هدد مقاتلون معارضون باقتحام بلدتين مسيحيتين في وسط سورية ما لم تغادرهما القوات النظامية، معتبرين أن القوات النظامية تحصنت في البلدتين "من أجل الفتنة الطائفية"، وذلك في يوم أكد بطريرك الروم الأرثوذكس تمسك مسيحيي سورية بالبقاء فيها، بينما قتل خمسة أشخاص بتفجير سيارة مفخخة في دمشق.
في غضون ذلك، أعلن حلف شمال الأطلسي أنه سينشر "في الأسابيع المقبلة" صواريخ "باتريوت" في تركيا بناء لطلبها، بينما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب "يصلي" كي تواصل بلاده الحليفة للرئيس السوري بشار الأسد، عرقلة أي قرار للتدخل العسكري ضده.
في شريط فيديو بثه المرصد السوري لحقوق الإنسان على موقع "يوتيوب"، توجه قائد معارض عرف عن نفسه باسم "قائد لواء الأنصار في ريف حماة رشيد أبو الفداء"، لسكان بلدتي محردة والسقيلبية الواقعتين إلى الشمال الغربي من مدينة حماة، بالقول "نوجه إليكم هذا الإنذار لتقوموا بدوركم، وذلك بطرد عصابات الأسد وشبيحته من مدنكم وردعها عن قصف قرانا وأهلنا وإلا فإننا سوف نوجه بواسلنا فورا باقتحام أوكار العصابات الأسدية وشبيحته".
وكان محاطا بستة أشخاص يلفون جباههم بعصابات سوداء كتب عليها "لا اله إلا الله" ويحمل أربعة منهم رشاشات.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية أن البلدتين "تضمان عشرات الآلاف من السكان"، وأن عددا من سكان محردة سبق أن غادروها في اتجاه محافظة طرطوس الساحلية.
ويأتي التحذير وسط هجوم بدأ المقاتلون المعارضون بشنه منذ الأحد على حواجز للقوات النظامية في ريف حماة. وقال أبو الفداء إن هذا الهجوم دفع عناصر من القوات النظامية إلى التحصن في البلدتين المذكورتين. وأشار إلى أن عناصر اللواء حاولوا اقتحام السقيلبية الاثنين "للقضاء على العصابات الأسدية"، لكنهم انسحبوا "حرصا منا لعدم أذى الأبرياء والشرفاء".
واعتبر أن القوات النظامية تحصنت في البلدتين "من أجل الفتنة الطائفية".
ويشكل المسيحيون نحو خمسة في المئة من سكان سورية البالغ عددهم نحو 23 مليون نسمة. ويتخوف كثيرون منهم من أن تفرز "الثورة" حكما إسلاميا متطرفا، رغم انضمام أعداد منهم إلى المعارضة و"الحراك الثوري" خلال الأشهر الأخيرة خصوصا.
بطريرك أنطاكيا: المسيحيون باقون
وفي مؤتمره الصحافي الأول في العاصمة السورية منذ انتخابه، أكد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي أن المسيحيين "موجودون في هذه البلاد وباقون ونحن نؤمن أن وجه المسيح لن يغيب عن هذه المنطقة التي انطلقت منها المسيحية".
أضاف "كنا دوما مع أبناء بلدنا ووطننا، ندرك معنى المواطنة والوطن في مواجهة دوما الاتين من خارج البلاد، حتى ولو كانوا مسيحيين في بعض الأحيان"، مذكرا بـ"القول الإلهي (لا تخافوا لا تخافوا، أبشركم بفرح عظيم)".
وانتخب البطريرك الجديد الأسبوع الماضي خلفا لاغناطيوس الرابع هزيم الذي توفي في أحد مستشفيات بيروت بعد إصابته بجلطة دماغية.
ووسط النزاع المستمر منذ 21 شهرا، دعا البطريرك إلى نبذ العنف والتحاور "من أجل منفعة أنفسنا وبلدنا وشعبنا ومن اجل سلامنا وسلام منطقتنا بأكملها".
هل بات الصراع طائفيا؟
من جانبه، رد المجلس الوطني السوري المعارض السبت على اعتبار الأمم المتحدة أن النزاع السوري بات "طائفيا"، مشيرا إلى أن ما يجري في سورية هو صراع بين نظام "سفاح" وناس يطالبون بالحرية والمساواة، وذلك بحسب بيان صادر عنه.
وكان محققو الأمم المتحدة رأوا في تقريرهم الأخير حول سورية أن النزاع فيها أصبح "طائفيا بشكل واضح"، مؤكدين أن "طوائف وأقليات بأكملها" باتت مهددة، لا سيما مع تزايد دور المجموعات الإسلامية المتطرفة في القتال ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد.
انفجارات في دمشق
في العاصمة السورية، قال المرصد "استشهد خمسة رجال وسقط عشرات الجرحى جراء انفجار سيارة مفخخة في حي القابون" في شمال شرق دمشق، مشيرا إلى أن الحادث أدى إلى "أضرار مادية كبيرة".
وشهدت دمشق ومحيطها في الفترة الأخيرة تزايدا في حوادث التفجير الناتجة عن سيارات مفخخة أو عمليات انتحارية، استهدف آخرها وزارة الداخلية السورية في منطقة كفرسوسة في غرب دمشق. أما أبرز التفجيرات فأدى في 18 يوليو/ تموز الماضي إلى مقتل أربعة من كبار القادة الأمنيين بينهم صهر الرئيس السوري بشار الأسد.
ميدانيا، قصفت القوات النظامية السورية الأحياء الجنوبية من العاصمة لا سيما العسالي والحجر الأسود، بحسب المرصد الذي تحدث عن قدوم تعزيزات للقوات النظامية إلى شارع الثلاثين الذي يفصل بين الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وشهد المخيم في الأيام الماضية اشتباكات بين مقاتلين معارضين بينهم فلسطينيون، وآخرين من تنظيمات فلسطينية موالية للنظام السوري الذي قصفت قواته المخيم بالطيران الحربي. وعاد الآلاف من اللاجئين إلى المخيم في اليومين الماضيين بعد اتفاق على خروج المسلحين منه.
79 قتيلا السبت
وفي حصيلة غير نهائية لضحايا السبت، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أعمال العنف في سورية أسفرت عن مقتل 79 شخصا هم 32 مدنيا و21 مقاتلا معارضا و26 جنديا نظاميا.
من جهة أخرى، قال حلف الأطلسي في بيان إن عملية نشر الصواريخ "التي ستتم في الأسابيع المقبلة ستكون دفاعية بحتة". أضاف "لن يدعم (نشر الصواريخ) أي منطقة حظر جوي أو عملية هجومية. هدفه منع أي تهديد لتركيا والدفاع عن شعبها وأراضيها وإتاحة خفض حدة التوتر في الأزمة القائمة عند الحدود الجنوبية الشرقية لحلف الأطلسي".
"النظام السوري يطلق صواريخ سكود"
وكان الحلف قال الجمعة أنه رصد مجددا إطلاق النظام السوري صواريخ سكود في قتاله ضد المعارضين، معتبرا أن الأمر يشكل "خطرا ممكنا" ضد تركيا.
ومن موسكو، قال لافروف إن "لا أحد يريد تدخلا (في سورية). يبدو أحيانا أنهم يصلـّون كي تواصل الصين وروسيا عرقلة أي تدخل لأنه ما إن يجاز فسيتحتم عليهم التحرك، لكن لا أحد مستعد للتحرك"، على ما نقلت وكالة ريا نوفوستي الرسمية.
وأضاف "إننا فقط مقتنعون بأنه لم يعد ينبغي على مجلس الأمن الدولي اتخاذ أي قرار مبهم ولا سيما بعد تصرف شركائنا غير المنطقي كليا بخصوص القرار حول ليبيا".
وحالت روسيا والصين ثلاث مرات دون اتخاذ مجلس الأمن الدولي قرارات ضد النظام السوري، عبر اللجوء إلى حق النقض "الفيتو".
في غضون ذلك، أعلن حلف شمال الأطلسي أنه سينشر "في الأسابيع المقبلة" صواريخ "باتريوت" في تركيا بناء لطلبها، بينما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب "يصلي" كي تواصل بلاده الحليفة للرئيس السوري بشار الأسد، عرقلة أي قرار للتدخل العسكري ضده.
في شريط فيديو بثه المرصد السوري لحقوق الإنسان على موقع "يوتيوب"، توجه قائد معارض عرف عن نفسه باسم "قائد لواء الأنصار في ريف حماة رشيد أبو الفداء"، لسكان بلدتي محردة والسقيلبية الواقعتين إلى الشمال الغربي من مدينة حماة، بالقول "نوجه إليكم هذا الإنذار لتقوموا بدوركم، وذلك بطرد عصابات الأسد وشبيحته من مدنكم وردعها عن قصف قرانا وأهلنا وإلا فإننا سوف نوجه بواسلنا فورا باقتحام أوكار العصابات الأسدية وشبيحته".
وكان محاطا بستة أشخاص يلفون جباههم بعصابات سوداء كتب عليها "لا اله إلا الله" ويحمل أربعة منهم رشاشات.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية أن البلدتين "تضمان عشرات الآلاف من السكان"، وأن عددا من سكان محردة سبق أن غادروها في اتجاه محافظة طرطوس الساحلية.
ويأتي التحذير وسط هجوم بدأ المقاتلون المعارضون بشنه منذ الأحد على حواجز للقوات النظامية في ريف حماة. وقال أبو الفداء إن هذا الهجوم دفع عناصر من القوات النظامية إلى التحصن في البلدتين المذكورتين. وأشار إلى أن عناصر اللواء حاولوا اقتحام السقيلبية الاثنين "للقضاء على العصابات الأسدية"، لكنهم انسحبوا "حرصا منا لعدم أذى الأبرياء والشرفاء".
واعتبر أن القوات النظامية تحصنت في البلدتين "من أجل الفتنة الطائفية".
ويشكل المسيحيون نحو خمسة في المئة من سكان سورية البالغ عددهم نحو 23 مليون نسمة. ويتخوف كثيرون منهم من أن تفرز "الثورة" حكما إسلاميا متطرفا، رغم انضمام أعداد منهم إلى المعارضة و"الحراك الثوري" خلال الأشهر الأخيرة خصوصا.
بطريرك أنطاكيا: المسيحيون باقون
وفي مؤتمره الصحافي الأول في العاصمة السورية منذ انتخابه، أكد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي أن المسيحيين "موجودون في هذه البلاد وباقون ونحن نؤمن أن وجه المسيح لن يغيب عن هذه المنطقة التي انطلقت منها المسيحية".
أضاف "كنا دوما مع أبناء بلدنا ووطننا، ندرك معنى المواطنة والوطن في مواجهة دوما الاتين من خارج البلاد، حتى ولو كانوا مسيحيين في بعض الأحيان"، مذكرا بـ"القول الإلهي (لا تخافوا لا تخافوا، أبشركم بفرح عظيم)".
وانتخب البطريرك الجديد الأسبوع الماضي خلفا لاغناطيوس الرابع هزيم الذي توفي في أحد مستشفيات بيروت بعد إصابته بجلطة دماغية.
ووسط النزاع المستمر منذ 21 شهرا، دعا البطريرك إلى نبذ العنف والتحاور "من أجل منفعة أنفسنا وبلدنا وشعبنا ومن اجل سلامنا وسلام منطقتنا بأكملها".
هل بات الصراع طائفيا؟
من جانبه، رد المجلس الوطني السوري المعارض السبت على اعتبار الأمم المتحدة أن النزاع السوري بات "طائفيا"، مشيرا إلى أن ما يجري في سورية هو صراع بين نظام "سفاح" وناس يطالبون بالحرية والمساواة، وذلك بحسب بيان صادر عنه.
وكان محققو الأمم المتحدة رأوا في تقريرهم الأخير حول سورية أن النزاع فيها أصبح "طائفيا بشكل واضح"، مؤكدين أن "طوائف وأقليات بأكملها" باتت مهددة، لا سيما مع تزايد دور المجموعات الإسلامية المتطرفة في القتال ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد.
انفجارات في دمشق
في العاصمة السورية، قال المرصد "استشهد خمسة رجال وسقط عشرات الجرحى جراء انفجار سيارة مفخخة في حي القابون" في شمال شرق دمشق، مشيرا إلى أن الحادث أدى إلى "أضرار مادية كبيرة".
وشهدت دمشق ومحيطها في الفترة الأخيرة تزايدا في حوادث التفجير الناتجة عن سيارات مفخخة أو عمليات انتحارية، استهدف آخرها وزارة الداخلية السورية في منطقة كفرسوسة في غرب دمشق. أما أبرز التفجيرات فأدى في 18 يوليو/ تموز الماضي إلى مقتل أربعة من كبار القادة الأمنيين بينهم صهر الرئيس السوري بشار الأسد.
ميدانيا، قصفت القوات النظامية السورية الأحياء الجنوبية من العاصمة لا سيما العسالي والحجر الأسود، بحسب المرصد الذي تحدث عن قدوم تعزيزات للقوات النظامية إلى شارع الثلاثين الذي يفصل بين الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وشهد المخيم في الأيام الماضية اشتباكات بين مقاتلين معارضين بينهم فلسطينيون، وآخرين من تنظيمات فلسطينية موالية للنظام السوري الذي قصفت قواته المخيم بالطيران الحربي. وعاد الآلاف من اللاجئين إلى المخيم في اليومين الماضيين بعد اتفاق على خروج المسلحين منه.
79 قتيلا السبت
وفي حصيلة غير نهائية لضحايا السبت، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أعمال العنف في سورية أسفرت عن مقتل 79 شخصا هم 32 مدنيا و21 مقاتلا معارضا و26 جنديا نظاميا.
من جهة أخرى، قال حلف الأطلسي في بيان إن عملية نشر الصواريخ "التي ستتم في الأسابيع المقبلة ستكون دفاعية بحتة". أضاف "لن يدعم (نشر الصواريخ) أي منطقة حظر جوي أو عملية هجومية. هدفه منع أي تهديد لتركيا والدفاع عن شعبها وأراضيها وإتاحة خفض حدة التوتر في الأزمة القائمة عند الحدود الجنوبية الشرقية لحلف الأطلسي".
"النظام السوري يطلق صواريخ سكود"
وكان الحلف قال الجمعة أنه رصد مجددا إطلاق النظام السوري صواريخ سكود في قتاله ضد المعارضين، معتبرا أن الأمر يشكل "خطرا ممكنا" ضد تركيا.
ومن موسكو، قال لافروف إن "لا أحد يريد تدخلا (في سورية). يبدو أحيانا أنهم يصلـّون كي تواصل الصين وروسيا عرقلة أي تدخل لأنه ما إن يجاز فسيتحتم عليهم التحرك، لكن لا أحد مستعد للتحرك"، على ما نقلت وكالة ريا نوفوستي الرسمية.
وأضاف "إننا فقط مقتنعون بأنه لم يعد ينبغي على مجلس الأمن الدولي اتخاذ أي قرار مبهم ولا سيما بعد تصرف شركائنا غير المنطقي كليا بخصوص القرار حول ليبيا".
وحالت روسيا والصين ثلاث مرات دون اتخاذ مجلس الأمن الدولي قرارات ضد النظام السوري، عبر اللجوء إلى حق النقض "الفيتو".