القنصلية الأميركية في بنغازي
القنصلية الأميركية في بنغازي

وجهت لجنة في الكونغرس الأميركي انتقادات لاذعة لوزارة الخارجية بسبب استمرار عمل بعثة الولايات المتحدة في بنغازي رغم التهديدات الأمنية ومعرفتها بعدم قدرة الحكومة الليبية على حماية البعثات الدبلوماسية هناك. كما اتهمت وكالات الاستخبارات بالقصور في تحديد التهديدات الأمنية.

وقالت لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ في تقرير أصدرته الاثنين إنه كان ينبغي لوزارة الخارجية ألا تنتظر تحذيرات محددة قبل العمل على تعزيز الأمن في مدينة بنغازي، رغم علمها بـ"عجز" الحكومة الليبية عن أداء واجبها في حماية المنشآت الدبلوماسية الأميركية والأفراد، حسبما جاء في التقرير.

وأضافت اللجنة أنه رغم عجز الحكومة الليبية وتزايد تقديرات الخطر، "لم يتوصل المسؤولون في الوزارة إلى أنه يتعين إغلاق المنشأة في بنغازي أو إغلاقها مؤقتا...ذلك كان خطأ فادحا".

وقال رئيس اللجنة العضو المستقل في مجلس الشيوخ جوزيف ليبرمان، إن اللجنة لم تعثر على أدلة بشأن رفض وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لأي تمويل إضافي للبعثة الدبلوماسية أو لزيادة إجراءات الأمن، وإن القرارات الحاسمة اتخذها "مدراء متوسطون" في الوزارة يتعرضون للمساءلة منذ ذلك الحين.

"قصور استخباراتي"

وقال تقرير مجلس الشيوخ إن عدم وجود معلومات استخباراتية محددة بشأن تهديد وشيك في بنغازي "ربما يعكس قصورا" في تركيز أجهزة الاستخبارات على الجماعات الإرهابية غير المرتبطة بتنظيم القاعدة والجماعات التابعة له.

وأوصى وكالات الاستخبارات الأميركية بأن "توسع وتعمق تركيزها في ليبيا وخارجها" على الجماعات الإسلامية المتشددة الناشئة التي لا تتبع القاعدة أو الجماعات الرئيسية.

وكان الرئيس باراك أوباما قد صرح يوم الأحد بأن الولايات المتحدة لديها بعض "القرائن الجيدة جدا" التي قد تقود لمعرفة منفذي الهجمات.

ورصد التقرير أيضا ظهور جماعات متشددة جديدة بعد موت أسامة بن لادن، خاصة في دول "الربيع العربي" التي تمر بمرحلة انتقال سياسي أو صراع عسكري.

مخلفات الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي
مخلفات الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي

أقر الرئيس باراك أوباما في مقابلة بثت الأحد بأن التحقيق في ملابسات الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي في سبتمبر/أيلول وأسفر عن مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير، كشف عن "مشكلة كبرى" على الصعيد الأمني.

وقال أوباما في مقابلة مع شبكة "NBC" سجلت السبت وبثت الأحد "نحن لا نبحث عن أعذار"، مضيفا "لن نقول أنه لم تحصل مشكلة، لقد حصلت مشكلة كبرى".

وأضاف أوباما أنه سيتم العمل بكل التوصيات التي وردت في التقرير الذي وضعته لجنة تحقيق في هذا الهجوم ووجهت فيه انتقادات شديدة إلى وزارة الخارجية.

وتابع قائلا "في ما يتعلق بالمسؤولين عن هذا الاعتداء هناك تحقيق جار. مكتب التحقيقات الفدرالي أرسل عملاء إلى ليبيا مرات عدة. لدينا خيوط جيدة جدا"، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول هذه الخيوط.

ودافع الرئيس الأميركي في المقابلة نفسها عن المندوبة الأميركية الدائمة في الأمم المتحدة السفيرة سوزان رايس التي اتهمها الجمهوريون وفي مقدمهم السناتور جون ماكين بتضليل الرأي العام والكونغرس عندما نسبت هذا الاعتداء في بادئ الأمر إلى حركة عفوية قام بها حشد غاضب من بث فيلم مسيء للإسلام على الانترنت.

وكانت رايس تعتبر الأوفر حظا لخلافة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، إلا أن الهجوم الجمهوري العنيف عليها على خلفية هذا الهجوم أدى بها إلى سحب ترشيحها.

وقال أوباما "لقد صرحت مرارا أمام كاميرات التلفزيونات ما كنا نعتقد أنه أفضل المعلومات في ذلك الوقت"، مشيرا إلى أن "الهجوم الذي تعرضت له هو هجوم محض سياسي"، مشددا على أنه "من بين كل أعضاء فريقي لشؤون الأمن القومي كانت على الأرجح أقل شخص له علاقة بما جرى في بنغازي".

وكانت القنصلية الأميركية في بنغازي قد تعرضت لهجوم في 11 سبتمبر/أيلول شنته جماعات متطرفة وأدى إلى مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير في ليبيا كريس ستيفنز.