الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة
الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية يوم الاثنين عن إدراج الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة على لائحة الإرهاب وتجميد أي أرصدة محتملة له داخل الولايات المتحدة.

واعتبرت الوزارة في بيان لها سماحة، المسجون في لبنان بتهمة نقل أسلحة من سورية إلى لبنان، "إرهابيا دوليا" واتهمته بالعمل على زعزعة الاستقرار في لبنان.

وسماحة مستهدف بإجراءين، أحدهما من وزارة الخارجية الأميركية يدرجه على لائحة الإرهاب والآخر من وزارة الخزانة يضيفه على اللائحة السوداء للأشخاص الذين يجب أن يخضعوا لإجراءات عقابية بموجب مرسوم رئاسي صادر عام 2007 يستهدف الأشخاص الذين "يقوضون السيادة اللبنانية".

وبموجب هذا المرسوم يحظر على الرعايا الأميركيين التعامل مع سماحة وإلا عرضوا أنفسهم لملاحقات قضائية.

وبحسب وزارة الخزانة الأميركية فإن سماحة يحمل الجنسيتين اللبنانية والكندية.

وأوقف سماحة المعروف بقربه من النظام السوري في أغسطس/آب الماضي في منزله ببلدة الجوار شمال شرق بيروت على خلفية قيامه بنقل عبوات كان سيتم تفجيرها في مناطق لبنانية عدة خصوصا في الشمال.

وكان سماحة وزيرا للإعلام في عام 2003 في حكومة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.


	 العميد وسام الحسن
رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن

قتل رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن في تفجير ضخم استهدفه الجمعة، حمّل زعيم المعارضة سعد الحريري الرئيس السوري بشار الأسد مسؤوليته.
 
ومساء الجمعة، طالبت المعارضة اللبنانية الممثلة بقوى 14 آذار باستقالة الحكومة التي يترأسها نجيب ميقاتي.
 
وأورد بيان تلاه أحمد الحريري، الأمين العام لتيار المستقبل أحد أبرز أحزاب المعارضة، "هذه الحكومة مطالبة بالرحيل ورئيس الحكومة (ميقاتي) مدعو شخصيا إلى تقديم استقالته فورا"، وذلك إثر اجتماع طارئ عقدته قوى المعارضة في منزل رئيس الوزراء السابق سعد الحريري في وسط بيروت.
 
والانفجار الذي أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص بينهم الحسن وإصابة 86 آخرين وفق مصدر حكومي، خلف دمارا كبيرا في حي سكني في منطقة الأشرفية في شرق بيروت.
 
ويثير هذا التفجير مخاوف من عودة موجة الاغتيالات التي شهدها لبنان بين العامين 2005 و2008 واستهدفت شخصيات مناهضة للنظام السوري، كما أنه يأتي بعدما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه الشديد إزاء تأثير الأزمة السورية على لبنان.
 
والتفجير استهدف الحسن الذي يعد من كبار الضباط السنة ومقربا من سعد الحريري، كما كان مرشحا لتولي قيادة قوى الأمن الداخلي بعد تقاعد مديرها الحالي اللواء اشرف ريفي.
 
وكان لفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي الدور الأبرز مؤخرا في كشف مخطط تفجير في لبنان اتهم به النظام السوري والوزير اللبناني الأسبق الموقوف ميشال سماحة.
 
وأدى الفرع دورا أساسيا في التحقيق في سلسلة الجرائم التي استهدفت شخصيات سياسية لبنانية معارضة لسورية بين العامين 2005 و2008، أبرزهم رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط 200.
 
وسبق لضباط كبار في الفرع أن استهدفوا بتفجيرات، آخرهم الرائد وسام عيد الذي اغتيل في يناير/ كانون الثاني 2008 ويعزى إليه الفضل في التقنية التي كشفت شبكة من الأرقام الهاتفية التي يعتقد أن حامليها مسؤولون عن تنفيذ اغتيال الحريري.
 
وقال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في اتصال هاتفي مع قناة "المستقبل" التلفزيونية "اتهم بشار حافظ الأسد باغتيال وسام الحسن".
 
من جهة أخرى، قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط لوكالة الصحافة الفرنسية "اتهم علنا بشار الأسد ونظامه بقتل وسام الحسن".
 
كما اتهم المجلس الوطني السوري المعارض "نظام القتل الإجرامي الأسدي" بقتل العميد الحسن. وجاء في بيان للمجلس "نعلم علم اليقين بصمات من تحمل هذه الأفعال الإجرامية البشعة، ولصالح من ترتكب، إنه بدون شك نظام القتل الإجرامي الأسدي وأتباعه في لبنان".
 
والانفجار القوي الذي وقع الجمعة هو الأول من نوعه في بيروت منذ العام 2008 حين اغتيل الرائد عيد الضابط في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، كما أنه يثير مخاوف من احتمال توسع رقعة النزاع السوري إلى لبنان.
 
سورية تدين الاعتداء
 
وسارعت سورية التي تشهد انتفاضة منذ 19 شهرا ضد نظام الرئيس السوري إلى إدانة هذا الاعتداء معتبرة أنه عمل "إرهابي جبان"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).
 
وقالت الوكالة إن "وزير الإعلام عمران الزعبي أدان العمل الإرهابي الجبان الذي تعرضت له ساحة ساسين بالأشرفية في بيروت". ونقلت الوكالة عن الزعبي قوله "إن هذه التفجيرات الإرهابية مدانة أينما حدثت وليس هناك ما يبررها".
 
وأجمعت الطبقة السياسية اللبنانية المنقسمة بين مؤيد ومعارض للنظام السوري على إدانة الاعتداء.
 
وقال سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي المعارض، إن الحسن استهدف "لأنه أوقف ميشال سماحة"، المتهم مع مدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك من القضاء اللبناني، بالتخطيط لتفجيرات في لبنان.
 
من جهته عبر رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون المتحالف مع حزب الله عن إدانته الشديدة لاغتيال العميد الحسن وقال "ندين بقوة هذا الإجرام ورحمة الله على الحسن وشهداء الأشرفية". وأكد عون أن "المرحلة صعبة والجريمة تستهدف استقرار لبنان" داعيا "جميع اللبنانيين إلى التفكير بروية والى التصرف بحكمة وروية وبرودة أعصاب".
 
وأدان حزب الله في بيان بشدة "الجريمة النكراء التي استهدفت العميد وسام الحسن" معتبرا أنها "محاولة آثمة لاستهداف الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية"، داعيا الأجهزة الأمنية والقضائية إلى "استنفار أقصى الجهود والطاقات لوضع اليد على الجريمة وكشف الفاعلين وتقديمهم إلى العدالة".
 
وليلا شهدت مناطق في بيروت وطرابلس (شمال البلاد) ذات الغالبية السنية، قطع طرق وإحراق إطارات مشتعلة احتجاجا على اغتيال الحسن، بحسب مصور وكالة الصحافة الفرنسية.
 
كما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أن طريق المصنع قبل المعبر الحدودي مع سورية أغلقت بالإطارات المشتعلة.
 
إدانات دولية
 
وفي ردود الفعل الدولية، ندد مجلس الأمن الدولي "بشدة بالاعتداء الإرهابي" الذي ارتكب في بيروت وأدى إلى مقتل وسام الحسن وسبعة أشخاص آخرين، وحض اللبنانيين على "المحافظة على الوحدة الوطنية".
 
وشدد المجلس على ضرورة "ملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة ومن أعدوا لها ووفروا لها الدعم المالي أمام القضاء"، مؤكدا عزمه على دعم جهود الحكومة اللبنانية في هذا الصدد.
 
وفي بيان منفصل، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاعتداء مطالبا "بتحقيق معمق" وداعيا اللبنانيين إلى "الهدوء وضبط النفس".
 
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض تومي فيتور في بيان "ندين بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي الذي أسفر عن مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في لبنان وسام الحسن".
 
وأضاف فيتور "لا شيء يبرر اللجوء إلى الاغتيال السياسي".
 
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن "الرئيس فرنسوا هولاند يدعو كل المسؤولين السياسيين اللبنانيين إلى الحفاظ على وحدة لبنان وحمايته من كل محاولات زعزعة الاستقرار من أي جهة أتت".
 
وأضافت الرئاسة الفرنسية أن "فرنسا تأمل بكشف الحقيقة كاملة حول هذا العمل الإرهابي وتذكر بالتزامها أمن واستقرار واستقلال وسيادة لبنان".
 
بدوره، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى "القيام بكل ما هو ممكن للحفاظ على وحدة لبنان وسلامه في وجه المحاولات الهادفة إلى زعزعة استقرار البلاد"، مشددا على "تمسك فرنسا بالتصدي للإفلات من العقاب".
 
وندد الفاتيكان بشدة بالانفجار واعتبر في بيان أن "الاعتداء الذي وقع في بيروت يستحق أشد إدانة لأنه عنف دموي عبثي". وأضاف أن هذا الاعتداء "يتعارض مع الجهود والالتزامات بالحفاظ على تعايش سلمي في لبنان".
 
إدانات عربية
 
وعربيا، أدانت مصر التفجير. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن وزير الخارجية المصري محمد عمرو "أدان التفجير الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت اليوم مخلفا عشرات القتلى والمصابين".
 
وأدانت الحكومة الأردنية حادث التفجير، مؤكدة رفضها "كل أشكال الإرهاب والعنف".
 
وكان بان كي مون عبر عن "قلقه الشديد إزاء عواقب الأزمة السورية على لبنان" في تقرير إلى مجلس الأمن نشر الخميس وأشار فيه إلى تفاقم التوتر على الحدود واستمرار "تهريب الأسلحة في الاتجاهين".