الرئيس أوباما خلال المؤتمر الصحافي
الرئيس أوباما خلال المؤتمر الصحافي

أبدى الرئيس أوباما تصميمه على تحريك المسألة الحساسة المتعلقة بتنظيم الأسلحة النارية، وطالب بمقترحات ملموسة بحلول الشهر المقبل، وذلك على خلفية المجزرة التي وقعت الجمعة في مدرسة ابتدائية في مدينة نيوتاون في ولاية كونيتيكت، والتي راح ضحيتها 20 طفلا وستة راشدين قتلهم شاب ببندقية هجومية.
 
وقال أوباما في مؤتمر صحافي مباشرة بعد أن اختارته مجلة تايم شخصية عام 2012 "آمل أن لا تكون ذاكرتنا قصيرة، وأن لا ننسى ما حدث في نيوتاون".

وأعلن أوباما تعيين نائبه جو بايدن على رأس مجموعة عمل مكلفة العمل على هذا الموضوع وإعداد توصيات بحلول يناير/كانون الثاني المقبل.

وأضاف "كون هذه المشكلة معقدة لم يعد عذرا لكي لا نفعل أي شيء. لهذا السبب طلبت من نائب الرئيس التحرك مع أعضاء في الحكومة وعدد من المنظمات للخروج باقتراحات ملموسة سأدعمها دون تأخير".
 
وتابع أوباما الذي كان خجولا بشأن مسألة الأسلحة خلال ولايته الأولى "عندما نتسلم توصيات مجموعة العمل سأضع مشاريع واضحة جدا".
 
واعتبر أوباما أن "قانونا واحدا حول الأسلحة لن يحل كل المشاكل"، مضيفا "سيتعين دراسة المشاكل المتعلقة بالأمراض العقلية والمدارس.. وعلى مجموعة العمل أن تدرس جملة من المواضيع".

وقال أوباما "ربما لن نعرف أبدا لماذا وقعت هذه المأساة (في نيوتاون) الجمعة. لكن ما نعرفه هو أن أميركيين آخرين يموتون كل يوم منذ ذلك الحين بسبب أسلحة نارية".
 
ويود أوباما تجديد قانون لحظر الأسلحة الهجومية أقر في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون عام 1994 لكن انتهى العمل به بعد 10 سنوات من تاريخ صدوره.

الرئيس اوباما خلال حفل تأبين ضحايا مجزرة نيوتاون
الرئيس اوباما خلال حفل تأبين ضحايا مجزرة نيوتاون

وعد الرئيس باراك أوباما الأميركيين بأنه "سيسخر كل صلاحياته" لعدم تكرار حادث إطلاق النار الذي وقع الجمعة في مدرسة ابتدائية بولاية كونتيكيت وراح ضحيته 26 شخصا منهم 20 طفلا أغلبيتهم دون السادسة.

وصرح أوباما خلال حفل تأبين للضحايا بمدينة نيوتاون "في الأسابيع المقبلة سأسخر لهذا الأمر كل الصلاحيات التي يخولني إياها منصبي من أجل أن أتباحث مع مواطني، من قوى الأمن إلى خبراء علم النفس مرورا بالأهالي والمعلمين للمعمل على منع وقوع مآس مماثلة".

لا يمكننا القبول بأن تصبح حوادث كهذه أمرا روتينيا. هل نحن مستعدون للقول بأننا عاجزون أمام هكذا مجازر؟ وبأن الوضع السياسي صعب جدا؟
الرئيس أوباما
وفي إشارة إلى الجدل الدائر حول حيازة الأسلحة في الولايات المتحدة، قال أوباما"أي خيار آخر لدينا؟ لا يمكننا القبول بأن تصبح حوادث كهذه أمرا روتينيا. هل نحن مستعدون للقول بأننا عاجزون أمام هكذا مجازر؟ وبأن الوضع السياسي صعب جدا؟".

وتساءل"ما إذا كنا قمنا بما فيه الكفاية لحماية أطفالنا" مضيفا "إذا كنا صادقين مع أنفسنا فان الجواب هو كلا"،مذكرا أن نيوتاون هي رابع مدينة يزورها للتعزية بضحايا مجزرة مماثلة منذ توليه الرئاسة قبل أربع سنوات.

وتابع أوباما "لم يعد بإمكاننا التساهل مع هذا الأمر. هذه المآسي يجب أن تنتهي. ولكي تنتهي علينا أن نتغير"، مؤكدا انه "يمكننا القيام بأفضل مما نقوم به.

وأحيت هذه المجزرة الجدل حول الأسلحة الفردية في الولايات المتحدة، فالأميركيون منقسمون حول ضرورة تعزيز التشريعات المتعلقة بالأسلحة النارية الفردية التي أدت في 2009 إلى مقتل 31 ألف شخص .

وأكدت السناتور الديموقراطية البارزة ديان فاينشتاين الأحد أنها ستطرح مسودة قانون يحظر الأسلحة أمام الكونغرس الجديد الذي ينعقد في يناير/كانون الثاني.

إلا أن المصادقة على المسودة في الكونغرس المنقسم، تتطلب تأييد الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب والديموقراطيين الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ.