وقال فابيوس في ختام اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل حول الأزمة في مالي إنه "من الممكن أن تقرر دول أوروبية أن تضع جنودا في التصرف وليس فقط تقديم الدعم اللوجستي" للعمليات الجارية في مالي.
من جهتها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في مؤتمر صحافي أن "دولا عدة قالت بكل وضوح إنها على استعداد لدعم فرنسا بكل الوسائل، ولم تستبعد دعما عسكريا".
وكانت دول أوروبية وخصوصا ألمانيا وبلجيكا والدنمارك قد أعلنت وضع وسائل نقل جوي في تصرف العملية العسكرية الفرنسية في مالي، بينما أعربت ايطاليا عن استعداداها لتقديم دعم لوجستي.
وقال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي إن ما دعا إلى اتخاذ إجراءات في مالي هو أن 19 مليون شخص في منطقة الساحل يواجهون خطر نقص الغذاء جراء الأزمة في مالي، فضلا عن نزوح حوالي 350 ألف شخص.
يأتي هذا بينما أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان عن تعزيز قوات بلاده في مالي بعد أسبوع على بدء عملياتها ليصل عددها إلى 1400 عسكري مشيرا إلى المعارك التي وقعت الأربعاء حيث تتواصل الغارات والضربات على "الجماعات الإرهابية في الشمال وجميع أنحاء مالي للحد من قدراتها".
ردود أفعال
في غضون ذلك، قال بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه ابلغ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن ترحيبه بهذا التدخل ووصفه بأنه "عمل شجاع ضد الإرهاب الإسلامي"، معربا في الوقت ذاته عن "أسفه للخسائر الفرنسية".
وتابع نتانياهو بحسب البيان قائلا" "إذا كان التهديد الإرهابي بالنسبة إلى بعض الدول يقع على بعد آلاف الكيلومترات من منازل مواطنيها، فنحن في إسرائيل معتادون على الإرهاب الدولي على بعد بضع مئات الأمتار منا"، في إشارة على ما يبدو إلى الحركات الفلسطينية المسلحة في غزة.
من جانبه، شكك رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في قدرة العملية العسكرية على حل المشكلة داعيا إلى الحوار السياسي كسبيل لحل الأزمة.
كما أعرب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان عن قلقه إزاء العملية العسكرية في مالي وقال إن فرنسا "استعجلت بالتدخل العسكري الذي لا يعرف منتهاه ولا آثاره الخطيرة".
وانتقد بيان الاتحاد الذي يرأسه الداعية السني يوسف القرضاوي "تسرع فرنسا بإشعال نار الحرب قبل استنفاد جميع الوسائل المطلوبة للحل السلمي والمصالحة الوطنية".
ونوه البيان إلى أن "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بذل جهودا كبيرة من خلال تواصله مع بعض الدول والشخصيات المؤثرة لتحقيق المصالحة والتركيز على الحل السلمي" معربا عن استعداده "لإكمال جهوده في تحقيق المصالحة".
كما نددت جبهة العمل الإسلامي في لبنان بالتدخل العسكري في مالي ورأت فيه "حنينا فرنسيا لمستعمراتها السابقة ورغبة في الحد من النفوذ الأميركي هناك"، على حد قولها.
وتتزامن هذه التطورات مع أنباء عن مقتل رهائن أجانب احتجزتهم مجموعة ترتبط بتنظيم القاعدة في الجزائر، وذلك للضغط على الحكومة الجزائرية التي فتحت مجالها الجوي للقوات الفرنسية في حربها ضد الإسلاميين الذين سيطروا على شمال البلاد وهددوا بالنزوح تجاه العاصمة.