الرئيس الأميركي باراك أوباما
الرئيس الأميركي باراك أوباما


أعلنت الولايات المتحدة أن دينها العام سيبلغ يوم الاثنين الحد الأقصى للدين العام المسموح لها ببلوغه من قبل الكونغرس، مؤكدة أن إجراءات استثنائية ستتخذ لتفادي العجز عن سداد التزاماتها المالية لحين موافقة الكونغرس على رفع هذا السقف.

وقال وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر في رسالة إلى الكونغرس إن "وزارة الخزانة ستتخذ قريبا إجراءات استثنائية يسمح بها القانون وستضطر الولايات المتحدة من دونها إلى التخلف عن سداد واجباتها القانونية".

ومن شأن الإجراءات الطارئة التي تتوقعها وزارة الخزانة وتبلغ قيمتها 200 مليار دولار، أن تعطي الحكومة الفدرالية مهلة شهرين تقريبا للمناورة لحين التوصل إلى اتفاق مع مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون لرفع سقف الدين.

وقال غايتنر إنه "مع الغموض الكبير في الوضع حاليا لن يكون ممكنا التكهن بمدة هذه الإجراءات" معتبرا أن الفائض في ما سيحصده جهاز الضرائب نتيجة الزيادات المقبلة قد يسمح بتأخير المهلة أمام الحكومة الفدرالية.

ويصادف يوم الاثنين 31 كانون الأول/ديسمبر استحقاقا حاسما أخر في الولايات المتحدة لأنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل نهاية دورة الانعقاد للكونغرس فإن البلاد ستواجه اعتبارا من الثاني من يناير/كانون الثاني 2013 أزمة يطلق عليها اسم "الهاوية المالية" وتهدد بإسقاط اكبر اقتصاد عالمي في الركود كونها تتضمن زيادات ضريبية على مختلف القطاعات بشكل قد يضر بالنشاط الاقتصادي.

من جانبه أعلن رئيس مجلس النواب العضو الجمهوري جون باينر أن "خطوط التواصل مع البيت الأبيض ما زالت مفتوحة" لكنه أكد أن الخطوة المقبلة يجب أن تأتي من مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الديموقراطيون.

وفي اتفاق توصل إليه الديموقراطيون والجمهوريون في أغسطس/آب 2011، حدد سقف الدين الأميركي ب16 تريليونا و394 مليار دولار بينما تفيد أخر الإحصائيات الرسمية أن الديون العامة الخاضعة لهذا الحد القانوني ستبلغ 16 تريليونا و299 مليون دولار يوم الاثنين.

وقد اضطرت الخزانة في 2011، كما حصل مرارا خلال السنوات الأخيرة، إلى اللجوء إلى مثل هذه "الإجراءات الاستثنائية" لتفادي التخلف عن السداد.

يذكر أن أزمة رفع سقف الدين في الولايات المتحدة قد تسببت في العام الماضي بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة ما عرضها لزيادة معدلات فائدة الديون.

الرئيس أوباما
الرئيس أوباما

حض الرئيس الأميركي باراك أوباما أعضاء الكونغرس على إقرار خطة مالية محدودة تجنب البلاد الهاوية المالية التي تهددها بحلول نهاية العام.

وأعلن أوباما أنه ما زال يطالب بقانون واسع النطاق وشامل يحد من العجز في الميزانية ويضع الاقتصاد الأميركي على طريق ازدهار بعيد الأمد، غير أن ذلك تعثر مع وصول المفاوضات بين البيت الأبيض والقيادات الجمهورية في مجلس النواب إلى طريق مسدود هذا الأسبوع.

وطالب الرئيس الأميركي بقانون لمعالجة العجز المالي يحمي دافعي الضرائب من الطبقات الوسطى ويحول دون دخول خطة "الهاوية المالية" حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني 2013، والتي ستنعكس على جميع المواطنين الأميركيين من سائر الطبقات، كما قال.

وأضاف أوباما الذي يقضي وعائلته فترة عيد الميلاد في هاواي "ليس هناك من مبرر على الإطلاق لعدم حماية الأميركيين من زيادة ضريبية، دعونا على الأقل نتفق الآن على ما توصلنا إليه في الوقت الراهن. دعونا ننجز ذلك"، مؤكدا أنه "لا أحد يحصل على مئة في المئة مما يريده".

وكان أوباما قد حض أعضاء الكونغرس، الذين غادروا واشنطن بمناسبة عطلة عيد الميلاد،  الجمعة على تبني خطة ضريبية أضيق نطاقا لتفادي الهاوية المالية التي ستفرض على الأميركيين زيادات تلقائية في الضرائب واقتطاعات صارمة في النفقات العامة، داعيا إلى إنجاز اتفاق حد أدنى الأسبوع المقبل يمنع زيادة الضرائب على الطبقات الوسطى ويمدد مساعدات البطالة ويمهد لخفض العجز المالي العام المقبل.

وهذه الخطة تستجيب لطلبه زيادة الضرائب على الأميركيين الأكثر ثراء مع انتهاء مدة التخفيضات الضريبية التي أقرها الرئيس السابق جورج بوش بحلول الأول من يناير/كانون الثاني، إذ يدعو أوباما إلى تمديدها للطبقات المتوسطة فقط.

يذكر أن اقتراح أوباما يمدد التخفيضات الضريبية بالنسبة لـ98 في المئة من الأميركيين الذين يكسبون أقل من 250 ألف دولار في العام، بعدما كان قد عرض خلال محادثاته مع رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر رفع تلك العتبة إلى 400 ألف دولار.

ورفض الجمهوريون، المتمسكون برفضهم أي زيادة ضريبية على الأكثر ثراء، يوم الخميس عرضا طرحه باينر لإقرار خطة بديلة تخرج البلاد من الأزمة، مما أثار بلبلة في واشنطن وقلقا في الأسواق المالية وجدد المخاوف من دفع الاقتصاد إلى الانكماش مجددا.

وأعرب مساعدو أوباما في أحاديث خاصة عن شكوك في إمكانية أن يوافق الصقور المحافظون في الحزب الجمهوري الذي يعارضون من حيث المبدأ أي زيادة في الضرائب، على اتفاق يتم التوصل إليه مع الرئيس. وفي هذه الحالة قد يعمد باينر الى تمرير تسوية في مجلس النواب بمساعدة أصوات من الأقلية الديموقراطية، غير أن ذلك قد يضعف موقعه كرئيس للمجلس في حزبه.