مسلحون من المعارضة السورية في حلب
مسلحون من المعارضة السورية في حلب

أعلنت باريس أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيستقبل السبت الشيخ أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري، الذي اتحدت تحت لوائه غالبية أطياف المعارضة السورية.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية في بيان رسمي أن اللقاء مع رئيس الائتلاف الوطني السوري، الذي اعترفت به باريس يوم الثلاثاء الماضي "ممثلا وحيدا للشعب السوري"، يهدف إلى "تعزيز التنسيق وتحريك المجتمع الدولي لمصلحة الشعب السوري".

وبحسب الإليزيه، فإن هولاند أجرى مكالمة هاتفية الأربعاء مع الخطيب هنأه خلالها "بحرارة" على انتخابه في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري رئيسا للائتلاف السوري المعارض.

وقال البيان أيضا إن الرئيس الفرنسي شجع الخطيب على القيام "بكل ما في وسعه لترسيخ سلطة ومصداقية الائتلاف داخل سورية والتقدم بسرعة نحو تشكيل حكومة مؤقتة قادرة على ضمان العملية الانتقالية السياسية وتوفير حاجات الشعب السوري".

باريس مستعدة لتسليح المعارضة

وقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس أن بلاده ستبحث قضية مد المعارضة السورية بالسلاح مع شركائها الأوروبيين خلال الأسابيع القليلة القادمة بعد أن تم تشكيل الائتلاف الوطني.

وقال فابيوس لراديو RTL "بالنسبة للسلاح حاليا يوجد حظر، ولذلك لا يمكن  نقل أيِ سلاح من الجانب الأوروبي، لكن القضية يمكن أن تطرح، وستطرح بالفعل بالنسبة للأسلحة الدفاعية، وهو أمر لا يمكن أن نقوم به بمفردنا إلا بالتنسيق مع  الأوروبيين".

وفي حديث لـ"راديو سوا" قال عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض وائل مرزا إن إعادة بحث تسليح المعارضة من جديد تعني أن المجتمع الدولي يفي بتعهداته للمعارضة السورية.

وأضاف قائلا إن "كانت المناقشات في الأسابيع الماضية بيننا وبين أطراف المجتمع الدولي الفاعلة  تركز على ضرورة تشكيل ائتلاف سياسي يضم أكبر طيف ممكن من المعارضة ويمثل بشكل حقيقي الثوار وشرائح المجتمع السوري. وقد قمنا بتحقيق ما علينا في هذا الإطار والآن نعتقد أن المجتمع الدولي يبدأ بالوفاء بتعهداته لكننا نبقى حذرين بسبب التجارب السابقة، ولكننا متفائلون لأن الدلائل على الأقل في الأيام الأخيرة تظهر أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح".

ومن المقرر أن يجتمع فابيوس الخميس في مقر وزارته مع نظرائه الألماني والبولندي والإسباني والإيطالي، بالإضافة إلى وزراء دفاع تلك الدول. كما سيعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا مماثلا مطلع الأسبوع المقبل.

لندن تبحث مد المعارضة بالأسلحة

وفي بريطانيا، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عقد الخميس اجتماعا مع عدد من وزرائه لبحث الوضع في سورية وخصوصا احتمال مد المعارضة بالأسلحة.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية فإن الوزراء بحثوا خصوصا إمكانية إقامة منطقة حظر جوي وتسليم أسلحة إلى المعارضة السورية، وهو ما يحظره الاتحاد الأوروبي وتحاول فرنسا التوسط لرفعه.

موسكو تحذر

لكن روسيا التي تعد حليفة لنظام بشار الأسد، حذرت الخميس الدول الداعمة للائتلاف السوري المعارض من "انتهاك القانون الدولي" إذا قامت بتزويد المقاتلين السوريين بالأسلحة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي "لقد قدم عدد كبير من العواصم تعهدات بتقديم أسلحة حديثة"، مشيرا إلى أن المساعدة الأجنبية للمعارضة "يمثل انتهاكا فاضحا للمعايير الأساسيية التي يقوم عليها القانون الدولي".

ويذكر أن الدول الغربية اشترطت أن تتوحد المعارضة السورية قبل أن تمدها بأسلحة خشية وصول تلك الأسلحة إلى متشددين.

كما أن الولايات المتحدة رحبت بولادة "الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة" في الدوحة الأحد الماضي، لكن الرئيس أوباما قال إن واشنطن "ليست مستعدة بعد للاعتراف بها كحكومة في المنفى" واكتفى بالتلميح إلى احتمال تسليحها.

فيصل المقداد خلال اللقاء
فيصل المقداد خلال اللقاء

أكد نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد الأربعاء أن بلاده تحركت ضد المقاتلين المعارضين في هضبة الجولان بعد حصولها على موافقة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك "اندوف".

وقال المقداد في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إن "بعض القوى المتطرفة دخلت إلى المنطقة المنزوعة السلاح، واحتلت قريتين أو ثلاثا وهددت السكان بالقتل. تشاورنا مع بعثة مراقبي الأمم المتحدة الذين قالوا لنا أنه في إمكاننا معالجة المشكلة".

وأضاف "لقد تحركنا وهذا كل ما في الأمر. نحترم اتفاق فض الاشتباك ونحن ملتزمون به، لكن لصبرنا حدودا وعلى إسرائيل أن تدرك ذلك".

وفي نيويورك، نفى المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسركي الأمر موضحا أن مثل هذه الموافقة هي "مس" بالاتفاق الموقع عام 1974 الذي أقام خط فض الاشتباك.

وقال إن "بعثة مراقبي الأمم المتحدة لم تعط موافقة شفهية لهذه العملية العسكرية السورية" موضحا مع ذلك أن بعثة مراقبي الأمم المتحدة تلقت فعلا رسالة من سورية وأنها ردت عليها.

واعتبر المقداد أن الأمر "يتعلق بمسألة هامشية بالكامل. أردنا حل هذه المشكلة لأننا لم نرد أن يموت ناس أبرياء، وأعتقد أنه كان على الأمم المتحدة مساعدتنا على القيام بهذا العمل بدلا من السماح لقوى إرهابية كالقاعدة بالسيطرة على الناس في هذا الجزء من سورية، وهذا تماما ما حصل".

وأشار إلى أن "إسرائيل ومن معها يصدرون تصريحات كبيرة لإخفاء نواياهم الحقيقية لأنهم لا يرون شيئا إيجابيا في سورية باستثناء مصالحهم الخاصة". وأضاف "إذا أرادت إسرائيل الإفادة من الوضع لمصلحتها الخاصة، نحن مستعدون للرد".

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء أن بلاده تواجه "تحديا" جديدا في سورية لوجود "قوى تابعة للجهاد العالمي" معادية لإسرائيل في هذا البلد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أنه وجه "ضربة مباشرة" إلى مصدر قذيفة هاون أطلقت من الجانب السوري من خط فك الاشتباك وسقطت في الجزء المحتل من هضبة الجولان، وذلك غداة إطلاقه "أعيرة تحذيرية" على قذيفة مماثلة في أول قصف من نوعه منذ 1974.