وذكر الكاتب جيفري غولدبيرغ المقرب من البيت الأبيض في عموده بصحيفة أتلانتيك أن موقف الرئيس أوباما الذي تدهورت علاقته بنتانياهو يختلف عن الموقف الرسمي للبيت الأبيض فيما يتعلق بقرار إسرائيل الشروع في بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية.
ومضى غولدبيرغ في مقاله قائلا إن القرارات الإسرائيلية لم تثر غضب الرئيس أوباما، لأنه توقعها وطالما تعود على ما وصفها بسياسات "التدمير الذاتي" لرئيس الوزراء.
كما حذر أوباما، بحسب الكاتب، من أن سياسات نتانياهو تقود إسرائيل إلى "العزلة التامة" وأنها إذا تخلت عن صديقتها الولايات المتحدة فإن ذلك سيهدد بقائها.
وعلى الرغم من الدعم الأميركي لإسرائيل، كما يقول الكاتب، ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنح الفلسطينيين دولة مراقب غير عضو، فإن الشروع في بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة ساهم في توسيع عمق الخلافات بين الرجلين.
وكانت إدارة الرئيس أوباما قد انتقدت بناء وحدات استيطانية جديدة معتبرة أن هذه الإجراءات ستؤدي إلى "نتائج عكسية وتجعل استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين أكثر صعوبة".
لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يصر على الاستيطان أصدر بيانا في أعقاب هذا القرار قال فيه إن "الاستيطان يخدم المصالح الحيوية لإسرائيل".
وتابع غولدبيرغ قائلا إن رؤية أوباما تتلخص في أن استمرار الاستيطان لن يخدم حل الدولتين وأن على نتانياهو أن يقر بأن هذا الحل هو ما يخدم مصالح إسرائيل كدولة ديموقراطية يهودية.
وقال الكاتب إن الولايات المتحدة قد لا تقدر على الاستمرار في دعم حليفتها في المنظمات الدولية، وقد تمتنع عن التصويت لصالحها في المستقبل وقد يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه مضطرا للقبول بتسوية مع الفلسطينيين.
وفي تقرير لوكالة أسوشيتيد برس، قال ديفيد أرون ميلر الذي عمل مع ستة وزراء خارجية أميركيين إن علاقة الزعيمين هي "أكثر العلاقات خللا" خلال 40 عاما قضاها في التحليل والمراقبة، مستبعدا في الوقت ذاته حدوث أي انفراجة بينهما خلال الولاية الثانية لأوباما وفي حال شكل نتانياهو الحكومة المقبلة في إسرائيل.
وقال التقرير إن الدعم الأميركي لإسرائيل في الأمم المتحدة وفي حربها على غزة لا يحول دون وجود خلافات عميقة بين الدولتين فأوباما وضع التسوية مع الفلسطينيين في صدر أجندة سياسته الخارجية خلال ولايته الثانية، فيما يتخذ نتاياهو موقفا متشددا في هذا الشأن، كما أنه يطالب بعمل عسكري ضد إيران وهو مطلب ترفضه إدارة الرئيس أوباما.
لقاء مرتقب
ومن جانبها توقعت صحيفة جيروسليم بوست الإسرائيلية أن يلتقي الزعيمان في واشنطن مطلع مارس/آذار القادم إذا فاز نتانياهو في الانتخابات التشريعية المقررة في 22 يناير/تشرين الثاني الجاري، خاصة أن لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية دعت نتانياهو لإلقاء خطاب خلال المؤتمر الذي ستعقده في العاصمة واشنطن بين 3 إلى 5 مارس/آذار.
وترى الصحيفة أن بدايات تأزم العلاقة تعود إلى أول اجتماع بينهما في مايو/أيار عام 2009 عندما دعا أوباما إلى تجميد الاستيطان وهو ما لم يلق ترحيبا من جانب نتانياهو.
وقالت إن أوباما ونتانياهو لم يلتقيا منذ آخر اجتماع لهما في مارس/آذار رغم مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي لم يشأ ترتيب أي لقاءات دبلوماسية مع نتانياهو على جدول أعماله في ذلك الوقت الأمر الذي بدا معه وكأنه يحاول تجنب عقد هذا اللقاء.
وعبرت الصحيفة عن أملها في أن تعود العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى مسارها في الاجتماع المرتقب الذي يتزامن مع ولاية جديدة لأوباما ومؤشرات للعمل على تحسين هذه العلاقة.