صورة مجمعة لناشطات كرديات قتلت في باريس .من اليسار ساكين كانسيز  وفيدان دوغان وليلى سويلميز
صورة مجمعة لناشطات كرديات قتلت في باريس .من اليسار ساكين كانسيز وفيدان دوغان وليلى سويلميز

عثرت السلطات الفرنسية على جثث ثلاث ناشطات كرديات في باريس، إحداهن ساهمت في تأسيس حزب العمال الكردستاني المعروف اختصارا بـPKK.

وقالت الشرطة الفرنسية إن الناشطات قتلن رميا بالرصاص مساء الأربعاء في مقر معهد للأكراد شرق باريس.

وقال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس إن الجريمة توحي بأنها "عملية إعدام"، كما كلفت السلطات فرع مكافحة الإرهاب في الشرطة القضائية بالتحقيق في الحادث.
غضب كردي

متظاهرون أكراد في فرنسا يحملون صورا لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوغلان في مظاهرة للتنديد بمقتل ثلاث ناشطات كرديات في باريس

​​وبحسب بيان لاتحاد الجمعيات الكردية في فرنسا فقد قتلت في الحادث الناشطة ليلى سويلميز، وفيدان دوغان وهي رئيسة مركز الإعلام الكردي وممثلة المؤتمر الوطني لكردستان في فرنسا.

كما قتلت ساكين كانسيز وهي إحدى مؤسسات حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا والذي يقاتل الحكومة المركزية من أجل الاستقلال. وقالت دوروتي شميت الخبيرة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إن كانسيز كانت "مقربة جدا من أوغلان".

وتجمع مئات الأكراد أمام مبنى المعهد فور الإعلان عن النبأ رافعين صورا لأوغلان ورددوا هتافات "كلنا حزب العمال الكردستاني" و"الأتراك قتلة وهولاند شريكهم".

هذا شريط فيديو للتجمع الغاضب الذي نظمه الأكراد:


ودعا اتحاد الجمعيات الكردية في فرنسا أكراد أوروبا إلى "التجمع في باريس من أجل التنديد بهذه الجريمة".

ملابسات الحادث

وصرح المسؤول عن المركز ليون إيدارت بأن السيدات الثلاثة عقدن اجتماعا لوحدهن في المركز ظهر الأربعاء وأن أحد أعضاء الجالية الكردية حاول الاتصال بهن دون جدوى.
وقال مصدر في اتحاد أكراد فرنسا إن القلق ساور بعض أصدقائهن فتوجهوا إلى المركز ورأوا عند الباب آثار دماء، قبل أن يعثروا على الجثث الثلاث عند قرابة الساعة الواحدة صباح الخميس.

إدانة تركية

وأدان الناطق باسم الحكومة التركية بولنت ارينج الجريمة ووصفها بأنها "إعدام تعسفي"، كما أعرب عن أسفه لأنها جاءت متزامنة مع مبادرات حكومية للسلام مع حزب العمال الكردستاني.

من جانبه، رجح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن تكون الجريمة "تصفية حسابات" داخل صفوف الحزب، إلا أنه دعا إلى انتظار نتائج التحقيقات.

كما رجح نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم حسين تشليك ارتباط الجريمة بالحوار الأخير الذي أطلقته أجهزة الاستخبارات التركية بطلب من رئيس الوزراء مع أوغلان لنزع أسلحة المتمردين الأكراد.

متظاهرون أكراد يحملون صورا لعبد الله اوجلان
متظاهرون أكراد يحملون صورا لعبد الله اوجلان

أفادت تقارير إعلامية تركية يوم الأربعاء أن السلطات التركية وزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله اوجلان اتفقا في مفاوضاتهما الأخيرة على مبدأ وقف للقتال المستمر منذ 1984 بين الجانبين.

وقالت محطة تلفزيون ان تي في وصحيفة راديكال بدون أن تكشفا مصادرهما، إن الاتفاق الذي يتضمن عدة مراحل يقضي بتعليق هجمات حزب العمال الكردستاني اعتبارا من مارس/آذار المقبل، مقابل إصلاح في الدولة التركية يهدف إلى زيادة حقوق الأقلية الكردية.

وتجري الاستخبارات التركية بتكليف من رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، منذ نهاية 2012 مفاوضات مباشرة مع اوجلان الذي يمضي منذ 1999 عقوبة بالسجن مدى الحياة في جزيرة ايمرالي شمال غربي تركيا.

ويقضي الاتفاق بأن يغادر متمردو حزب العمال الكردستاني المحظور الأراضي التركية إلى العراق بعد تعليق عملياتهم العسكرية، قبل وقف القتال رسميا إذا حققت المفاوضات تقدما كافيا.

وفي الوقت نفسه تقوم الحكومة التركية بالإفراج تدريجيا عن مئات الناشطين الأكراد المتهمين بالتواطؤ مع حزب العمال الكردستاني وتبدأ سلسلة إصلاحات تعترف بالهوية الكردية.

وأوضحت الصحيفة والمحطة التلفزيونية أن عبد الله اوجلان من الممكن أن يتحدث عن نواياه ورؤيته لحل النزاع الكردي في رسائل علنية يوجهها إلى الرأي العام التركي وإلى مؤيديه.

وتعذر الحصول على تأكيد رسمي لمشروع الاتفاق هذا من السلطات التركية، كما رفض احمد ترك النائب عن حزب السلام والديموقراطية، الذي يمثل الحركة الكردية الرئيسية المصرح بها في تركيا، الإدلاء بأي تعليق على هذه المعلومات.

وكان ترك قد التقى اوجلان في سجنه الأسبوع الماضي، في سابقة أولى منذ اعتقاله في عام 1999.

وعرض اردوغان منذ أيام ما سماها ب"الخطوط الحمر" لحكومته في المفاوضات الجارية مستبعدا الإفراج عن اوجلان أو وضعه قيد الإقامة الجبرية أو إصدار عفو عام عن المتمردين الاكراد.

يذكر أن الحكومة التركية حاولت في عام 2009 فتح حوار مع قادة حزب العمال الكردستاني لكن المحاولات باءت بالفشل وأفضت إلى تكثيف المعارك بين الجانبين.

وأسفر النزاع الكردي في تركيا عن مقتل أكثر من 45 ألف شخص منذ أن بدأ حزب العمال الكردستاني تمرده في عام 1984.

وطالب المتمردون في البداية باستقلال جنوب شرق الاناضول، ثم طوروا مطالبهم إلى حكم ذاتي إقليمي.

وعززت الحكومة الإسلامية المحافظة بقيادة حزب العدالة والتنمية بشكل كبير حقوق الأقلية الكردية التي تشكل بين 15 و20 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو 75 مليون نسمة في تركيا.