اتهم الرئيس السوري بشار الأسد الأحد إسرائيل بالعمل على زعزعة استقرار سورية وإضعافها، وذلك بعد أيام من غارة شنها الطيران الإسرائيلي على منشآت عسكرية قرب دمشق.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الأسد تأكيده خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، أن الاعتداء الإسرائيلي "يكشف الدور الحقيقي الذي تقوم به إسرائيل بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية وأدواتها على الأراضي السورية".
وأكد الأسد أن بلاده "بوعي شعبها وقوة جيشها وتمسكها بنهج المقاومة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لأي عدوان يستهدف الشعب السوري ودوره التاريخي والحضاري".
باراك يؤكد ضمنيا الغارة
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد أكد ضمنيا في وقت سابق الأحد الغارة التي شنها الطيران الإسرائيلي الأربعاء على منشآت عسكرية قرب دمشق.
وقال باراك على هامش المؤتمر الدولي حول الأمن في ميونيخ "ما حصل قبل أيام يثبت انه حين نقول شيئا إنما نلتزم به. لقد قلنا إننا لا نعتقد أنه يجب السماح بنقل أنظمة أسلحة متطورة إلى لبنان".
ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية حتى الآن على المعلومات التي أكدتها واشنطن ومفادها بأن إسرائيل شنت غارة الأربعاء الماضي في سورية مستهدفة صواريخ ومجمعا عسكريا قرب دمشق، حيث أن الدولة العبرية تخشى نقل أسلحة إلى حزب الله اللبناني.
التقى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الاثنين، وفداً من مجلس الشيوخ الأميركي برئاسة السناتورين ليندسي غراهام ودان سوليفان.
وضم الوفد أيضا السناتور شيلدون وايتهاوس، وريتشارد بلومنثال، وجوني إيرنست، وآدم شيف، وآندي كيم، ونائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس.
كما التقى الوفد أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
Met with a bi-partisan delegation of Senators headed by @LindseyGrahamSC and @SenDanSullivan. We discussed regional issues, including Lebanon, Syria, Gaza, the Houthis and Iran. I emphasized that Iran seeks to compensate for its weakened position by obtaining nuclear weapons. It… pic.twitter.com/Ih0Y2yyDYk
وتحدث ساعر خلال اللقاء عن الوضع في غزة، وقال إن "الدولة الفلسطينية ستصبح دولة حماس ما يعرض إسرائيل للخطر".
وأضاف "في السابع من أكتوبر، أصبح من الواضح أن النهج الرافض للسيادة الأجنبية والقوات المسلحة غرب نهر الأردن ضروري لأمن إسرائيل".
كما تحدث عن المخاوف من التهديد الإيراني موضحا أن "إسرائيل ملتزمة بمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية. وأن هناك تطورات مقلقة في المشروع النووي الإيراني، نابعة من رغبة إيران في "التعويض" عن قوتها الإقليمية الضعيفة في الحرب من خلال الحصول على الأسلحة النووية".
وتطرق وزير الخارجية الإسرائيلي إلى "وجود جهد إيراني مكثف لتهريب الأموال إلى لبنان لاستعادة حزب الله قوته ومكانته. ويتم تنفيذ هذا الجهد، من بين قنوات أخرى، عبر تركيا وبالتعاون معها".
وأكد أن "إعادة تأهيل حزب الله من شأنه أن يضر بفرص لبنان في مستقبل مختلف وأفضل، وكذلك بقدرة الجيش اللبناني على أن يكون القوة العسكرية المهيمنة في البلاد. لذلك، يجب وقف ذلك".
وأشار الوزير إلى أن "الحوثيين يشكلون تحديًا للنظام العالمي والتجارة الدولية وحرية الملاحة. وهذه ليست مشكلة إسرائيلية فحسب - بل هي قضية إقليمية وعالمية"، قائلا إن "هناك حاجة إلى تحالف إقليمي ودولي لهزيمة الحوثيين".
وعندما سُئل عن إمكانية انسحاب القوات الأميركية من سوريا، أجاب الوزير موضحا أنه "في رأيه لن يكون هذا هو التحرك الصحيح في هذا الوقت، بالنظر إلى القتال ضد داعش والوضع الجديد في سوريا، وخاصة محاولات تقويض الحكم الذاتي الكردي".
من جانبه، قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام إنه "لا يعتقد أن إسرائيل تريد وقف الحرب وحماس لا زالت قادرة على السيطرة على القطاع".
وأضاف "لا أحد يتوقع من إسرائيل القبول بأي اتفاق يمكن أن يسمح بتكرار أحداث السابع من أكتوبر"، كما ذكر أنه يتفق مع نتانياهو أن وجود القوات الأميركية في سوريا هو "عامل استقرار".