أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح

أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أن المحكمة الدستورية هي الجهة المخولة بإبطال مرسوم تعديل قانون الانتخابات، وذلك غداة تظاهرة حاشدة شهدتها الكويت مساء الأحد.   

وأشارت مراسلة "راديو سوا" في الكويت سليمة لبال إلى أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد استقبل خلال الساعات الأخيرة عددا كبيرا من الشخصيات الفاعلة على الساحة السياسية في محاولة للإطلاع على مختلف وجهات النظر سواء لدى الشيوخ وأمراء القبائل أو لدى المعارضة.

ونقل النائب السلفي المعارض خالد السلطان عن الأمير القول خلال إحدى هذه الاجتماعات أن "الحل الوحيد لبطلان مرسوم تعديل قانون الانتخابات هو إحالته إلى المحكمة الدستورية والحكم بعدم دستورية هذا القانون".

وأشار السلطان إلى أن عددا من النواب السابقين أبلغوا الشيخ الصباح بأن الأزمة التي تعيشها الكويت لا علاقة لها بالربيع العربي وإنما هي رفض شعبي للعبث بالدستور وآلية التصويت في الانتخابات بعيدا عن مجلس الأمة.

يأتي هذا بينما تستمر لليوم الخامس على التوالي عملية تسجيل المرشحين للانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وكانت المحكمة الدستورية الكويتية التي تعد أحكامها نهائية قد قضت في شهر يونيو/حزيران الماضي ببطلان انتخابات مجلس الأمة الحالي الذي تسيطر عليه المعارضة الإسلامية والقبلية، وإعادة المجلس المنحل في ديسمبر/كانون الأول، الذي يشكل فيه الموالون للحكومة الأغلبية.

جانب من مدينة الكويت (أرشيفية)
جانب من مدينة الكويت (أرشيفية)

صدرت في الكويت قرارات جديدة تضمنت سحب الجنسية من 63 شخصًا، من بينهم اثنين كان قد تم الإعلان عن اسميهما في أغسطس 2024، ضمن قضية "سرقة الأمانات الضريبية" في العراق، المعروفة إعلاميا باسم "سرقة القرن".

وشملت القرارات 55 امرأة و8 رجال، لأسباب متنوعة. وحسب صحيفة "الراي" المحلية، فقد جاءت التطورات على خلفية إصدار 5 مراسيم وقرارين حكوميين، تتناول سحب الجنسية من أفراد "تم إثبات مخالفتهم لشروط الحصول على الجنسية الكويتية".

ومن بين هؤلاء، برز اسمان كانا قد أُعلنا في أغسطس 2024 ضمن قضية "سرقة القرن"، وتم التأكيد على أنهما يحملان جنسيات مزدوجة.

وتضمنت المراسيم الصادرة بنودًا قانونية تستند إلى الفقرة الرابعة من المادة 13 من المرسوم الأميري رقم 15 لسنة 1959، المتعلق بالجنسية الكويتية، والتي تتيح سحب الجنسية "في حال كانت مصلحة الدولة العليا أو أمنها الخارجي يتطلبان ذلك".

وشمل ذلك 53 شخصًا، "اكتسبوا الجنسية بطريقة التبعية لأفراد آخرين".

من جهة أخرى، نص المرسومان الثالث والرابع على سحب الجنسية من رجلين وامرأة، بالإضافة إلى من اكتسب الجنسية تبعًا لهم، بناء على الفقرة الأولى من المادة 13، التي تتعلق بمنح الجنسية بناءً على معلومات كاذبة أو بطريقة الغش.

وبالإضافة إلى ذلك، أصدر مجلس الوزراء قرارين بسحب شهادة الجنسية من 6 أشخاص (5 رجال وامرأة)، بناء على المادة 21 مكرر "أ" من المرسوم الأميري رقم 15 لسنة 1959. 

وهذه المادة تنص على سحب الجنسية إذا تبين أن الشهادة تم منحها بناءً على غش أو أقوال كاذبة، مما يؤدي إلى سحب الجنسية من أي شخص اكتسبها بطريق التبعية عن الحاصل الأصلي على الشهادة.

ومنذ مطلع مارس الماضي، شرعت السلطات الكويتية في حملة إسقاط جنسيات وذلك لأسباب مختلفة، يأتي في مقدمتها التزوير.

وبدأت القضية عندما نشرت الجريدة الرسمية يوم 4 مارس الماضي، قرارات اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية بسحب الجنسية من 11 شخصا، قبل أن تتوالى القرارات،  وفق ما نقلت صحيفة "الأنباء" المحلية.

وكان مرسوم أميري قد صدر بتشكيل اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، التي "توالت قراراتها التعسفية بمصادرة الجنسية للعديد من المواطنين"، حسب مركز الخليج لحقوق الإنسان.

وقال المركز الحقوقي في وقت سابق من هذا الشهر، إن "عملية إلغاء الجنسية تتم بشكل تعسفي ودون سابق إنذار، مما قد يحرم الأفراد المتضررين من الطعن على هذه القرارات أمام المحكمة".

وحذر من أن أولئك الذين أصبحوا عديمي الجنسية "يواجهون خطر فقدان القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، وقد يتم ترحيلهم أو احتجازهم، مما يعرضهم لخطر أكبر".

واعتبر أن هذه التدابير "خطيرة بشكل خاص لأنها يمكن أن تؤثر على أسر بأكملها، بما في ذلك أفراد الأسرة الذين حصلوا على الجنسية كمعالين".

ودعا مركز الخليج لحقوق الإنسان الحكومة الكويتية إلى "وقف هذه العملية على الفور، وضمان منح الأفراد المتضررين حق الاستئناف أمام المحكمة".