوية التي بدأت مع مولاي محمد بن الشريف في عام 1640.

كما تعود تسمية علويي المغرب إلى نسبتهم إلى علي بن أبي طالب وفاطمة ابنة النبي محمد.

بدأ حكم علويي المغرب الأقصى بعد أن نجحوا في توحيد البلد وفرض سيادتهم عليه بعد انهيار الدولة السعدية.

انطلقت هذه الأسرة من منطقة سجلماسة في المغرب، وكان لها دور في توحيد مناطق واسعة تحت حكم واحد ما زال مستمرا إلى اليوم.

من الناحية الدينية، يسير النظام المغربي العلوي على تعاليم إسلامية سنية، إذ تتبع الدولة العلوية في المغرب المذهب السني الأشعري في العقيدة والمالكي في الفقه، كما تتخذ من ما تسميه وثائق الدولة "التصوف السني على طريق الإمام الجنيد" رادفا دينيا.

هذا النهج يتضح باعتماد نظام الحكم في المغرب على بيعة الشعب للملك واختيارهم له أميرا للمؤمنين منذ عهد إدريس الأول في 789.

وظل الحكم العلوي مستقرا على هذه الثوابت رغم تحول نظام الحكم في الدولة المغربية الحديثة إلى الملكية، مع الاحتفاظ بمنح الملك صفات أمير المؤمنين والسلطان.

علويو سوريا.. سيطرة وانهيار

أما في سوريا، فتعود العائلة العلوية إلى مناطق الساحل السوري، وهي تشكل أقلية دينية في المجتمع السوري.

وتأسس المذهب العلوي في القرن التاسع الميلادي على يد محمد بن نصير الذي يقول العلويون إنه كان تلميذا للحسن العسكري الأمام الحادي عشر لدى الشيعة الإثنى عشرية، وهو ما جعل البعض يلقبهم بالنصيريين.

كانت العائلة العلوية في البداية تفتقر إلى القوة السياسية الكبرى، لكن مع وصول حافظ الأسد إلى السلطة في 1970، بدأ العلويون في البلاد بتشكيل هياكل السلطة الكبرى، وتغيرت صورة هذه العائلة في النظام السوري بشكل جذري.

وعلى الرغم من أن العلويين في سوريا قد تعرضوا للعديد من الاضطهادات على مدار تاريخهم بسبب اعتبارهم أقلية، إلا أن حافظ الأسد استطاع أن يعمق دورهم في الدولة السورية.

بعد حكمه، تولى ابنه بشار الأسد السلطة في سوريا، حيث استمرت الأسرة العلوية في السيطرة على مقاليد الحكم، وهو ما جعلهم محط جدل وصراع سياسي داخلي بسبب تصاعد الانقسام بين العلويين وبقية فئات المجتمع السوري.

سوريا استقدمت تعزيزات إلى الحدود مع لبنان
سوريا استقدمت تعزيزات إلى الحدود مع لبنان

خلفت المواجهات على الحدود السورية اللبنانية خلال اليومين الماضيين، مقتل 3 عناصر من القوات السورية على يد مسلحين تابعين لجماعة "حزب الله" اللبنانية، المصنفة على لائحة الإرهاب.

لكن هذه المواجهات ليست الأولى من نوعها بعد سقوط نظام الأسد بل هي الثانية والأشد أيضا من حيث الخسائر التي خلفتها، وعلى مستوى نوعية السلاح الذي استخدمه الطرفان.

وانتهت الاشتباكات بين قوات الإدارة السورية الجديدة ومسلحين من حزب الله، ينشطون في عدة مواقع وقرى وبلدات حدودية، باتفاق بنص مقتضب بين وزارتي الدفاع السورية واللبنانية.

ورغم أن الاتفاق كان كفيلا بتخفيف حدة التوتر، لكن لا يمكن اعتباره "حلا مستداما"، بحسب مراقبين.

يقول النائب، نزيه متى، عن حزب القوات اللبنانية، في حديث لقناة "الحرة" إن "التداخل في الحدود بين البلدين، وعدم حسم ملف الترسيم وفقًا للقرار 1680، رغم الجهود التي بذلها لبنان منذ عام 2010، يعد من أبرز التحديات التي تعيق جهود إعادة الاستقرار بين البلدين".

وأكد أن هذا الملف لا يزال عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق أي تقدم في مسار استقرار العلاقات بين لبنان وسوريا.

وأضاف متى أن عدم تأمين المنطقة يزيد من تعقيد الأمور، سيما في ظل وجود معامل لإنتاج مادة "الكبتاغون" في سوريا، وما يترتب على ذلك من تهريب لهذه المادة إلى لبنان ودول أخرى.

هذا الوضع يعزز من تدهور الأمن، ويزيد من معاناة المنطقة نتيجة عدم قدرة كلا البلدين على فرض سيطرة كاملة على حدودهما.

وأشار النائب إلى أن حزب الله والجهات الأخرى التي تحمل السلاح في المنطقة متورطة بشكل كبير في إشعال "حرب مفتوحة" بين سوريا ولبنان، وهو ما يمنع السلطات في البلدين من السيطرة على الحدود.

كما أن هذه الممارسات تعيق تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي يتضمن بندا هاما يتعلق بحصر السلاح بيد الدولة، مما يعزز حالة الانفلات الأمني.

ودعا متى الجيش اللبناني إلى تحمل كامل المسؤولية في حفظ أمن الحدود، مشددًا على أهمية إجراء تحقيق شامل للكشف عن الجهات المتورطة في تأجيج الصراع ومنع تطبيق قرار 1680 "القرار يدعو إلى حل القضايا العالقة بين لبنان وسوريا، بما في ذلك مسألة الترسيم الحدودي، بالإضافة إلى حل جميع الميليشيات المسلحة في لبنان وحصر السلاح في أيدي الجيش اللبناني".

واتفقت سوريا ولبنان الاثنين، على وقف إطلاق النار عقب اشتباكات خلال اليومين الماضيين أدت إلى مقتل جنود من الجانبين.

وذكرت وزارتا الدفاع السورية والصحة اللبنانية أن 3 جنود من الجيش السوري الجديد و7 لبنانيين قُتلوا في الاشتباكات.

واتهمت وزارة الدفاع السورية مساء الأحد عناصر من جماعة حزب الله بدخول الأراضي السورية وخطف ثلاثة من أفراد الجيش السوري الجديد وقتلهم، ونفت جماعة حزب الله ضلوعها في هذا الأمر.

وقالت وزارة الدفاع السورية والجيش اللبناني إن القوات السورية قصفت بلدات حدودية لبنانية ليلا ردا على مقتلهم.

وقال الجيش اللبناني في بيان، الاثنين، إنه سلم جثامين القتلى السوريين الثلاثة إلى السلطات السورية، وإن الوحدات العسكرية ردت على إطلاق النار من الأراضي السورية "وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني".

وكانت القوات السورية خاضت مواجهات حدودية مع "حزب الله"، في فبراير الماضي. وبعد اشتباكات استمرت لأيام، حينها، وتركزت جهة مدينة القصير بريف حمص وسط البلاد، أعلنت دمشق أنها تمكنت من تأمين الحدود.