الرئيس الأميركي باراك اوباما أثناء كلمته بجامعة رانغون
الرئيس الأميركي باراك اوباما أثناء كلمته بجامعة رانغون


دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما الاثنين إلى إنهاء العنف الديني في غرب بورما مشددا على أنه "ليس هناك عذر للعنف ضد المدنيين".

وقال اوباما في خطاب له بجامعة رانغون "لفترة طويلة واجه شعب هذا البلد بما في ذلك اثنية الراخين، فقرا مدقعا واضطهادا. لكن لا عذر للعنف ضد الأبرياء".

وأسفرت أعمال العنف بين البوذيين من اثنية الراخين والمسلمين الروهينجيا عن سقوط ما لا يقل عن 180 قتيلا منذ يونيو/حزيران في ولاية راخين وإلى تهجير أكثر من 110 ألاف شخص معظمهم من المسلمين.

ويعتبر معظم البورميين الروهينجيا وعددهم حوالي 800 ألف في ولاية راخين، الذين حرمهم النظام العسكري السابق من الجنسية، مهاجرين غير شرعيين نزحوا من بنغلاديش المجاورة، ويتسبب هذا العداء بإثارة عنصرية ضدهم.

وقال اوباما مخاطبا اثنية الراخين إن "الروهينجيا يحملون معهم الشعور نفسه بالكرامة الذي لدى (أنا شخصيا) ولديكم (أنتم)".
الروهينجيا يحملون معهم الشعور نفسه بالكرامة الذي لدى (أنا شخصيا) ولديكم (أنتم)
باراك اوباما



وأضاف أن "المصالحة الوطنية ستستغرق بعض الوقت لكن بالنسبة لإنسانيتنا المشتركة ومستقبل هذا البلد حان الوقت لوقف التحريض والعنف"، مرحبا "بوعود الحكومة بتسوية هذه القضايا المتعلقة بالعدالة والمسؤولية والمواطنة".

وأوباما هو أول رئيس أميركي في السلطة يزور بورما حيث استقبلته حشود كبرى في بلد يشهد سلسلة إصلاحات سياسية عميقة.

وكان في استقبال أوباما الاثنين عشرات آلاف الأشخاص الذين تجمعوا على طول الطريق التي سلكها من المطار.

وتريد واشنطن من وراء هذه الزيارة مكافأة نظام نايبيداو على جهوده الإصلاحية لاسيما انتخاب المعارضة أونغ سان سو تشي في البرلمان والإفراج عن مئات السجناء السياسيين وإجراء مفاوضات مع مجموعات متمردة من الأقليات العرقية.

باراك أوباما يلتقي ثان سين
باراك أوباما يلتقي ثان سين

أصبح باراك أوباما الاثنين أول رئيس أميركي في السلطة يزور بورما حيث استقبلته حشود كبرى في بلد يشهد سلسلة إصلاحات سياسية عميقة.

وهبطت الطائرة الرئاسية "اير فورس وان" في رانغون التي ازدانت بأعلام أميركا التي كانت لفترة خلت تشكل العدو.

وكان في استقبال أوباما عشرات آلاف الأشخاص الذين تجمعوا على طول الطريق التي سلكها من المطار.

واحتشد طلاب ارتدوا الزي التقليدي البورمي على جانبي الطريق وحملوا الأعلام وردد بعضهم بفرح "أميركا".

وحمل البعض أيضا يافطات كتب عليها "أهلا أوباما" أو حتى "الأسطورة، بطل عالمنا".

وتريد واشنطن من وراء هذه الزيارة مكافأة نظام نايبيداو على جهوده الإصلاحية لا سيما انتخاب المعارضة أونغ سان سو تشي في البرلمان والإفراج عن مئات السجناء السياسيين وإجراء مفاوضات مع مجموعات متمردة من الأقليات الإثنية.

وأجرى أوباما محادثات في رانغون مع الرئيس البورمي الجنرال السابق ثان سين الذي كان وراء إطلاق سلسلة إصلاحات في البلاد منذ وصوله إلى السلطة قبل سنة ونصف السنة، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

واجتمع الرئيسان في مبنى البرلمان المحلي في رانغون، العاصمة السابقة للبلاد.

وبعد ذلك التقى أوباما المعارضة التي أصبحت نائبة اونغ سان سو تشي في منزلها. وسبق أن التقى الحائزان جائزة نوبل للسلام في المكتب البيضاوي في واشنطن في سبتمبر/أيلول الماضي.

ويعتزم أوباما الإعلان عن منح قرض بقيمة 170 مليون دولار لبورما، بالتزامن مع الإعلان عن إعادة افتتاح الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد) مكتبا لها بعد سنوات من تعليق عملها في البلاد بسبب القمع السياسي الممارس إبان عهد المجلس العسكري السابق.

وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية على المجلس العسكري الحاكم سابقا اعتبارا من نهاية التسعينيات من القرن الماضي. لكن تم رفعها بالكامل تقريبا في الأشهر الماضية بينها الحظر على واردات المنتجات البورمية الذي أعلن الجمعة الماضية.