متضامنون مع ضحايا مجزرة كونيتيكت التي أوقعت 26 قتيلا في مدرسة ابتدائية
متضامنون مع ضحايا مجزرة كونيتيكت التي أوقعت 26 قتيلا في مدرسة ابتدائية

كشفت لائحة بأسماء ضحايا المجزرة التي راح ضحيتها 26 شخصا في إطلاق نار بمدرسة ابتدائية في ولاية كونيتيكت أن أغلبية الضحايا دون السادسة من العمر، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيتوجه مساء الأحد لتقديم التعازي لعائلات الضحايا.

وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان مساء السبت أن الرئيس سيتوجه يوم الأحد إلى نيوتاون ليلتقي "عائلات الضحايا ويشكر طواقم الطوارئ" كما سيلقي كلمة خلال صلاة ستقام بهذه المناسبة.

ونشرت الشرطة لائحة بأسماء ضحايا مدرسة ساندي هوك الابتدائية تضم 12 بنتا وثمانية صبية، و16 من هؤلاء القتلى كانوا في السادسة من العمر والأربعة الآخرون في السابعة، أما البالغون فهم مديرة المدرسة دون هوشسبرونغ (47 عاما) والطبيبة النفسية في المدرسة ماري شيرلاش (56 عاما) ومدرستان.

وزاد من روع الأميركيين إعلان الطبيب الشرعي وين كارفر أن الضحايا استهدفوا بالرصاص عدة مرات.

وقال كارفر إنه تم العثور على ما بين ثلاث و11 رصاصة في كل من الجثث السبع التي قام بفحصها شخصيا.

وأضاف الطبيب الشرعي أن القاتل آدم لانزا، وهو من أبناء المدينة، استخدم سلاحا نصف آلي هو بوشماستر 233 على ما يبدو، لارتكاب هذه المجزرة.

وقال الناطق باسم شرطة كونيكتيكت بول فانس إن المحققين جمعوا أدلة جيدة في المدرسة التي وقع فيها الحادث والمنزل الفخم الذي كان يعيش فيه مع والدته، التي قتلت في منزلها، ما سيساعد على رسم صورة كاملة للأحداث وأسبابها.

وفيما يحاول المحققون معرفة الظروف التي أحاطت بالحادث، فإن القاتل كان يحمل ثلاث قطع سلاح هي مسدسان وبندقية نصف آلية، وتعود هذه الأسلحة لوالدته على ما يبدو، كما قال المحققون.

ويقول زملاء القاتل إنه خجول ويميل للوحدة وذكي جدا ولا يبدو عليه الانفعال كثيرا، فيما قال آخرون إنه ربما مصاب بمرض التوحد أو واجه صعوبات في التعامل مع المجتمع.

وأوضحت مسؤولة في المدرسة تدعى جانيت روبنسون أن مديرة المدرسة والطبيبة النفسية قتلتا بينما كانتا تجريان لحماية الأطفال بعدما سمعتا أزيز الرصاص، فيما قتلت المدرسة فكتوريا سوتو (27 عاما) بعدما خبأت التلاميذ في خزانة.

وروت ماري آن جاكوب التي تعمل في مكتبة المدرسة أنها اختبأت مع ثلاثة بالغين آخرين و18 طفلا في صالة لتشغيل الحواسيب وطلبت منهم الرسم، قائلة إنه مجرد تمرين.

من جهتها، قالت كيتلين رويغ وهي مدرسة شابة إنها اختبأت مع الأطفال في المراحيض وطلبت منهم التزام الصمت.

وروت لينيا اوربينا (تسع سنوات) وهي تلميذة في المدرسة لوالديها أنها سمعت شخصا ما يقول "ارفع يديك" ثم أزيز الرصاص.

وفي بيان له يوم السبت، عبر والد القاتل بيتر لانزا عن تفهمه لأسر الضحايا ولآلامها قائلا "
نفكر في عائلات الضحايا والأصدقاء الذين فقدوا أشخاصا أعزاء وفي الجرحى. عائلتنا تبكي مع كل الذين ضربتهم هذه الفاجعة الهائلة
والد القاتل

" مضيفا "ليست هناك كلمات يمكن أن تعبر عن مدى حزننا. مثل كثيرين منكم نحن حزينون ونحاول فهم المأساة".

وأعادت هذه المجزرة الجدل حول الأسلحة الفردية في الولايات المتحدة، فالأميركيون منقسمون حول ضرورة تعزيز التشريعات المتعلقة بالأسلحة النارية الفردية.

أشخاص بعد حادث إطلاق نار في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في مدينة نيوتاون بولاية كونيتيكت
أشخاص بعد حادث إطلاق نار في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في مدينة نيوتاون بولاية كونيتيكت

تديد وتعاطف دوليين  (15:06 غرينتش)

أثار مقتل 26 شخصا بينهم 20 طفلا في إطلاق نار في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في ولاية كونتيكت الأميركية الجمعة، ردود فعل غاضبة في العالم.

فقد قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن "استهداف الأطفال عمل بغيض ويفوق التصور"، مضيفا أنه "يصلي لعائلات الضحايا ولكل الذين روعتهم هذه الجريمة".

ووجهت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية مساء الجمعة رسالة إلى الرئيس باراك أوباما تؤكد فيها تأثرها بالحادث، وقالت "صدمني وأحزنني النبأ الرهيب حول سقوط قتلى في نيوتاون (حيث تقع المدرسة) وخصوصا وجود أطفال بين القتلى".

كما عبرت الملكة مع زوجها الأمير فيليب عن تعاطفها مع الشعب الأميركي في "هذه الأوقات الصعبة".

وفي لندن أيضا، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه "صدم ويشعر بحزن عميق من هذا الحادث الرهيب الذي قتل وجرح فيه أبرياء"، مضيفا أن "التفكير بهؤلاء الذين انتزع منهم ابناؤهم في سن صغير يفطر القلب، بينما كانت الحياة بأكملها أمامهم".

وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن الاعتداء "روّعه"، وقال في رسالة بعثها إلى أوباما "أرغب في التعبير لكم عن تأثري واستيائي"، مضيفا "في هذه اللحظة الأليمة جدا للولايات المتحدة أعبّر لكم عن التعازي باسمي وباسم الشعب الفرنسي. وأشكر لكم إبلاغ أسر الضحايا بتضامني معها في هذه المحنة الرهيبة".

ومن جهتها، قالت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بيان "أود أن أعبر عن صدمتي بعد إطلاق النار المأسوي في مدرسة في كونيتيكت"، وأضافت "في هذه الأوقات العصيبة أفكر بالضحايا وبعائلاتهم وبالشعب الأميركي".

مواطنون في مدينة نيو تاون يصلون على أرواح الضحايا

​​وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في بيان أصدره إنه شعر بصدمة عميقة بعد تلقي نبأ الحادث الذي "قضى على أرواح يافعة مفعمة بالأمل".

كذلك، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "تعازيه الصادقة" للرئيس أوباما كما أعرب عن "تعاطفه مع الشعب الأميركي".

وقال الكرملين في بيان إن بوتين أشار إلى أن "كون معظم الضحايا أطفالا، يسبب حزنا خاصا"، داعيا أوباما إلى "نقل عبارات الدعم والتعاطف مع أقرباء الذين قتلوا".

وفي المكسيك، عبر الرئيس إنريكي بينيا نييتو عن "تضامنه مع الشعب الأميركي والرئيس أوباما".

وفي كندا وصف رئيس الوزراء الحادث "بالنبأ الرهيب"، وكتب على حسابه على تويتر إن "الكنديين يصلّون من أجل التلاميذ والعائلات في كونيتيكت الذين ضربهم هذا العنف الجنوني".

وبدورها أدانت إيران "المجزرة" وعبّرت عن أسفها وتعازيها لأسر الضحايا، حسبما ذكرته وكالة مهر للأنباء.

ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست دعوته "المجتمع الأميركي إلى المشاركة في حركة مكافحة الحرب وقتل الأبرياء في جميع أنحاء العالم"، مضيفا أن "لا فرق بين الأطفال ضحايا الأعمال المسلحة في غزة أو الولايات المتحدة أو أفغانستان أو باكستان أو العراق أو سورية".

السلطات تواصل التحقيق (14:31 غرينتش)

في غضون ذلك، أعلنت شرطة ولاية كونيتيكت أن المحققين في عملية إطلاق النار في مدرسة ساندي هوك يعتقدون أن منفذ العملية دخل مبنى المدرسة بالقوة.

وصرح المتحدث باسم الشرطة الملازم بول فانس في مؤتمر صحافي عقده صباح السبت بأن أدلة عثر عليها في موقع الهجوم قد تكشف عن دوافع إطلاق النار، وقال إن "المحققين في مسرح الجريمة عثروا على أدلة مهمة جدا ستساعدهم على فهم ما حدث ورسم صورة كاملة للعملية".

سيارتا شرطة خارج منزل والدة مطلق النار

​​وقدم المتحدث تفاصيل جديدة عن التحقيق الجاري في الهجوم الذي قد يكون الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة من حيث عدد القتلى، وقال إنه تم التعرف على جميع الضحايا، مشيرا إلى جثامينهم نقلت إلى مكتب الطب الشرعي للولاية حيث يتم إجراء فحص عليها لمعرفة سبب الوفاة. 

وكانت السلطات قد أعلنت أنها عثرت على جثة والدة مطلق النار، وهي معلمة في مدرسة ساندي هوك، في منزلها في المدينة الصغيرة الهادئة، مشيرة إلى أن الأسلحة التي استخدمها ابنها في هجومه مسجلة باسمها. وقال أهالي التلاميذ وعاملون في المدرسة إن حوالي 100 رصاصة أطلقت خلال الهجوم الذي استمر لعدة دقائق.

وحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن مطلق النار وصل إلى المدرسة بعيد الساعة 9:30 صباحا مسلّحا بمسدسين الأول سيغ سوير والثاني غلوك، مضيفة أنه ركز هجومه على اثنين من الصفوف الدراسية حيث قتل بدم بارد ضحاياه.

وكشفت الشرطة أن 18 من الأطفال لقوا حتفهم على الفور في حين توفي الطفلان الآخران بعيد نقلهما إلى المستشفى، فيما نجت من المجزرة جريحة واحدة. ومن بين البالغين الستة الذين أرداهم القاتل مديرة المدرسة ومختصة علم النفس فيها.



ولم تكشف الشرطة عن اسم القاتل، إلا أن وسائل الإعلام الأميركية قالت في بادئ الأمر إنه يدعى راين لانزا ولكنها عادت، وقالت إن اسمه آدم لانزا وعمره 20 عاما، وإن الشرطة استجوبت شقيقه راين البالغ من العمر 24 عاما.

الجدل حول قوانين الأسلحة

وأحيا الحادث الجدل حول قوانين الأسلحة النارية في الولايات المتحدة، وقد دعا الرئيس أوباما إلى اتخاذ إجراءات "فعلية" لتجنب مآس جديدة.

وتظاهر حوالي 50 شخصا مساء الجمعة أمام البيت الأبيض للمطالبة بتشديد الضوابط المفروضة على اقتناء الأسلحة النارية.

تنكيس علم البيت الأبيض

​​وينقسم الأميركيون حول ضرورة تعديل التشريعات المتعلقة بالأسلحة النارية الفردية للحد من تلك الحوادث. ودعا رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ الذي ينادي منذ فترة طويلة بتعديل تلك القوانين، الرئيس أوباما إلى "إرسال نص (قانون معدل) إلى الكونغرس".

ويؤكد معارضو إصلاح قوانين الأسلحة أن حق امتلاكها أمر يحفظه الدستور بموجب التعديل الثاني الذي تدافع عنه مجموعات الضغط المتخصصة بالسلاح.

27 قتيلا بينهم 20 طفلا (22:06 غرينتش)

قتل 27 شخصا بينهم 20 طفلا في هجوم مسلح نفذه شاب داخل مدرسة ابتدائية في ولاية كونيتيكت في شمال شرق الولايات المتحدة كما أعلنت الشرطة، مشيرة إلى أن بين القتلى مطلق النار.
 
وقال المتحدث باسم الشرطة بول فينس إن شخصا بالغا آخر قتل "في ساحة جريمة أخرى" في مدينة نيوتاون حيث تقع المدرسة الابتدائية التي شهدت المجزرة، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل بهذا الخصوص.
 
وأضاف في معرض حديثه عن هذا القتيل الرقم 28 أنه "تم إرسال مساعدة من نيوجيرسي". وكانت وسائل الإعلام الأميركية أعلنت في وقت سابق أن مطلق النار أردى أحد أفراد أسرته في نيوجيرزي قبل أن يتوجه إلى المدرسة حيث تعمل والدته وينفذ مجزرته.
 
وإضافة إلى هؤلاء القتلى هناك جريح واحد، بحسب المتحدث باسم الشرطة.
 
وقال إن "إطلاق النار حصل في قسم من المدرسة، في قاعتين مختلفتين. في الوقت الراهن (نعتقد) أن مطلق النار كان شخصا واحدا ولكن مرة جديدة أقول إننا ندرس كل المؤشرات والوقائع المتعلقة بمطلق النار الذي عثر عليه ميتا في المدرسة".
 
أوباما يوجه كلمة يبدو فيها شديد التأثر
 
وقد وجه الرئيس أوباما كلمة إلى الشعب الأميركي الجمعة عقب الاعتداء، وقال أوباما ودموعه تغالبه "لا يوجد أب أو أم في الولايات المتحدة لا يشعرون بالحزن العميق" الذي يشعر به منذ تلقيه نبأ إطلاق النار في المدرسة، مشيرا إلى أن "غالبية الذين قتلوا اليوم كانوا أطفالا، أطفالا رائعين بين الخامسة والعاشرة من العمر".

الرئيس أوباما يمسح دموعه

​كما قال وهو يمسح دموعه "إن الولايات المتحدة كبلد شهدت حوادث مثل هذه مرات كثيرة جدا، وعليها أن تتخذ خطوات فعالة في هذا الإطار  بغض النظر عن توجهاتنا السياسية"، في إشارة إلى قوانين حيازة الأسلحة.
 
وقال أوباما "لقد تعرضنا للكثير من المآسي" الشبيهة بإطلاق النار في كنتيكت، ودعا أوباما إلى "أعمال ملموسة" لتفادي مثل هذه الأعمال في المستقبل، مضيفا أن الحادثة "حطمت قلبه".
 
تنكيس الأعلام على المباني الحكومية
 
وقد أمر أوباما الجمعة بتنكيس الإعلام على كافة المباني الحكومية الأميركية طيلة أربعة أيام تخليدا لذكرى ضحايا عملية إطلاق النار الدامية.
 
وجاء في مرسوم نشره البيت الأبيض ويشمل أيضا أعلام السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية "في إشارة على احترام ضحايا أعمال عنف جنونية نفذت في نيوتاون في كنتيكت" ستنكس الإعلام على المباني الحكومية والقواعد العسكرية والسفارات الأميركية.