اعتبر رئيس النظام السوري بشار الأسد، الإثنين، أن التطورات التي تشهدها بلاده في ضوء هجمات الفصائل المسلحة، تعكس "أهدافا بعيدة في محاولة لتقسيم المنطقة.. وإعادة رسم الخرائط"، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن الأسد بحث مع بزشكيان هاتفيا تطورات الأوضاع في سوريا، والتعاون في مجال "مكافحة الإرهاب".
وقال الأسد خلال الاتصال: "ما يحصل من تصعيد إرهابي يعكس أهدافا بعيدة في محاولة تقسيم المنطقة وتفتيت دولها، وإعادة رسم الخرائط من جديد، وفقا لمصالح وغايات أميركا والغرب".
فيما نقلت الوكالة عن بزشكيان "رفض إيران التام لكل محاولات النيل من وحدة واستقرار سوريا".
"سنواصل دعم الأسد".. الكرملين يعلق على أحداث سوريا
أعلنت روسيا، الإثنين، استمرار دعمها لنظام بشار الأسد في سوريا، وذلك في ظل الهجوم الواسع الذي تشنه المجموعات المسلحة المعارضة التي سيطرت على مناطق شاسعة من بينها مدينة حلب خلال الأيام الماضية.
وقالت إيران، بوقت سابق الإثنين، إن "مستشاريها العسكريين" سوف يبقون في سوريا "بناء على طلب" نظام بشار الأسد، وذلك في وقت نفذت فيه مجموعات مسلحة معارضة هجمات واسعة، منذ الأربعاء، وسيطرت على مدن وقرى أبرزها حلب.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بأن "وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا سيستمر، بناء على طلب دمشق"، حسب رويترز.
وكان رئيس النظام السوري، قد شدد خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد في دمشق، على "أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء في التصدي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج".
من جانبها، دعت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، الأحد، جميع الأطراف في سوريا إلى خفض التصعيد وحماية المدنيين.
وحثت الدول الأربع على الحفاظ على البنية التحتية في المناطق التي تعرف اشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، "من أجل منع مزيد من النزوح".
وقالت الدول في بيان مشترك، نشره مكتب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية: "نُراقب الوضع عن كثب".
سيناريوهات تركية بعد تغير خريطة النفوذ في الشمال السوري
منذ بدء هجوم الفصائل السورية المسلحة على حلب وأريافها اتجهت الأنظار إلى تركيا بشكل مباشر وغير مباشر، من زاوية الدور والموقف الذي تقف عنده إزاء ما يحصل. ومع سيطرة التشكيلات العسكرية على كامل المدينة وغالبية القرى والبلدات المحيطة بها تثار تساؤلات عن الخيارات التي ستتبعها أنقرة للتعاطي مع التغير الكبير الذي طرأ على خريطة النفوذ السورية.
يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد حدة القتال في سوريا، حيث تمكنت فصائل المعارضة المسلحة في شمال البلاد، من إحكام السيطرة على مدينة حلب، ثاني أكبر المدن، وما يحيط بها من ثكنات وأكاديميات عسكرية ومطارات، وتتجه الآن للتركيز على جبهة حماة، بعدما سيطرت على عدة قرى وبلدات في ريفها الشرقي.
وأعلن تحالف فصائل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، صباح الإثنين، استكمال عملية السيطرة على عدة قرى وبلدات في ريف حلب من الجهة الشمالية، قائلا إنه خاض عمليات ضد قوات النظام السوري و"وحدات حماية الشعب" الكردية.
ومن بين هذه القرى: أم العمد وتل رحال والجوبة والشيخ كيف، وتتبع جميعها إلى مدينة تل رفعت التي سيطر عليها تحالف الفصائل ضمن عملية أسماها بـ"فجر الحرية".
في المقابل، أعلنت فصائل مسلحة أخرى تنضوي ضمن غرفة عمليات ما بعرف بـ "ردع العدوان"، السيطرة على عدة قرى وبلدات في ريف مدينة حماة من الجهة الشمالية، ونشرت تسجيلا مصورا وثق استهدافها بالطائرات المسيرة للتعزيزات التي يستقدمها النظام السوري إلى المنطقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الإثنين، إن حصيلة القتلى من العسكريين والمدنيين نتيجة هجمات فصائل المعارضة، بلغت 446 منذ فجر يوم 27 نوفمبر الماضي.