الأسد والإبراهيمي خلال لقاء جمع بينهما في أكتوبر/تشرين الأول الماضي
الأسد والإبراهيمي خلال لقاء جمع بينهما في أكتوبر/تشرين الأول الماضي

أفادت صحيفة لوفيغارو الفرنسية السبت بأن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي سيقدم الخميس المقبل إلى مجلس الأمن خطته لوضع حد للأزمة في سورية.

ويقترح نص الخطة الذي نشرت ملامحه لوفيغارو، إنشاء حكومة وطنية انتقالية  تتمتع بكل الصلاحيات التنفيذية، لقيادة سورية حتى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية عام 2014 برعاية الأمم المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من المبعوث الدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي قوله إن الحكومة الانتقالية ستضم أعضاء من المعارضة ومن نظام الرئيس بشار الأسد الذين لم يتورطوا في أحداث العنف المستمرة منذ 20 شهرا.

ولم تشر الصحيفة إلى ما سيقترحه الإبراهيمي بخصوص مستقبل الأسد أو ما إذا كان سيترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة.

لكن عضو الائتلاف السوري المعارض وائل مرزا قال إن إتاحة الفرصة للأسد للاستمرار في الحكم مبدأ مرفوض.

وأضاف لـ"راديو سوا" أن "مسألة بقاء بشار الأسد الآن في الحقيقة  صارت منذ زمن طويل أمرا مرفوضا بعد أن فعل ما فعله ببلادنا، بعد أكثر من 50 ألف شهيد، وكل هذا الكم الهائل من الدمار ومن الجرحى ومن المشردين، هذا النظام فقد شرعيته داخليا بشكل كامل ولم يعد بالإمكان التعامل مع مثل هذه الخطة التي تعني سياسيا الاعتراف بأن له أي درجة من الشرعية".

32 قتيلا في أعمال العنف

ميدانيا، أفادت لجان التنسيق المحلية في سورية بارتفاع حصيلة قتلى أعمال العنف السبت إلى 32 قتيلا  على الأقل منهم  19 في محافظات دمشق وريفِها وحمص وحلب وإدلب ودرعا.

وكانت الأحياء الجنوبية في العاصمة قد شهدت صباحا اشتباكات وقصفا لمدة ساعات، فيما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا أن القوات النظامية لاحقت وتمكنت من القضاء على من وصفتهم بالإرهابيين من تنظيم القاعدة في ريف دمشق.

عائلات سورية في طريقها إلى احد مخيمات اللاجئين في تركيا
عائلات سورية في طريقها إلى احد مخيمات اللاجئين في تركيا


أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس أن أعمال العنف في سورية خلفت أكثر من 40 ألف قتيل معظمهم من المدنيين وذلك منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 20 شهرا.

وقال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له، إن ما لا يقل عن 28 ألفا و26 مدنيا منذ 15 مارس/آذار 2011 في احصاء يشمل أيضا المدنيين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية.

وأضافت المنظمة، التي تعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في المستشفيات المدنية والعسكرية في سورية، أن عدد الجنود النظاميين الذين قتلوا يبلغ عشرة آلاف و150 شخصا فيما يبلغ عدد القتلى من المنشقين 1379 شخصا، مشيرا إلى أن الأرقام التي ينشرها تشمل الضحايا المدنيين والعسكريين ومقاتلي المعارضة.

وتابع أنه يجب إضافة 574 شخصا قتلوا ولم تعرف هوياتهم إلى هذه الحصيلة، ما يرفع عدد القتلى خلال عشرين شهرا إلى أربعين ألفا و129 شخصا.

لكن هذه الأرقام لا تشمل آلاف المفقودين في المعتقلات ولا معظم القتلى من "الشبيحة" الموالين للنظام، بحسب المرصد.

وتشهد سورية منذ ما يقرب من العامين حركة احتجاجات مناهضة للنظام الحاكم تطورت لتشهد عمليات عسكرية وأعمال عنف في معظم المناطق السورية، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا، ونزوح مئات الآلاف الآخرين داخل وخارج البلاد.