وفي كلمة أخيرة ألقتها بصفتها الرسمية أمام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن الخميس، أشادت كلينتون بسياسات الرئيس باراك أوباما الخارجية خلال السنوات الأربع الماضية، وقالت إن الدبلوماسية الأميركية نجحت في تحقيق الكثير من المكتسبات على الساحة الدولية وعززت صورة أميركا في العالم.
وأضافت كلينتون أن "أميركا اليوم أقوى في الداخل وتنال احتراما أكثر في العالم... قيادتنا العالمية أصبحت مبنية على أسس أقوى مما تكهن به الكثيرون"، فخلال السنوات الماضية انتهت الإدارة الأميركية الحرب في العراق وشرعت بنقل المسؤولية في أفغانستان وقضت على أسامة بن لادن.
قضايا شائكة
وتابعت "نحن بالفعل حققنا ثورة في الدبلوماسية الأميركية وعززنا تحالفاتنا" الدولية. لكنها قالت إن العالم يبقى اليوم مكانا مليئا بالمخاطر والقضايا الشائكة، وأنه لا يزال على الولايات المتحدة التعامل مع الكثير من التحديات في العالم، ولاسيما تلك التي في الشرق الأوسط.
وتطرقت كلينتون إلى بعض القضايا الشائكة التي تواجه واشنطن، ومن بينها الصعوبات المتعلقة بتحقيق الوحدة في بعض دول في الشرق الأوسط وبناء مؤسسات ديمقراطية سليمة كما هو الحال في مصر وليبيا، وحالة الجمود بين إسرائيل والفلسطينيين، والوضع في سورية "حيث يواصل نظام (بشار) الأسد قتل أبناء شعبه والتحريض على النزاع الطائفي"، بالإضافة إلى طموحات إيران النووية ورعايتها للمتشددين.
نظرة مستقبلية
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة لا تملك حلولا لتلك القضايا، "لكننا نعرف تماما المستقبل الذي نطمح إليه في المنطقة وشعوبها"، وقالت إن واشنطن تود أن ترى شرقا أوسطا "يعيش بسلام مع نفسه ومع العالم، حيث يعيش الناس بكرامة، وليس في ظل أنظمة حكم ديكتاتورية".
لكن هذا المستقبل، وفقا لكلينتون، يتطلب سياسات جديدة تتعامل مع الصراعات الراهنة ومسبباتها، وأنظمة عادلة تحترم حقوق المواطنين وخصوصا النساء والأقليات وزعماء أكفاء قادرين على قيادة شعوبهم نحو مستقبل تزدهر فيه "الإقتصادات والمجتمعات بدلا من قطع خدمات الإنترنت وتقييد مبادئ الديمقراطية".
وطرحت المسؤولة الأميركية عدة مقترحات للتعامل مع التحديات في المرحلة المقبلة، من بينها الاستخدام "الذكي" للقوة الأميركية العسكرية والدبلوماسية، وتعزيز الشراكة مع المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والبنك الدولي وحلف شمال الأطلسي، كذلك تقوية أواصر العلاقة والتعاون مع المنظمات الإقليمية كالاتحاد الإفريقي والجامعة العربية.
وأضافت أن على الولايات المتحدة أن تتأقلم مع واقع العالم الجديد والقوى المؤثرة فيه لتحافظ على مركزها القيادي في الساحة الدولية