ركاب ينتظرون في محطة سنداي بعد تعليق حركة القطارات جراء الزلزال
ركاب ينتظرون في محطة سنداي بعد تعليق حركة القطارات جراء الزلزال

ضرب زلزال بلغت قوته 7.3 درجات على مقياس ريختر الجمعة المنطقة الواقعة قبالة سواحل شمال شرق اليابان وأدى إلى تسونامي صغير أصدرت على إثره تحذيرات بشأنه على طول ساحل المحيط الهادئ.

وقالت السلطات بعد دقائق من وقوع الهزات الأولى إن أيا من المحطات النووية التي ضربها زلزال عام 2011 المدمر الذي بلغت قوته 9 درجات، لم تتضرر جراء الزلزال الجديد الذي شعر به سكان طوكيو، على بعد مئات الكيلومترات من جنوب مركزه، ودفع سكان الساحل إلى الفرار.

وقد تلت الزلزال، الذي ضرب عدة مناطق يابانية خصوصا تلك التي شهدت زلزال العام الماضي، هزات ارتدادية عديدة، بينها اثنتان على الأقل شديدتان.

وأكدت وكالة الأرصاد الجوية أن نظام تحذير السكان من تسونامي عمل بشكل جيد، وقبل ثوان من الزلزال أطلقت السلطات ووسائل الإعلام السمعية البصرية إشارة لإنذار سكان المناطق المعنية. كما أطلق الإنذار بالتسونامي بعد خمس دقائق فقط من الزلزال على كل الساحل الشمالي الشرقي للبلاد على امتداد أكثر من 500 كيلومتر من الشمال إلى الجنوب.

وتحدث التلفزيون الحكومي عن إصابة تسعة أشخاص بجروح في توهوكو بينهم مسنّة من سكان مدينة ايشينوماكي الساحلية تبلغ من العمر 75 عاما، وقد تمت معالجتها في المستشفى.

وفي مدينة ميناميسانريكو في منطقة مياجي، التي تضررت كثيرا من تبعات تسونامي آذار/مارس 2011، غادر السكان منازلهم إلى التلال، وقال مسؤول في بلدية المدينة الساحلية لوكالة الصحافة الفرنسية "دعونا السكان إلى الانتقال إلى مناطق مرتفعة بواسطة اللاسلكي الخاص بالكوارث".

"لا حوادث نووية"

من جهتها أعلنت شركة طوكيو إلكتريك باور (تيبكو) للكهرباء ووسائل الإعلام اليابانية أنه لم يسجل أي خلل في المحطات النووية الواقعة شمال شرق اليابان.

وقال ناطق باسم الشركة للوكالة "لم نسجل أي أمر غير طبيعي في الإجراءات في المفاعلات النووية الستة في محطة فوكوشيما دايشي" التي تعرضت لأضرار جسيمة جراء زلزال وتسونامي  العام الماضي.

وذكرت وسائل الإعلام أنه لم يسجل أي حادث في المحطة الثانية أيضا في فوكوشيما (دايني) التي تبعد حوالي 12 كيلومتر عن المحطة الأولى، ولا في أوناغاوا.

وفاجأ الزلزال رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا في أوج الحملة الانتخابية قبل الاقتراع التشريعي الذي سيجرى بعد تسعة أيام، وعاد بسرعة إلى مكتبه في طوكيو.

كما أعلنت وكالة الأنباء جيجي برس أن القطارات السريعة شينكانسن التي تخدم شمال شرق البلاد توقفت إلا أن جزءا من الخدمة أعيد بعد أكثر من ساعة من وقوع الزلزال، في حين توقفت حركة السير بالكامل على الطريق السريع لتوهوكو.

وعلقت حركة النقل الجوي لفترة قصيرة قبل استئنافها في مطاري طوكيو الرئيسيين ناريتا وهانيدا، بينما توقفت الحركة في مطار سينداي عاصمة منطقة مياجي حيث تم اجلاء مئات المسافرين، بحسب التلفزيون.

ويذكر أن الزلزال الذي وقع في 11 مارس/آذار 2011  قد أدى إلى تسونامي هائل أوقع نحو 20 ألف قتيل وتسبب بحادث نووي خطير في محطة فوكوشيما.

إحدى المحطات النووية المتضررة في مفاعل فوكوشيما
إحدى المحطات النووية المتضررة في مفاعل فوكوشيما

أكدت لجنة تحقيق مفوضة من البرلمان الياباني الخميس أن الحادثة النووية في فوكوشيما "كارثة من صنع البشر" وليست مجرد نتيجة للزلزال والتسونامي الهائل اللذين ضربا شمال شرق البلاد في 11 مارس/آذار من العام الماضي.

 

وأوضحت اللجنة في تقريرها النهائي أن "الحادث جاء نتيجة تواطؤ بين الحكومة ووكالات التنظيم والشركة المشغلة تيبكو، وبسبب غياب الأداء الجيد من هذه الجهات".

 

وأضاف التقرير الذي بلغ 641 صفحة أن هذه الجهات "خانت حق الأمة في الحماية من الحوادث النووية" مشيرا إلى أن "الأسباب الأساسية للحادث هي آليات التنظيم والتشريع التي استندت إلى منطق خاطئ في قراراتها وأفعالها، وليست قلة كفاءة شخص واحد محدد".

 

وتعتبر حادثة فوكوشيما الأسوأ في العالم منذ كارثة تشرنوبيل النووية في أوكرانيا عام 1986، ووقعت بعيد زلزال بقوة تسع درجات ضرب منطقة توهوكو شمال شرق اليابان وأثار موجة تسونامي على طول الساحل.

 

واكتسحت موجة بارتفاع حوالى 15 مترا موقع محطة فوكوشيما دايشي النووية للطاقة التي تديرها شركة طوكيو الكتريك باور (تيبكو)، فأغرقت أنظمة تبريد المفاعلات ومولدات الطوارئ الموجودة في طابق تحت الأرض.

 

وتألفت لجنة التحقيق الأخيرة من 10 ممثلين للمجتمع المدني عينهم النواب وهم عالم زلازل وصحافي ومحامون وأطباء وأكاديميون .