أوباما: الأهداف الأميركية في أفغانستان أصبحت في متناول اليد
12 يناير 2013
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
قال الرئيس الأميركي باراك اوباما السبت إن الولايات المتحدة أوشكت على تحقيق أهدافها التي دفعتها إلى خوض الحرب في أفغانستان عام 2001، والمتمثلة بتقليص نفوذ تنظيم القاعدة وحركة طالبان المتشددة.
وأوضح أوباما في خطابه الأسبوعي أن التأكد من عدم شن تنظيم القاعدة هجمات على الولايات المتحدة انطلاقا من أفغانستان، "أصبح الآن في متناول اليد"، خصوصا بعد أن القوات الأميركية في السنوات الأربع الماضية من توجيه "ضربات موجعة" لتنظيم القاعدة وطرد عناصر حركة طالبان من معاقلهم، حسب قوله.
وكان الرئيس الأميركي يتحدث غداة لقائه الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في البيت الأبيض الجمعة، أكد فيه أن مهمة الجنود الأميركيين ستتغير "اعتبارا من الربيع" المقبل لتتركز على تدريب الجيش الأفغاني.
وتعهد الرئيس الأميركي بإنهاء ملف الحرب في أفغانستان بحلول نهاية العام القادم. وشدد على أن إدارته ستسعى في غضون ذلك لمعالجة ملفات داخلية مثل الوضع الصحي للمقاتلين القدامى وتقليص العجز وتأمين مزيد من الوظائف.
وأضاف "علينا أن نصلح بنانا التحتية ونظام الهجرة. علينا حماية كوكبنا من التأثيرات المدمرة للتبدل المناخي وحماية أطفالنا من عنف الأسلحة. هذه القضايا هي أيضا مهمات صعبة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، ولكن علينا أن ننكب عليها".
استنساخ وهندسة عكسية.. كيف "تتحايل" إيران لتطوير صناعتها العسكرية؟
معاذ فريحات - واشنطن
14 ديسمبر 2024
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
منذ سنوات ينشط الحرس الجمهوري الإيراني في محاولات لاستنساخ أسلحة غربية، والتي أخذت نوعا من الزخم بتعاونها مع روسيا، حيث تقوم موسكو بجمع الأسلحة والذخائر التي تعثر عليها في الأراضي الأوكرانية لتوفيرها لطهران.
الممارسة الإيرانية للهندسة العكسية لاستنساخ الأسلحة الغربية ليست بالجديدة، إذ أن طائراتها المسيرة شاهد ما هي إلا نسخ مقلدة عن طائرة سنتينل المسيرة الأميركية، وفي نسخ أخرى كانت تحاكى طائرة غلوبال هوك الأميركية أيضا، فهي تقوم بجمع كل الأسلحة أو ما تبقى منها والتي حصلت عليها ساحات المعارك خاصة في العراق وسوريا وحتى أفغانستان، على ما أكد خبراء لموقع "الحرة".
وولف كريستيان بايس، وهو باحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن قال إن "إيران تقوم بالهندسة العكسية لإعادة إنتاج الأسلحة الغربية، بشكل كامل، بما يشمل المكونات والمحركات والقطع".
وأوضح في حديث لموقع "الحرة" أن هذه الممارسة الإيرانية تشكل نوعا من "التحايل" على العقوبات الأميركية والدولية المتعلقة بعدم تسليح إيران.
ويشرح بايس وهو مقيم في برلين أن إيران تحاول "جعل القاعدة الصناعية العسكرية لديها أقل اعتمادا على الموردين الدوليين"، ولكنها حتى الآن تعتمد على "مكونات وقطع إلكترونية تحصل عليها من الصين، وحتى دول غربية، واليابان وتايوان".
ويرى أن التحكم في تدفق هذه المكونات قد يشكل وسيلة فعالة "لردع الإنتاج الإيراني" العسكري، خاصة وأن نجاحاتها "اقتصرت على عدد معين من الأسلحة" التي تمكنت من الحصول على مكونات لإنتاجها.
المحلل الاستخباراتي البريطاني، مارتن كيلي قال إن إيران لديها "مزيجا من الخبرات الفنية" لإعادة هندسة الصواريخ الأميركية وإنتاج "نسخ محلية" عن الأسلحة الغربية.
ويشرح كيلي في رد على استفسارات "الحرة" أنه رغم عدم وجود واردات مباشرة للمكونات الغربية، إلا أنها تتحايل من أجل الحصول عليها، وحتى أنها تسعى لإنتاج مكونات محلية، وهذا يعني "أنها تدفع بالتقدم التكنولوجي في الصناعات الدفاعية الإيرانية".
وحذر من أن هذا "قد يمهد الطريق لتطوير أسلحة إيرانية أكثر تقدما" بما يخدم برامجها المختلفة.
أبرز الأسلحة الإيرانية المستنسخة
ويعرض الباحث بايس أن من أبرز الأسلحة التي تم استنساخها كانت بندقية القنص شتاير النمساوية، والتي تم تصدير كمية صغيرة منها إلى إيران، ومن ثم إعادة إنتاجها بكميات على أنها بندقية قنص إيرانية تحت مسمى "أيه أم-50"، والتي تستخدمها إيران ووكلاؤها في المنطقة.
وطورت حركة حماس - المصنة بقائمة الإرهاب الأميركية - بعد ذلك بندقية على نموذج البندقية الإيرانية المستنسخة وأطلقت عليها اسم "الغول".
وأشار إلى أن هناك مؤشرات بأن "صاروخ سديد 365" الموجه والمضاد للدبابات الذي أعلنت طهران عن إجراء اختبارات له في 2023، ما هو إلا نسخة عن صاروخ "غافلين" الأميركي والذي استولت عليه روسيا من ساحات المعارك في أوكرانيا.
ومن أبرز الأمثلة أيضا بحسب بايس صاروخ طوفان الموجه والمضاد للدبابات، والذي ما هو إلا نسخة عن صاروخ (BGM-71 TOW) الأميركي.
وتابع أن إيران أيضا لديها صواريخ مستنسخة من أسلحة روسية أو صينية، مثل صاروخ "دهلافية" وهو مستنسخ من "كورنيت" الروسي، أو صاروخ "نور" المضاد للسفن المستنسخ من صاروخ صيني.
وأشار المحلل كيلي إلى أن منظومة الدفاع الجوي "مرصاد" ما هي إلا نسخة مقلدة عن "نظام صواريخ هوك الأميركية".
برنامج الطائرات الإيرانية المسيرة
طائرات مسيرة إيرانية من طراز شاهد 191
ويؤكد بايس أن العديد من الأمثلة الأخرى المرتبطة بالأسلحة الإيرانية المستنسخة عن الغربية، إذ أن برنامج الطائرات الإيرانية المسيرة قائم على طائرات أميركية مسيرة تم العثور عليها في أفغانستان.
المحلل الأمني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في واشنطن، محمد الباشا قال إن قدرات إيران في "الهندسة العكسية تمتد إلى ما هو أبعد من الأسلحة الخفيفة، فهي تشمل مجموعة واسعة من التقنيات العسكرية من الطائرات المسيرة والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي والمركبات المدرعة".
واستعرض في رد على استفسارات موقع "الحرة" أن أبرز ما أنتجته إيران كانت الطائرات المسيرة "شاهد-171" و"صاعقة"، ما هي إلا نسخ عن الطائرة الأميركية المسيرة (RQ-170 Sentinel) والتي سقطت داخل الأراضي الإيرانية، والطائرة "ياسر" التي تحاكى (ScanEagle) الأميركية والتي سقطت سابقا في مناطق تنشط بها ميليشيات مدعومة من طهران في العراق وسوريا.
طائرة مسيرة إيرانية من طراز شاهد-136
الدبلوماسي والمسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية، آدم كليمينتس قال بدوره إن "إيران لا تختلف عن الجهات الفاعلة التي تحاول تطويع الهندسة العكسية، لاستنساخ وتقليد التكنولوجيا الأميركية والغربية، والاستفادة منها في برنامجها للطائرات المسيرة، والتي كانت تعتمد على الصين في إنتاجها".
وزاد في حديث لموقع "الحرة" أن إيران تعتمد على "مصادر استخباراتية لفهم واستغلال تكنولوجيا الطائرات المسيرة الغربية، خاصة مع التطور الذي شهدته هذه الصناعة بشكل عام خلال السنوات الأخيرة الماضية".
وذكر كليمينتس أن الصراع في أوكرانيا منح الطائرات المسيرة زخما كبيرا، وأدخل الحرب في مستويات جديدة، ولهذا تقوم طهران ووكلاؤها بمحاولة اكتساب خبرات في ممارسة "تكتيكات" استخدام هذه الطائرات في المعارك في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
وحذر كليمينتس من التهديدات الإضافية بسبب تصدير إيران لخبراتها في صناعة الطائرات المسيرة إلى روسيا، والتي قد تعطي لطهران دفعة بزيادة الإنتاج، ما يزيد من تعقيد المشهد والتهديدات لما يحدث في الشرق الأوسط.
كيف تحصل إيران على الأسلحة؟
شركات صينية تساهم في إنتاج الطائرات المسيرة الإيرانية. أرشيفية
ويلفت كيلي وهو كبير المحللين لشؤون الشرق الأوسط في شركة استشارات المخاطر "إي أَو إس ريسك غروب" البريطانية إلى وجود ثلاثة مسارات للحصول على الأسلحة الغربية: من خلال وضع يدها على حطام بعض الأسلحة، نقل حطام الأسلحة لها من قبل وكلائها أو دول أخرى تتعاون معها، أو من خلال شرائها من السوق السوداء.
ويؤكد بايس وهو باحث متخصص في الصراعات المسلحة ونزع السلاح والسيطرة على التسلح، أن طهران تحصل على الأسلحة الغربية عبر مسارين، الأول من خلال مسارات تجارية بحصولها على الأسلحة بطريقة غير شرعية، والثاني، من خلال ساحات المعارك.
وزاد أن فريقا متخصصا من المهندسين الإيرانيين يقومون بعد ذلك بإجراء ما يعرف بـ "الهندسة العكسية"، من خلال تفكيك النظام أو السلاح ومحاولة فهم آلية عملها لاستنساخها.
وينوه بايس إلى أن روسيا والصين تحاولان أيضا إجراء هذا الأمر على أنظمة أسلحة غربية، بينما تقوم إيران بمحاولات استنساخ للأسلحة الغربية أو تلك التي تحصل عليها من روسيا أو الصين، في محاولة لتعويض التكنولوجيا التي تفتقدها.
ويوضح الباشا وهو مؤسس مجموعة "الباشا ريبورت" الاستشارية ومقرها واشنطن أنه بالإضافة لهذه الطرق التي تتبعها إيران لوضع يديها على الأسلحة الغربية بمساعدة روسيا أو شركاء آخرين، فهي تستغل ما كانت تمتلكه إيران قبل قدوم النظام الحالي.
إذا أنها أعلنت عن تطوير طائرة مقاتلة "كوثر" ومروحيات "طوفان"، وما هي إلا طائرات "أف-15" و"أف-14" ومروحيات "هيوي" و"كوبرا" الأميركية التي كانت تمتلكها منذ زمن الشاه.
وكانت إيران قد أعلنت عن مقاتلة كوثر في 2018، وزعمت أن الطائرة مزودة بـ"إلكترونيات طيران متطورة" ورادار متعدد الاستخدامات "محلية الصنع مئة في المئة".
وتخوف المحلل كيلي من أن استمرار جهود "الهندسة العكسية" في الصناعات الإيرانية، قد يعني تعزيز "قدرات الردع الإيراني في المنطقة".