وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ
وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ

أعلن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ الأربعاء عن "إجراء اتصالات مباشرة" مع مجموعات من المعارضة السورية المسلحة مؤكدا أن الهدف من هذه الاتصالات "ليس تسليح الجماعات ولكن تحقيق انتقال سياسي سلمي" للسلطة في سورية.
 
وقال هيغ أمام البرلمان البريطاني إن الاتصالات ستجري في بلد ثالث مع "لائحة موسعة من الممثلين تشمل مسؤولين عسكريين في المعارضة المسلحة".
 
وأوضح أن "هذا سيتيح لنا أن نفهم بشكل أفضل الوضع في سورية والعلاقات بين مجموعات المعارضة السياسية والأخرى المسلحة من أجل أفضل دعم ممكن للانتقال السياسي".
 
وتابع أن "تسليح هذه المجموعات غير وارد" مشيرا إلى أنه سيتم في هذه الاتصالات "التشديد على أهمية احترام حقوق الإنسان ورفض التشدد والإرهاب والعمل من أجل انتقال سياسي سلمي".
 
وأشار هيغ إلى المحادثات المقررة في الدوحة الخميس بين الدول الكبرى وتركيا مع مجموعات من المعارضة السورية.
 
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أكد أن الوضع في سورية إحدى أولوياته وذلك بحسب ما ورد في بيان تهنئته للرئيس الأميركي باراك أوباما بمناسبة فوزه بولاية جديدة.
 
وكانت بريطانيا قد أعلنت عن زيادة المساعدات للاجئين السوريين بمبلغ 14 مليون جنيه إسترليني،  كما زار كاميرون مخيما للاجئين بالأردن.
 
في سياق متصل، دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في تصريحات للصحافيين المعارضة السورية للتوحد قائلا إن "النظام السوري لن يستمر طويلا".
 
وقال العربي تعليقا على مؤتمر الدوحة إن "من المهم توحيد رؤى المعارضة خاصة وأن الجميع يعلم أن النظام في سورية لن يستمر لفترة طويلة وفي يوم من الأيام سيكون هناك وضع جديد في سورية".
 
من ناحيته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء الرئيس أوباما إلى التحرك سريعا "لوضع حد للحرب في سورية، وإعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها".
 
وقال بان كما نقل عنه المتحدث باسمه إن الأمم المتحدة "ستواصل التعويل على الالتزام القوي للولايات المتحدة بهذه الملفات الحيوية" بعد إعادة انتخاب الرئيس أوباما.
 
يذكر أن مؤتمر الدوحة يناقش مبادرة جديدة طرحها المعارض رياض سيف وتدعمها واشنطن وتهدف إلى تشكيل قيادة سياسية جديدة للمعارضة وحكومة في المنفى.

عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض خلال تواجده في مخيم دوميز بمحافظة دهوك
عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض خلال تواجده في مخيم دوميز بمحافظة دهوك

طالب المجلس الوطني السوري المعارض الإدارة الأميركية بأن تتعامل بشكل أكثر "مسؤولية وجدية" وأن تضع سورية من ضمن أولويات أجندتها للسياسة الخارجية بعد إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما لولاية جديدة.

وأعرب رئيس المجلس عبد الباسط سيدا عن أمله في أن تكون إعادة انتخاب أوباما "مقدمة لتعامل جدي ومسؤول مع الملف السوري الذي بدأ يقترب من مرحلة الخطر".

وطالب على هامش اجتماعات المعارضة السورية في الدوحة أن "تتعامل الولايات المتحدة مع الملف السوري من موقع الدولة العظمى".

وتابع قائلا "لقد كان هناك تقصير من قبل أميركا والمجتمع الدولي ولابد من الانتقال الآن من مرحلة إدارة الأزمة إلى مرحلة المعالجة الجذرية للأزمة ومراعاة تطلعات الشعب السوري".

لقد كان هناك تقصير من قبل أميركا والمجتمع الدولي ولابد من الانتقال الآن من مرحلة إدارة الأزمة إلى مرحلة المعالجة الجذرية ...
عبد الباسط سيدا...
بدوره، هنأ مدير مكتب العلاقات الدولية في المجلس رضوان زيادة الولايات المتحدة بإعادة انتخاب أوباما متمنيا أن يضع الملف السوري ضمن أولويات سياسته الخارجية لتحقيق مطالب الشعب السوري باختيار حكومته ورئيسه.

يذكر أن وفدا من المجلس الوطني السوري قد التقى مع مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشرق الأوسط بيث جونز ومع السفير الأميركي السابق لدى دمشق روبرت فورد.

يذكر أن العلاقات بين المجلس وواشنطن قد تأزمت خلال الأيام الأخيرة بعد تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية قالت فيها إن المجلس لم يعد ممثلا لكل المعارضة السورية.

وتدعم واشنطن مبادرة لتوحيد المعارضة يقودها المعارض رياض سيف من أجل تشكيل قيادة سياسية جديدة للمعارضة تتجاوز إطار المجلس الوطني مع تشكيل حكومة منفى.

إلا أن المجلس رد على ذلك باقتراح إقامة حكومة في "الأراضي المحررة".

وقال زيادة "نتمنى على الإدارة القادمة سواء بقيت كلينتون في منصبها أو لم تبق، مساعدة المعارضة على إقامة حكومة داخل الأراضي السورية".