فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري
فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري

قالت مصادر سورية ولبنانية إن نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ومسؤولا آخر في وزارة الخارجية السورية توجها إلى العاصمة الروسية الأربعاء لمناقشة مقترحات لحلول تستهدف وضع حد للأزمة السورية، وذلك من دون الكشف عن اي تفاصيل تتعلق بهذه المقترحات.

وقال مصدر أمني سوري إن المسؤوليْن سيبحثان تفاصيل اجتماعات عقدت في دمشق مع الموفد الدولي لسورية الأخضر الإبراهيمي الذي التقى الرئيس السوري بشار الأسد ويعتزم هو الآخر التوجه إلى موسكو يوم السبت القادم.

وذكر مسؤول لبناني مقرب من حكومة دمشق أن "هناك مناخا جديدا الآن وهناك شيئا جيدا يحدث"، كما قال.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن "المسؤولين السوريين يريدون الاجتماع مع حلفائهم الروس لمناقشة هذه التطورات الجديدة."

وكان الإبراهيمي قد طرح مبادرة في السابق تركزت على تشكيل حكومة انتقالية دون تحديد لدور الأسد المستقبلي وهو ما تحول إلى نقطة خلاف بين الحكومة والمعارضة والقوى الأجنبية التي تدعم طرفي الصراع.

وزير الداخلية السوري يعود إلى دمشق

من جهة أخرى، قالت سلطات مطار دمشق إن وزير الداخلية السوري محمد إبراهيم الشعار عاد الأربعاء من لبنان بعد أن تلقى العلاج في بيروت من جروح أصيب بها خلال تفجير نفذه مقاتلو المعارضة خلال الشهر الجاري.

وأصيب الشعار في الكتف والبطن والساقين عندما انفجرت سيارة ملغومة وقنبلتان أخريان عند وزارة الداخلية في العاصمة، وذلك في هجوم أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل.

مزيد من النازحين يتدفقون على تركيا

في غضون ذلك، وصل نحو 1100 سوري إلى تركيا خلال الساعات الـ24 الماضية، أغلبهم من بلدة حلفايا في حماة حيث قتل 60 مدنيا على الأقل يوم الأحد أمام مخبز جراء قصف جوي للطيران الحربي السوري كما قال حينها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مصدر دبلوماسي تركي طلب عدم الكشف عن اسمه إن عددا كبيرا من النساء والأطفال بين النازحين الذين دخلوا إلى تركيا من بلدة ريهانلي في محافظة هاتاي.

وبذلك يرتفع عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى أكثر من 148 ألفا يتوزعون على عدة مخيمات.

استمرار الاشتباكات وأنباء عن مجزرة في الرقة

من ناحيتها قالت لجان التنسيق المحلية إن 86 شخصا قد قتلوا يوم الأربعاء بينهم نساء وأطفال، جراء أعمال عنف في أنحاء متفرقة من البلاد.

وأضافت اللجان أن29 قتيلا من هؤلاء سقطوا في مزرعة القحطانية في الرقة إثر قصف مدفعي عنيف من قوات النظام.

وأشارت إلى أن الطيران الحربي شن غارات على دوما في ريف دمشق، فيما امتد القصف المدفعي ليشمل أيضا ريف حمص، مشيرة إلى أن الجيش الحر سيطر على مبنى الضباط في منطقة الكراج بمعرة النعمان بإدلب، وأن قوات النظام تشن حملة اعتقالات في منطقة باب السلام بدمشق.

تفاصيل أوفى في التقرير التالي لقناة "الحرة".

​​

قادة الخليج اتهموا الأسد بتدمير المدن والبنى التحتية
قادة الخليج اتهموا الأسد بتدمير المدن والبنى التحتية

دعا قادة دول الخليج الثلاثاء إلى انتقال سياسي سريع في سورية لوقف النزاع الدامي فيها، في الوقت الذي أبدت فيه المعارضة السورية في الداخل تفاؤلها بعد لقائها بالمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي.

وشدد قادة مجلس التعاون الخليجي في البيان الختامي لقمتهم السنوية التي انعقدت في البحرين على ضرورة "الإسراع في عملية الانتقال السياسي لوقف إراقة الدماء والدمار في سورية".

وعبر المجلس عن "عظيم ألمه وحزنه لاستمرار النظام السوري في سفك الدماء البريئة، وتدمير المدن والبنى التحتية".

وطالب المجلس "المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والسريع لوقف هذه المجازر وتقديم كافة أشكال المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب السوري الشقيق لمواجهة الظروف الحياتية القاسية".

وبحسب البيان سيعقد مؤتمر دولي للجهات المانحة في 30  يناير/كانون الثاني في الكويت للحصول على مساعدات إنسانية للمدنيين السوريين الذين تضرروا جراء النزاع المستمر منذ 21  شهرا، والذي أوقع أكثر من  44 ألف قتيل بحسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأكد مجلس التعاون الخليجي دعمه لموفد الجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي معربا عن الأمل في أن تساهم مهمته في "تحقيق التوافق في مجلس الأمن، خاصة الدول دائمة العضوية وفق صلاحيات ومسؤوليات المجلس في الحفاظ على الأمن والاستقرار الدولي"، وذلك في تلميح إلى روسيا والصين حليفتي النظام السوري اللتين استخدمتا الفيتو لعرقلة مشاريع قرارات للضغط على نظام بشار الأسد منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضده في مارس/آذار 2011.

كما أكد مجلس التعاون دعمه للائتلاف الوطني السوري واصفا إياه بأنه "الممثل الشرعي للشعب السوري".

المعارضة في الداخل متفائلة

وفي سياق متصل أكدت المعارضة السورية في الداخل بعد اجتماعها بالموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي الثلاثاء عن "إيجابيات" في لقاءاته في دمشق.

وأكد أمين سر المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي رجاء الناصر أن هناك "آمالا كبيرة" بأن تثمر اللقاءات الإضافية للإبراهيمي مع المسؤولين السوريين عن "اتفاقات أو ايجابيات".

وأشار إلى أنه "لا يمكن الآن البت في الانطباع العام إلى أن تنتهي هذه اللقاءات"، مضيفا أن الوفد قدم إلى الموفد الدولي اقتراحات لحل الأزمة.

وقال الناصر إن "الحل السياسي هو المخرج الوحيد" للأزمة في سورية، مشيرا إلى أن هذا الحل "يقوم على إقامة نظام ديموقراطي جديد وعدم بقاء النظام الراهن".

واعتبر الناصر أن "لا مخرج للأزمة سوى بتأليف حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تقود البلاد إلى بر الأمان".

وكان الإبراهيمي قد التقى في اليوم الثالث لزيارته العاصمة السورية، وفدا من المعارضة في الداخل، تقدمه المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي حسن عبد العظيم، الذي قال إن الموفد "مستمر في سورية لغاية الأحد، وسيعمل على تأكيد التوافق الدولي لحل هذه الأزمة، ولا سيما تحقيق توافق روسي أميركي".
وتضم هيئة التنسيق التي التقاها الإبراهيمي أحزابا قومية عربية وأكرادا واشتراكيين وماركسيين.

ومن جانبها قالت لجان التنسيق المحلية إنها "تعلن رفضها لأي مبادرة تحاول وضع السوريين أمام خيارات تبتز الشعب وتخيره بين قبول تسويات جائرة أو استمرار جرائم النظام بحقه وبحق ممتلكاته وبنية دولته".

وحذرت اللجان من "منح الفرص مجددا للنظام ومنحه المزيد من الوقت للاستمرار بالقتل والتدمير"، مؤكدة أن "رحيل الأسد وجميع مسؤولي نظامه العسكريين والأمنيين والسياسيين عن السلطة شرط لازم لنجاح أي مبادرة للحل".

وأشارت إلى أن "أي خطة تقضي بمنح الحصانة من المحاسبة والمحاكمات العادلة لأركان نظام القتل ومسؤوليه هي خطة مرفوضة لأنها تهدد فرص نجاح السوريين في تحقيق العدالة، وتقضي على أي فرصة للمصالحة الوطنية".

تقدم المعارضة

وفي سياق متصل قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة اغتالوا الثلاثاء مسؤولا في المخابرات العسكرية قرب دمشق وسيطروا على بلدة حارم في محافظة إدلب.

وأوضح المرصد أن "رئيس مفرزة المخابرات العسكرية في مدينة جرمانا قتل اثر كمين نصبه مقاتلون مساء الاثنين وذلك بعد انفجار عبوة ناسفة في المدينة أسفرت عن إصابة خمسة مواطنين".

وأضاف أن "رئيس المفرزة وصل مع عناصر إلى المكان وتم استدراجهم إلى مبنى وأطلق الرصاص عليهم مما أدى إلى إصابته بجروح خطرة فارق الحياة على إثرها".

ومن جانب آخر تتعرض مدن وبلدات داريا والمعضمية ويلدا بريف دمشق "للقصف من قبل القوات النظامية بينما دارت اشتباكات بين هذه القوات ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط إدارة المركبات بين مدينتي عربين وحرستا منتصف ليل الاثنين"، حسب المرصد.

وفي محافظة إدلب ذكر المرصد أن مقاتلين من عدة كتائب سيطروا على بلدة حارم بشكل كامل بعد الاستيلاء على حي الطارمة، مشيرا إلى أن قلعة حارم تعد آخر معاقل القوات النظامية والمسلحين التابعين لها والموالين لها.

وأوضح المرصد أن ذلك تم "اثر استسلام ما تبقى من عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها بعد حصار استمر لأشهر واشتباكات عنيفة سقط فيها عدد كبير من القتلى والجرحى".