السناتور السابق والمرشح لتولي وزارة الدفاع تشاك هاغل
السناتور السابق والمرشح لتولي وزارة الدفاع تشاك هاغل

قال مرشح الرئيس باراك أوباما لمنصب وزير الدفاع تشاك هاغل أمام مجلس الشيوخ الخميس إن الولايات المتحدة "يجب أن تنخرط، لا أن تنسحب، من العالم".

وأضاف في جلسة تأكيد تعيينه، "نظرتي للعالم عموما لم تتغير قط وهي أن أميركا لديها أقوى جيش في العالم ويجب أن تحافظ عليه، ويجب أن نقود المجتمع الدولي لمواجهة التهديدات والتحديات معاً، كما يجب أن نستعمل كل الإمكانات الأميركية لحماية مواطنينا ومصالحنا".

وقد سعى هاغل، وهو سناتور جمهوري سابق من ولاية نبراسكا، إلى نزع فتيل الانتقادات الكثيرة من بعض الجمهوريين الذين اعتبروا تصريحاته السابقة مناهضة لإسرائيل ومتهاونة مع إيران، كما سعى إلى حشد الدعم لترشيحه لخلافة وزير الدفاع ليون بانيتا.

وأكد هاغل أنه سيعمل على تعزيز سياسة الولايات المتحدة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي في حال توليه الوزارة، قائلا "سنفعل ما علينا أن نقوم به من أجل منع إيران من امتلاك السلاح النووي، أكرر هنا اليوم، سياستنا ليست احتوائية وإنما وقائية".

"رسالة إيجابية"

وخلال الجلسة قال رئيس لجنة الدفاع كارل ليفين إن هاغل هو من قدامى القوات المسلحة، وأضاف "إنها رسالة إيجابية للجنود والبحارة والطيارين والمارينز المنتشرين في أنحاء العالم أن واحداً منهم على رأس وزارة الدفاع وأنه يدعمهم".


في المقابل، قال السناتور جيمس إنهوف كبير الأعضاء الجمهوريين في اللجنة، "السناتور هاغل رجل طيب ولديه سجلاً من الخدمات، لكنه الشخص الخطأ لقيادة وزارة الدفاع".

يشار إلى أن هاغل شرح وجهة نظره بالتفصيل في 112 صفحة كتبها رداً على تساؤلات عديدة طرحها مشرعون أميركيون قبل الجلسة.​

السعودية وإيران

ثلاثة أحداث في شهر أبريل الحالي يبدو أنها ستكون ممهدة لزيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المقررة إلى السعودية في منتصف شهر مايو المقبل.

الحدث الأول هو بدء المفاوضات الأميركية - الإيرانية حول برنامج إيران النووي، وهذه المفاوضات مستمرة لجولات مقبلة.

الحدث الثاني هو زيارة وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت، إلى السعودية الأحد الماضي، وإعلانه التوصل إلى اتفاق مبدئي للتعاون في تطوير الصناعة النووية المدنية في المملكة.

ويتمثل الحدث الثالث في زيارة وزير الدفاع السعودي إلى إيران اليوم الخميس ولقائه بالمرشد الأعلى علي خامنئي، حاملا رسالة من الملك السعودي.

خامنئي قال في منشور على منصة أكس إن وزير الدفاع السعودي سلمه رسالة من ملك السعودية، وأضاف في منشور أن "العلاقات بين إيران والسعودية مفيدة للبلدين".

تتصل هذه المحطات الثلاث ببعضها البعض عبر خيط رفيع، وتشكل مقدمة لقراءة ما ستؤول إليه المنطقة في ظل المباحثات النووية مع إيران.

في ورقة بحثية نشرها الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، يربط سايمون هندرسون، بين زيارة وزير الطاقة الأميركي إلى السعودية وإبرامه اتفاقاً مبدئيا حول البرنامج النووي السعودي، وبين المفاوضات الأميركية الإيرانية التي تسابق الحل العسكري الذي لوح به الرئيس ترامب في حال فشل المفاوضات.

هندرسون يرى في ورقته أنه مع استمرار المفاوضات "يبقى دعم الولايات المتحدة لأي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران معلقاً بشكل أساسي"، بمعنى أن واشنطن تمانع من أن تقوم إسرائيل بأي ضربة عسكرية أحادية للبرنامج النووي الإيراني في الوقت الراهن مع استمرار المفاوضات.

ويشير هندرسون إلى "انخراط حلفاء واشنطن من دول الخليج العربية بشكل أكبر مع طهران في الأشهر الأخيرة ويبدو أنهم مترددون في دعم الضربات العسكرية ضد البرنامج النووي".

وهذا ما قد يفسر ربما زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران في هذا التوقيت وقد يعطي فكرة عن محتوى الرسالة التي حملها من الملك إلى المرشد.

اندرسون يشرح في مقابلة خاصة مع موقع "الحرة" اعتقاده بأن التحرك الأميركي "النووي" تجاه السعودية قد يكون مزيجاً من الاهتمام بموضوع الطاقة ومن رسائل استراتيجية موجهة لإيران.

ويتابع اندرسون: "يتجلى شكي في هذا الموضوع داخل الإدارة هنا في واشنطن، حيث يبدو أنهم غير متأكدين من كيفية التعامل معه أيضاَ. ومع ذلك، سيكون من المفيد دبلوماسياً، أثناء التفاوض مع إيران، أن يشعر الجميع بأن واشنطن تهتم بأكثر من مجرد اتخاذ موقف صارم تجاهها (إيران). خاصةً أن المملكة العربية السعودية تسير في نفس الاتجاه، ولكن دون كل هذا الضجيج".

وبحسب اندرسون، فإن إدارة ترامب تركّز على المستويين المحلي والدولي، على إظهار القوة، وليس فقط التركيز على ملف الطاقة النووية.

ويضيف: "يأتي ذلك في توقيت يسبق بحوالي شهر الزيارة المرتقبة للرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك السعودية وقطر والإمارات. من المؤكد أن هناك علاقة بين الأمرين. لكن من يدري؟ دعونا ننتظر لنرى كيف ستتطور الأحداث".