باراك أوباما وميت رومني ، أرشيف
باراك أوباما وميت رومني ، أرشيف

دعي أكثر من 200 مليون ناخب للتوجه إلى صناديق الاقتراع الثلاثاء لاختيار ساكن البيت الأبيض للسنوات الأربع المقبلة بين الرئيس الديموقراطي الطامح لولاية ثانية باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني اللذين خاضا حملة انتخابية مضنية حتى اللحظات الأخيرة.

واختتم أوباما حملته مساء الاثنين في ولاية ايوا (وسط) بلهجة قوية لكنه استعاد أيضا ذكريات انطلاقته من هذه الولاية في السباق إلى البيت الأبيض عام 2008.

وأمام حوالي عشرين ألف شخص تجمعوا وسط الصقيع في وسط العاصمة دي موين تطرق أوباما إلى سنتي 2007 و 2008 حين لم يكن "أحد بإمكانه لفظ اسمي" مشيرا إلى أن تجمعاته الانتخابية آنذاك لم تكن تجتذب سوى 20 شخصا.

وأضاف "من هنا انطلقت حركتنا من أجل التغيير، وهنا خلف المنصات يوحد المبنى الذي كان يضم مقر حملتنا في 2008".

وقال أوباما الذي بدت عليه علامات التأثر والتعب بعد خمسة أيام متتالية من الحملة الانتخابية بوتيرة متسارعة "بعد كل ما عايشناه وبعد كل ما قاتلنا من أجله، لا يمكننا التخلي عن التغيير الآن".

من جهته قام رومني بحملة انتخابية حتى اللحظة الأخيرة مع جولات في أوهايو وبنسلفانيا متهما الرئيس المنتهية ولايته بأنه "فشل"، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وبعد سباق محموم دام عاما ونصف العام، تعود اليوم الكلمة الأخيرة إلى صندوق الاقتراع التي ستحدد في نهاية النهار الانتخابي الطويل من منهما سيكون الفائز.

وحتى اللحظة الأخيرة من السباق الرئاسي، أظهرت استطلاعات الرأي على المستوى الوطني أن كلا المرشحين متعادلان تقريبا في نوايا التصويت. والولاية الأبرز التي ستشد إليها الأنظار مساء الثلاثاء ستكون بلا منازع ولاية أوهايو (شمال). فما من جمهوري نجح في دخول البيت الأبيض من دون أن يفوز بهذه الولاية، وهي مهمة تبدو صعبة ولكن غير مستحيلة على رومني، فجميع استطلاعات الرأي تظهر أوباما متفوقا على خصمه في هذه الولاية، وإن كان تفوقه بفارق ضئيل.

لكن أيا يكن الفائز في هذه الانتخابات فهو سيصطدم بالكونغرس القوي المحتمل أن تتغير موازين القوى فيه تماما، كون الانتخابات الرئاسية ترافقها انتخابات تشريعية.

فمجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون سيتم تجديده بالكامل في انتخابات الثلاثاء في حين أن ثلث أعضاء مجلس الشيوخ حيث الديموقراطيون هم من يتمتع بالأكثرية سيخوضون معارك تجديد الولاية.

وفي انتخابات الثلاثاء أيضا سيدلي الناخبون بأصواتهم في أكثر من 170 استفتاء محليا.

أوباما ورومني أثناء مناظرتهما الأخيرة
أوباما ورومني أثناء مناظرتهما الأخيرة

يلقي باراك اوباما وميت رومني بكل ثقلهما في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية الاثنين بعد أشهر من السباق وإنفاق مئات ملايين الدولارات على الدعاية الانتخابية التي لم تتح لأي من المرشحين تحقيق تقدم على الآخر في استطلاعات الرأي.

وفي دراسة لمعهد بيو للأبحاث الذي استطلع أراء ناخبين يؤكدون أنهم حسموا خيارهم، فإن باراك اوباما متقدم بنسبة 48 في المئة من الأصوات مقابل 45 في المئة لخصمه الجمهوري.

لكن ثلاثة استطلاعات أخرى نشرتها بوليتيكو وان بي سي نيوز/وول ستريت جورنال واي بي سي نيوز/واشنطن بوست منحت الرئيس تقدما بنقطة أو لا شيء.

وبالواقع فإن انتخاب الرئيس المقبل للولايات المتحدة سيكون بين أيدي ناخبي عشر ولايات حاسمة خصها المرشحان بجولاتهما الأخيرة في الحملة.

وفي بعض هذه الولايات مثل اوهايو او ايوا او نيفادا فإن الخارطة الانتخابية تميل لصالح اوباما لكن الرئيس لا يتجاوز فيها هامش الخطأ في استطلاعات الرأي.

ويبقى رومني متقدما عليه بعض الشيء في ولايات كبرى مثل فلوريدا (جنوب شرق) ونورث كارولينا (شرق).

وبعيدا عن استطلاعات الرأي فإن فريقي الحملتين على قناعة بأن نتيجة الانتخابات ستكون رهنا بمئات آلاف الأصوات فقط، ويمكن الحصول عليها بفضل ملايين الزيارات إلى المنازل والاتصالات الهاتفية التي يقوم بها متطوعون من الجانبين.

وبدأ أوباما يومه الأخير من الحملة الانتخابية في ويسكونسن قبل أن يتوجه إلى اوهايو وايوا ثم إلى شيكاغو في ايلينوي حيث ينضم إلى زوجته ميشال ويتابع النتائج مساء الثلاثاء.

وأمام عشرات الآلاف من مؤيديه الأحد في ثلاثة تجمعات انتخابية تحدث اوباما عن "الانجازات التي حققها منذ 2008  حين كنا في وسط أسوأ أزمة اقتصادية منذ الانكماش الكبير".

وسيقوم ميت رومني بجولة الاثنين في أربع من هذه الولايات، فلوريدا وفرجينيا واوهايو وأخيرا في نيوهامشير في ختام جولة مرهقة.

ورسالة رومني الأخيرة ظهرت على ملصقات دعائية كبرى في تجمعاته الانتخابية وكتب عليها "التغيير الحقيقي اعتبارا من اليوم الأول".

ويقدر الطرفان أن التصويت المبكر الذي شمل حتى مساء الأحد حوالي 30 مليون ناخب، يصب في مصلحة كل منهما لكن لن يتم أي فرز للأصوات قبل الثلاثاء.