حاملة طائرات أميركية
حاملة طائرات أميركية

أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الثلاثاء خلال زيارة إلى الكويت أن القوات الأميركية ستحافظ على "حضور قوي" في الشرق الأوسط بالرغم من توجه استراتيجي نحو آسيا.

وقال بانيتا للصحافيين على متن طائرته قبيل وصوله إلى الكويت، "دعوني أؤكد لكم أن الولايات المتحدة قوية بما يكفي للإبقاء على حضور قوي في الشرق الأوسط وفي المحيط الهادئ بنفس الوقت".

وأقر المسؤول الأميركي بأنه يتعين على واشنطن أن تكون "مرنة في إدارة قواتها في زمن يتسم بالتقشف" مشيرا إلى أن بلاده ستبقي حاملة طائرات واحدة في الشرق الأوسط لمدة شهرين من أجل إجراء أعمال صيانة على الحاملة الأخرى الموجودة في المنطقة وهي يو اس اس نيميتز.

وتابع بانيتا قائلا "في النهاية أنا متأكد أننا سنكون قادرين على الإبقاء على السفن والقوات التي نحتاجها للتعامل مع أي طارئ".

وذكر بانيتا أن الولايات المتحدة ما زالت تنشر حوالي 50 ألف جندي في منطقة الشرق الأوسط عموما.

ونشرت الولايات المتحدة مزيدا من السفن والطائرات في الخليج خلال السنة الماضية بعد أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي في حال قاطعت الدول الغربية الصادرات النفطية لإيران.

وتنوي الولايات المتحدة نشر غالبية سفنها الحربية في منطقة آسيا المحيط الهادئ إلى جانب أسلحة متطورة أخرى، إلا أن بانيتا شدد على أن قوات أميركية مهمة ستبقى منتشرة في الشرق الأوسط.

وخلال زيارته إلى الكويت الثلاثاء والأربعاء، سيجري بانيتا محادثات مع أمير البلاد وباقي المسؤولين، وسيلتقي كذلك مع حوالي 13500  عسكري أميركي منتشرين في هذا البلد لشكرهم على خدمتهم قبل فترة عيد الميلاد، كما قالت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون".

وبهذا الخصوص قال بانيتا "نتشاطر تاريخا من التعاون مع الكويت يعود لحرب الخليج الأولى"، واصفا هذا البلد ب"الشريك الهام".

وتابع الوزير الأميركي قائلا "أتطلع إلى إجراء محادثات حول كيفية القيام مع حكومة الكويت بتعزيز تعاوننا إزاء التحديات في المنطقة"، مضيفا أن "حضورنا في الكويت وباقي منطقة الخليج يساعد في تعزيز قدرات الدول الشريكة لنا في مجال ردع الاعتداءات والتأكد من وجود قدرة أفضل على مواجهة الأزمات في المنطقة".

رئيس النظام السوري بشار الأسد
رئيس النظام السوري بشار الأسد (رويترز)

اعتبر رئيس النظام السوري بشار الأسد، الإثنين، أن التطورات التي تشهدها بلاده في ضوء هجمات الفصائل المسلحة، تعكس "أهدافا بعيدة في محاولة لتقسيم المنطقة.. وإعادة رسم الخرائط"، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن الأسد بحث مع بزشكيان هاتفيا تطورات الأوضاع في سوريا، والتعاون في مجال "مكافحة الإرهاب".

وقال الأسد خلال الاتصال: "ما يحصل من تصعيد إرهابي يعكس أهدافا بعيدة في محاولة تقسيم المنطقة وتفتيت دولها، وإعادة رسم الخرائط من جديد، وفقا لمصالح وغايات أميركا والغرب".

فيما نقلت الوكالة عن بزشكيان "رفض إيران التام لكل محاولات النيل من وحدة واستقرار سوريا".

وقالت إيران، بوقت سابق الإثنين، إن "مستشاريها العسكريين" سوف يبقون في سوريا "بناء على طلب" نظام بشار الأسد، وذلك في وقت نفذت فيه مجموعات مسلحة معارضة هجمات واسعة، منذ الأربعاء، وسيطرت على مدن وقرى أبرزها حلب.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بأن "وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا سيستمر، بناء على طلب دمشق"، حسب رويترز.

وكان رئيس النظام السوري، قد شدد خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد في دمشق، على "أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء في التصدي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج".

من جانبها، دعت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، الأحد، جميع الأطراف في سوريا إلى خفض التصعيد وحماية المدنيين.

وحثت الدول الأربع على الحفاظ على البنية التحتية في المناطق التي تعرف اشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، "من أجل منع مزيد من النزوح".

وقالت الدول في بيان مشترك، نشره مكتب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية: "نُراقب الوضع عن كثب".

سيناريوهات تركية بعد تغير خريطة النفوذ في الشمال السوري
منذ بدء هجوم الفصائل السورية المسلحة على حلب وأريافها اتجهت الأنظار إلى تركيا بشكل مباشر وغير مباشر، من زاوية الدور والموقف الذي تقف عنده إزاء ما يحصل. ومع سيطرة التشكيلات العسكرية على كامل المدينة وغالبية القرى والبلدات المحيطة بها تثار تساؤلات عن الخيارات التي ستتبعها أنقرة للتعاطي مع التغير الكبير الذي طرأ على خريطة النفوذ السورية.

يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد حدة القتال في سوريا، حيث تمكنت فصائل المعارضة المسلحة في شمال البلاد، من إحكام السيطرة على مدينة حلب، ثاني أكبر المدن، وما يحيط بها من ثكنات وأكاديميات عسكرية ومطارات، وتتجه الآن للتركيز على جبهة حماة، بعدما سيطرت على عدة قرى وبلدات في ريفها الشرقي.

وأعلن تحالف فصائل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، صباح الإثنين، استكمال عملية السيطرة على عدة قرى وبلدات في ريف حلب من الجهة الشمالية، قائلا إنه خاض عمليات ضد قوات النظام السوري و"وحدات حماية الشعب" الكردية.

ومن بين هذه القرى: أم العمد وتل رحال والجوبة والشيخ كيف، وتتبع جميعها إلى مدينة تل رفعت التي سيطر عليها تحالف الفصائل ضمن عملية أسماها بـ"فجر الحرية".

في المقابل، أعلنت فصائل مسلحة أخرى تنضوي ضمن غرفة عمليات ما بعرف بـ "ردع العدوان"، السيطرة على عدة قرى وبلدات في ريف مدينة حماة من الجهة الشمالية، ونشرت تسجيلا مصورا وثق استهدافها بالطائرات المسيرة للتعزيزات التي يستقدمها النظام السوري إلى المنطقة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الإثنين، إن حصيلة القتلى من العسكريين والمدنيين نتيجة هجمات فصائل المعارضة، بلغت 446 منذ فجر يوم 27 نوفمبر الماضي.