مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ديفيد بتريوس
مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ديفيد بتريوس

قبل الرئيس أوباما استقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ديفيد بتريوس، وأشاد بما قدمه لبلده خلال عمله على رأس  الوكالة وخلال قيادته للقوات الأميركية في العراق وأفغانستان.

وأعرب أوباما في بيان مكتوب الجمعة عن ثقته التامة في أن وكالة الاستخبارات المركزية ستواصل النجاح وتنفيذ مهمتها الأساسية. كما أعرب عن ثقته الكاملة في القائم بأعمال مدير الوكالة مايكل موريل، الذي يحظى باحترام كبير في البيت الأبيض والكونغرس وسبق له أن تبوّأ نفس المهمة عقب رحيل مدير الوكالة السابق ليون بانيتا لتولي منصب وزير الدفاع.

وكان بتريوس، الذي يعتبر مهندس الاستراتيجية الناجحة للولايات المتحدة في العراق، قد أعلن استقالته الجمعة بعد 18 شهرا تقريبا على ترؤسه لوكالة CIA.  وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن قرار الاستقالة اتخذه بتريوس بشكل شخصي.

وكتب بتريوس في رسالة بعث بها إلى العاملين في الوكالة "بعد ظهر أمس (الخميس) توجهت إلى البيت الأبيض وطلبت من الرئيس قبول استقالتي من منصب مدير CIA لأسباب شخصية".

وقال إنه "بعد زواج استمر أكثر من 37 سنة، تصرفت بسوء تقدير هائل عبر إقامتي علاقة خارج إطار الزواج"، مؤكدا أنه "تصرف غير مقبول لا كزوج ولا كمسؤول في مؤسسة مثل مؤسستنا".

وتنهي استقالة بتريوس غير المتوقعة الحياة المهنية العامة لرجل لعب دورا بارزا في حرب العراق وقاد القيادة المركزية الأميركية والقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

وتهدد الاستقالة ببدء فترة من عدم الاستقرار في الوكالة التي تكافح في ظل ثبات ميزانيتها بعد نحو عشر سنوات من الزيادات المطردة وتتصدى لتساؤلات بشأن أدائها قبل وبعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين أميركيين في بنغازي شرقي ليبيا.

وكان يفترض أن تستمع لجنة الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب لإفادة بتريوس في مسألة الهجوم وخصوصا حول ما كانت CIA تعرفه وفشلها في ضمان أمن الدبلوماسيين على الرغم من وجودها الكبير في ليبيا. وبعد استقالة بتريوس، سيقدم موريل الإفادة.

من هو بتريوس؟

جدير بالذكر أن بتريوس، ابن مهاجر هولندي من مواليد السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1952، يعتبر "جنديا مثقفا" يصفه المعجبون به بأنه "في غاية الذكاء" فيما يعتبره آخرون "متغطرسا"، لكن الجميع يجمعون على احترامه.

وقد طرح اسم الجنرال بتريوس لعدة مناصب رفيعة في الهيئة العسكرية مثل رئيس أركان الجيوش الأميركية وكبير المستشارين العسكريين للرئيس. لكنه عين في نهاية المطاف مديرا عاما لـCIA حيث أخذت في الاعتبار تجربته في مكافحة تنظيم القاعدة.

واكتسب الجنرال، الذي نجا من الموت مرتين، سمعته الأساسية في العراق إذ قاد في 2003 القوات الأميركية في شمال العراق وقاد الفرقة 101 المحمولة جوا. وبعد ذلك أشرف حتى 2005 على إعادة بناء الجيش العراقي.

وبعد عودته من العراق، أعاد كتابة دليل مكافحة التمرد الذي يعدّ وثيقة مرجعية للجيش ومشاة البحرية الأميركية لمكافحة المتمردين وشكّل مصدر وحي للاستراتيجية الجديدة في العراق ثم في أفغانستان.

وقد اتبع الرئيس السابق جورج بوش نصائحه جزئيا عندما قرر إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى العراق، وفي أواخر يناير/كانون الثاني 2007 صادق مجلس الشيوخ على تعيينه على رأس قيادة التحالف الدولي في العراق.

وسعى بتريوس،  الذي يحمل دكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة برينستون العريقة وصاحب الخبرة الميدانية، خلال قيادة التحالف الدولي إلى تطبيق فلسفته التي نضجت بعدما طوّرها في أطروحته حول الأخطاء التي ارتكبها الأميركيون في فيتنام.

وبعد ذلك عين، هذا المظلي المتحدرمن ولاية نيويورك، رئيسا للقيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، قبل أن تتم دعوته في صيف 2010 ليحل محل ستانلي ماكريستال على رأس القوات الدولية في أفغانستان.

ويرى بتريوس أن القائد المثالي محارب قادر على الإلمام بكل تعقيدات أي نزاع على أرض أجنبية يجري بلغة وثقافة مختلفتين، وقادر على وضع نفسه في موضع العدو.

خامنئي والأسد في لقاء سابق
خامنئي والأسد في لقاء سابق

أفادت وكالة أنباء "هرانا" الحقوقية بأن المحكمة الثورية في مدينة مشهد حكمت بالسجن على معتقلين سياسيين هما شقيقان، بسبب رسالة تضمنت تشبيه المرشد الأعلى علي خامنئي ببشار الأسد.

وقالت، في بيان الأحد، إن كلاً من فاطمة سيبهري ومحمد حسين سيبهري حكم عليهما بالسجن ثلاث سنوات وتسعة شهور.

"عامان و6 أشهر بتهمة إهانة المرشد الأعلى، وعام و3 أشهر بتهمة القيام بأنشطة دعائية ضد النظام"، أوضحت "هرانا".

ويتعلق هذا الحكم برسالة طالبت خامنئي بالاستقالة، وقع عليها الشقيقان من داخل سجنهما "وكيل آباد" في مشهد، 27 ديسمبر 2024.

جاء في الرسالة "قبل الحقيقة، وضعك أصبح أسوأ من بشار الأسد قبل شهر، لم يعد لديك القدرة على القمع ولا فرصة للخداع".

وقالا أيضاً "أنت من يقول إن الشعب الإيراني سيلطّم المرتزقة، فاعلم أنكم قريبا ستجدون أنفسكم ونظامكم المهدم تحت أقدام هؤلاء الناس"، أضاف الشقيقان في رسالتهما المشتركة.

كما وجها رسالة أخرى للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، قالا فيها إن "أعظم مظاهر الاستبداد وأصل كل الاستبداد هو الجمهورية الإسلامية نفسها، التي لم ولن تتوافق أبداً مع الشعب والوطن".

حتى نهاية النظام

يقضي الشقيقان عقوبة بالسجن في قضية مشتركة، حكم على فاطمة فيها بـ18 عاماً، وعلى محمد حسين 8 سنوات.

والتهم الموجهة لفاطمة، بحسب وكالة "هرانا" الجهة الإخبارية لمجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران "نشر الأكاذيب، إثارة الرأي العام، التعاون مع حكومات معادية، التجمع والتآمر".

بالإضافة للتهمتين الجديدتين.

وتقضي فترة حكمها منذ سبتمبر 2022، بينما شقيقها يجري تنفيذ حكمه منذ أكتوبر 2023.

واعتقل محمد حسين والحكم عليه بسبب نشاطه السياسي.

وجاء في نص الحكم الصادر عن رئيس الفرع الخامس من محكمة الثورة في مشهد أن فاطمة ومحمد حسين أقرّا خلال جلسة المحاكمة بتوقيعهما على الرسالة، وأكدا "دون إبداء أي ندم" أن استخدام تعابير مثل "مرتزق" لوصف خامنئي "لا يُعد إهانة".

ونشر شقيقهما أصغر سيبهري تفاصيل المحاكمة التي مثلت فيها فاطمة ومثل فيها محمد حسين أمام القاضي علبر مكالمة فيديو من سجنهما.

وقال محمد حسين للقاضي، وفق منشور أصغر على إكس "بأي جريمة تم الحكم عليّ أنا وأختي بالسجن؟ عندما يصف علي خامنئي معارضيه بالمرتزقة، فإننا رددنا عليه".

بينما قالت فاطمة للقاضي "إما أن تبرئني أنا وأخي من جميع التهم وتطلق سراحنا، أو تصدروا علينا حكما بالسجن حتى نهاية نظام الجمهورية الإسلامية".