جهود حثيثة في الكونغرس لتفادي "الهاوية المالية"
جهود حثيثة في الكونغرس لتفادي "الهاوية المالية"

يقوم الجمهوريون والديموقراطيون بجهود حثيثة في الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق داخل الكونغرس لتفادي ما أصبح يعرف بـ"الهاوية المالية".

طالب السناتور الجمهوري البارز ساكسبي تشامبليس بفرض ضرائب جديدة على الأميركيين مقابل تنازلات من الديموقراطيين في برامج الرعاية الاجتماعية، في مؤشر على استعداد قيادات الحزب على تليين موقفها والتوصل إلى اتفاق لتجنب "الهاوية المالية".

وقال السناتور ليندساي غراهام إنه "عندما يبلغ الدين القومي 16 ألف مليار دولار فإن التعهد الوحيد الذي يجب هو أن نتجنب أن نصبح يونان أخرى، وعلى الجمهوريين أن يطرحوا الدخل على طاولة البحث".
وتابع غراهام في مقابلة بثتها شبكة ABC الأحد "أريد تخفيض الدين لإنشاء وظائف لكنني سأنتهك التعهد باختصار من أجل صالح البلاد، لكن شرط أن يُصلح الديموقراطيون البرامج الاجتماعية".

رفع الضرائب وإلغاء الاستثناءات لن تكفي لتجنب "الهاوية المالية"

ويقول الجمهوريون إنهم يفضلون إعادة النظر بشكل شامل في قانون الضرائب القديم وخصوصا إلغاء "ثغرات الحاجات الخاصة" والتي يمكن أن تنعكس على الفقراء والطبقة المتوسطة وعلى الأثرياء على حد سواء.

لكن خبراء في الاقتصاد أفادوا أن إلغاء ثغرات قانون الضرائب والاستثناءات لن يؤدي إلى جمع ما يكفي من الأموال للحد من العجز القومي، وشددوا على أن تحقيق هذا الهدف يتطلب زيادة الضرائب وتقليص النفقات.

من جهته، شدد السناتور الديموقراطي ديك دوربين على ضرورة زيادة الضرائب على الأكثر ثراء، وقال "كيف سيمكننا الحد من الاستثناءات وإيجاد ما يكفي من الدخل للحد من العجز بشكل ملحوظ؟".

الكونغرس يملك مفاتيح الحل

وقال روبرتون وليامز من مركز سياسة الضرائب المستقل "أيا كانت القيود التي يفرضها الكونغرس على نفسه، فهو لا يزال يمسك بمفتاح حلها، بمجرد تغيير المعادلة".

وفي حال عدم التوصل إلى أي اتفاق بحلول نهاية العام، فإن إجراء آليا سيدخل حيز التنفيذ وسيشمل زيادة الضرائب واقتطاعات هائلة في النفقات من بينها اقتطاعات في الجيش الأميركي، كما سينتقل معدل الضريبة على الدخل والذي يبلغ حاليا 35 في المئة بشكل آلي إلى 39.6 في المئة في مطلع 2013 مالم يتم التوصل إلى اتفاق .

ولا تزال هناك خمسة أسابيع فقط قبل انتهاء مهلة اقتطاعات الضريبة التي أقامتها إدارة جورج بوش السابقة، وفيما يقول أوباما إن أي اتفاق سيتوصل إليه يجب أن يشمل زيادة في الضرائب على الأثرياء، يصر الجمهوريون على أن زيادة الضرائب على الأثرياء سيكون لها تأثير عكسي وستؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.

حزب الله والسلاح الفلسطيني

لبنان يتغير.

سقط النظام السوري. خسر حزب الله حربا جديدة مع إسرائيل. والدولة تبدو جادة في سحب سلاح الحزب.

لكن يظل سلاح آخر، سلاح التنظيمات الفلسطينية في لبنان، وهو أقدم من سلاح حزب الله، وربما يكون ورقة يستخدمها الحزب في مستقبل صراعاته داخل الحدود، وخارجها، وفق محللين.

نظام سقط وجيش تحرك

بعد سقوط نظام بشار الأسد وراء الحدود، في سوريا الجارة، شن الجيش اللبناني ما سماها عملية "إجهاز" على كل المراكز المسلحة خارج المخيمات الفلسطينية، في قوسايا والسلطان يعقوب وحشمش في البقاع شرق لبنان، وهي مراكز كان يدعمها نظام الأسد.

وأعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون أن الجيش تسلم ستة مواقع فلسطينية وضبط ما فيها من أسلحة ومعدات.

لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني أعلنت، من جانبها، خلو لبنان من أي سلاح فلسطيني خارج المخيمات.

لكن، ماذا عن السلاح داخل المخيمات؟

موقف الحكومة واضح. البيان الوزاري الصادر في السابع عشر من أبريل أكد التزامها ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها "بقواها الذاتية حصراً".

لكن المحلل السياسي اللبناني علي الأمين يقول لـ"الحرة" إن السلاح وإن كان سحب بالفعل من قوات فلسطينية في المناطق اللبنانية كلها، لكن تظل هناك أسلحة في مراكز لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في مناطق تابعة لنفوذ حزب الله خصوصاً في ضاحية بيروت الجنوبية.

ويتحدث الأمين عن خلايا لحماس والجهاد الإسلامي "تحت حصانة وإدارة حزب الله ولا تزال موجودة حتى اليوم وتعمل بغطاء من الحزب وتحت إدراته". لكن الأسلحة الموجودة في هذه المراكز من النوعية المتوسطة مثل صواريخ 107 وصواريخ كاتيوشا وبعض المسيرات.

تاريخ إشكالي

منذ عقود، وملف السلاح الفلسطيني له دور محوري في توازنات لبنان، داخليا بين أقطابه السياسية، وخارجيا في علاقاته مع الإقليم.

اتفاق القاهرة الموقع عام 1969 سمح للفلسطينين بالتسلح ضمن المخيمات، والعمل عسكريا ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي اللبنانية.

بعد سنوات قليلة، عام 1975، كان الاتفاق فتيلة أخرى أدت لانفجار الحرب الأهلية.

وفي يونيو 1987، وقع الرئيس اللبناني أمين الجميل، قانوناً يلغي اتفاق القاهرة مع منظمة التحرير، بعدما صوت البرلمان اللبناني على إلغائه.

لكن ظل السلاح الفلسطيني موجوداً. وخاض فلسطينيون معارك ضد جهات لبنانية وغير لبنانية. لكن دوره في المعارك مع إسرائيل ظل محدودا بعد ما استأثر بها حزب الله منذ بداية الثمانينات.

يعيش في لبنان، حسب تقرير للدولية للمعلومات، حوالي 300 ألف لاجئ فلسطيني، يتوزعون على 12 مخيما، أكبرها مخيم عين الحلوة (50 ألف نسمة) قرب صيدا، جنوب لبنان.

وتنشط عسكريا في لبنان حركة "فتح"، أقدم الحركات الفلسطينية، ولرئيسها محمود عباس موقف معلن يؤيد تسليم السلاح الموجود داخل المخيمات للدولة اللبنانية ضمن خطة أمنية واضحة وضمانات لحماية المخيمات.

تنشط كذلك حركة "حماس"، وهي حليفة لحزب الله، وتعرض عدد من قياداتها لاستهداف إسرائيلي في لبنان منذ اندلاع حرب غزة، أبرزهم صالح العاروري، الذي اغتالته إسرائيل في ضربة بالضاحية الجنوبية لبيروت في الثاني من يناير عام 2024، وحسن فرحات الذي اغتيل في الرابع من أبريل 2025 في صيدا.

وفي لبنان أيضا، نشطت "الجبهة الشعبية– القيادة العامة"، وهو فصيل احتفظ بمواقع عسكرية في البقاع بدعم سوري.

وينشط أيضا تنظيمان سلفيان هما "عصبة الأنصار" و"جند الشام"، ويتركزان في مخيم عين الحلوة ويُعدان من بين الأكثر تطرفاً.

كذلك، في السنوات الأخيرة، ظهرت تنظيمات عصابية مسلحة في غير مخيم تنشط في تجارة المخدرات وغيرها من الأنشطة الإجرامية.

"خرطوشة أخيرة"

تقدر مصادر أن 90 في المئة من السلاح في المخيمات هو سلاح فردي، لكن بعض المخازن تحتوي على ذخيرة من الصواريخ.

وتتولى لجان فلسطينية أمن المخيمات.

وتؤكد مصادر فلسطينية أن الجيش يسيطر بشكل كامل على مداخل هذه المخيمات ومخارجها في المناطق اللبنانية كافة، لكن لا سيطرة فعلية له بعد داخل هذه المخيمات.

يقول المحلل السياسي علي الأمين إن السلاح الموجود داخل المخيمات أو المراكز الأمنية القليلة المتبقية خارجه مرتبط بشكل كبير بسلاح حزب الله.

يضيف "الفصائل الفلسطينية الأساسية والرئيس الفلسطيني محمود عباس لا مانع لديهم من تسليم السلاح الموجود داخل المخيمات"، لكن حزب الله والأحزاب الموالية له ترفض تسليم هذه الأسلحة للتمسك بورقة ضغط على الحكومة اللبنانية واستعمالها كـ"خرطوشة أخيرة قبل الاستسلام".

ويرى الأمين أن سحب السلاح من المخيمات مرتبط بشكل وثيق بسلاح حزب الله وأن الأخير يقوم بإدارة ومراقبة هذا السلاح خصوصاً التابع لحركتي حماس والجهاد الإسلامي الموجود داخل المخيمات وخارجها كون الحزب كان المصدر الأساسي لهذه الأسلحة في مرحلة سابقة.

شمال الليطاني

حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية لم يعد مطلبا دوليا فقط.

على وقع قرارات دولية (1701 و1559)، وبالتزامن مع إعادة طرح قانون بايجر 6 في الكونغرس مرة ثانية في مارس 2025، أعلن الجيش اللبناني أنه ضبط منطقة جنوب الليطاني، وسيطر على أكثر من 500 هدف ونقطة كانت تابعة لـ "حزب الله".

واليوم تتجه الأنظار إلى شمال الليطاني والخطوة التالية التي ستتخذ لضبط السلاح، كل السلاح، في لبنان.