صواريخ كورية شمالية
صواريخ كورية شمالية

أعلن البيت الأبيض أنه يتعاطى بجدية مع التهديدات الجديدة التي أطلقتها كوريا الشمالية بإعلانها الدخول "في حالة حرب" مع جارتها الجنوبية، في الوقت الذي دعت فيه روسيا الجارتين الكوريتين إلى ضبط النفس.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن في بيان "شاهدنا التقارير الإخبارية بخصوص بيان جديد غير بناء صدر عن كوريا الشمالية. نحن نأخذ هذه التهديدات بجدية ونبقى على اتصال وثيق مع حليفنا الكوري الجنوبي".

وحرصت المتحدثة على وضع الإعلان الكوري الشمالي الأخير في سياق سلسلة التهديدات الكلامية التي دأب نظام كيم جونغ-اون على إطلاقها مؤخرا.

وقالت "نود أيضا أن نشير إلى أن كوريا الشمالية لديها تاريخ طويل من الخطاب الحربي والتهديدات، وإعلان اليوم يتسق مع نمط مألوف"، مضيفة أن الولايات المتحدة قادرة تماما على حماية نفسها وحلفائها في آسيا.

وأكدت المتحدثة "نحن مستمرون في اتخاذ تدابير إضافية ضد التهديد الكوري الشمالي، ومنها خطتنا لزيادة عدد الطائرات الاعتراضية المتمركزة على الأراضي الأميركية إضافة إلى رادارات الإنذار والتقصي".

هذا ونفذت القاذفة "الشبح بي2"، ذات القدرات النووية، طلعة جوية فوق كوريا الجنوبية، وهي التي وصفها مسؤولون أميركيون إنها طلعة "ديلوماسية".

وكانت القاذفات، التي أُرسلت الخميس لشبه الجزيرة الكورية، قد خدمت قبل ذلك في ليبيا والعراق.

وذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن "كيم جونغ-أون يوجه صواريخه صوب تكساس"، وهي ولاية في الجنوب الأميركي ينحدر منها الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الإبن، كون الأخير كان قد أدرج كوريا الشمالية ضمن قائمة "محور الشر" أثناء ولايته الأولى قبل 12 عاما.

إعلان الحرب

وأتى رد الفعل الأميركي ردا على إعلان كوريا الشمالية أنها دخلت "في حالة حرب" مع كوريا الجنوبية وستتعامل بالتالي مع كل القضايا المتصلة بالجنوب وفقا للقواعد المتبعة في زمن الحرب.

وقالت بيونغ يانغ في بيان وزعته على كل الهيئات والمؤسسات الحكومية إنه "اعتبارا من الآن باتت العلاقات بين الكوريتين في حالة حرب، وكل القضايا بين الكوريتين سيتم التعامل معها بحسب بروتوكول خاص بزمن الحرب".

وأضاف البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن "وضع اللا حرب واللا سلم المستمر منذ زمن في شبه الجزيرة الكورية قد انتهى أخيرا".

وحذر البيان من أن أي استفزاز عسكري قد يحصل قرب الحدود البرية أو البحرية الكورية الشمالية سيقود إلى "نزاع شامل وحرب نووية".

إدانات دولية
 
دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي السبت كوريا الشمالية إلى "الكف عن اللعب بالنار"، معتبرا التهديدات التي تواجهها المنطقة "جدية".
 
وقال إنه حتى إذا كانت "الصور والأقوال التي صدرت عن كوريا الشمالية تبدو وكأنها قادمة من زمن آخر، فهي تشكل تهديدا جديا للسلام في المنطقة بأسرها"، معبرا عن "قلقه الشديد".
 
وعبر الوزير الألماني عن تضامن برلين مع كوريا الجنوبية مؤكدا أنه يسعى مع شركاء ألمانيا إلى العمل من أجل دفع كوريا الشمالية إلى تليين سياستها، والكف عن إطلاق التهديدات، وتعليق برنامجها النووي.
 
أما الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو فقال إن "فرنسا تشعر بقلق كبير من الوضع في شبه الجزيرة الكورية".
 
وطلب من كوريا الشمالية "الامتناع فورا عن أي عمل استفزازي جديد وتنفيذ التزاماتها الدولية وخصوصا في إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، واستئناف طريق الحوار بسرعة".
 
ودعت الصين إلى بذل "جهود مشتركة" لخفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في مؤتمره الصحافي الدوري "ندعو كل الأطراف إلى بذل جهود مشتركة لتحقيق انفراج في الوضع".
 
وأضاف أن "السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية يخدمان المصلحة المشتركة".

وفي سياق متصل دعت روسيا السبت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية إلى التحلي "بالمسؤولية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

وقال غريغوري لوغفينوف المسؤول عن الملف الكوري في وزارة الخارجية الروسية "ننتظر من الطرفين أن يتحليا بالمسؤولية ويمارسا أقصى درجات ضبط النفس وألا يتجاوز أحد منهما نقطة اللاعودة".

وأضاف الدبلوماسي "لا يمكننا بطبيعة الحال الوقوف لا مبالين بينما يتصاعد التوتر على حدودنا الشرقية"، وأضاف "لا يمكننا إلا أن نشعر بالقلق إزاء الوضع".

من مشاهد العنف في أمستردام - رويترز
من مشاهد العنف في أمستردام - رويترز

ربط رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، الأحد، بين الدعوى التي قدمتها دول عدة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي، وبين الهجوم الذي وقع بحق مشجعّي فريق "مكابي" الإسرائيلي في العاصمة الهولندية أمستردام، السبت.

وفي ديسمبر 2023 رفعت جنوب أفريقيا دعوى أمام المحكمة باعتبار أن الحرب في قطاع غزة تنتهك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام 1948.

والتحقت دول بالدعوى، منها إسبانيا وبوليفيا وكولومبيا والمكسيك وتركيا وتشيلي وليبيا، قبل أن تعلن أيرلندا الخميس الماضي نيتها الانضمام للدعوى، على لسان وزير خارجيتها مايكل مارتن.

وقال نتانياهو "هناك خط واضح يربط بين هجومين معاديين للسامية ضد إسرائيل شهدناهما مؤخراً على الأراضي الهولندية: الهجوم القانوني المشين ضد دولة إسرائيل في المحكمة الدولية في لاهاي، والهجوم العنيف ضد مواطني إسرائيل في شوارع أمستردام".

واعتبر كلا الحالتين "معاداة سامية خطيرة تهدف إلى جعل اليهود ودولتهم بلا حول ولا قوة، ولحرمان دولتنا من حق الدفاع عن النفس، وحرمان مواطنينا من حق الحياة ذاته".

وتابع نتانياهو "أمس أحيينا ذكرى ليلة الكريستال التي وقعت قبل 86 عاماً على الأراضي الأوروبية. كانت هذه هجوماً وحشياً وعنيفاً ضد اليهود - فقط لأنهم كانوا يهوداً. للأسف، في الأيام الأخيرة رأينا مشاهد تذكرنا بتلك الليلة. في شوارع أمستردام، هاجم معادون للسامية يهوداً، مواطنين إسرائيليين، فقط لأنهم يهود".

وقال "لكن هناك فارقا كبيرا بين تلك الليلة وأيامنا هذه: اليوم لدينا دولة خاصة بنا، حكومة خاصة بنا، جيش خاص بنا. لدينا القدرة والاستعداد والعزيمة لحماية أنفسنا، وأيضاً لمطالبة الآخرين بالقيام بما يجب عليهم. وهذا بالضبط ما فعلناه".

ليلة الكريستال (9 نوفمبر 1938): قامت قوات الأمن الخاصة ورجال جيش الإنقاذ وحركة شباب هتلر، بأمر من القيادة النازية بتنفيذ موجة من الهجمات على المجتمعات اليهودية، عُرفت باسم Kristallnacht أو ليلة الزجاج المكسور. وترجع تلك التسمية إلى الزجاج المُهشم من نوافذ المتاجر التي تناثرت على الشوارع بعد أعمال العنف. كان من المفترض أن يبدو العنف وكأنه انفجار لحالة غضب غير مخطط له، لكنها جرت بتنسيق قيادات وبدعم أدولف هتلر. (موسوعة الهولوكوست)

وأشار نتانياهو إلى أنه اتصل برئيس وزراء هولندا بعد الواقعة، وطلب منه تقديم المهاجمين للعدالة وحماية المجتمع اليهودي في هولندا، وهو ما فعله أيضاً وزير الخارجية جدعون ساعر ورئيس الكنيست أمير أوحانا، اللذان توجها معاً إلى هولندا.

وقال "بتوجيهي، أرسلت وزيرة المواصلات ميري ريغيف جسراً جوياً أعاد جميع الإسرائيليين الذين طلبوا العودة إلى إسرائيل، أكثر من ألفي شخص. كما وجهت الجهات الأمنية لإعداد إرشادات خاصة للإسرائيليين في الخارج في ضوء الوضع الجديد الناتج عن الحرب".

وذكر تقرير للشرطة أن مجموعات من مشجعي فريق "مكابي" الإسرائيلي أحرقت علما فلسطينيا في ساحة "دام" وأسقطت علما آخر من مبنى قريب، وأقدمت على تخريب سيارة أجرة، قبيل مباراة مع فريق "أياكس" الهولندي.

وبعد نداء على وسائل التواصل الاجتماعي، تجمع سائقو سيارات أجرة مسلمون وهم في حالة غضب أمام صالة لألعاب المراهانات كان يتجمع فيها 400 من أنصار "مكابي" مما دفع الشرطة للتدخل وسط المناوشات.

وفي يوم المباراة، أظهرت مقاطع مصورة تحققت وكالة "رويترز" من صحتها، مشجعين من فريق "مكابي" وهم يرددون عبارات معادية للعرب أمام النصب التذكاري الوطني في ساحة "دام" الرئيسية بأمستردام، منها عبارات بذيئة ضد فلسطين.

واتخذت الشرطة إجراءات أمنية لحراسة المكان، لكن تقارير وردت عن وقوع اشتباكات في محيطه أدت بالمجمل لإصابة إسرائيليين واعتقال العشرات.

كما أثار الحدث ردود فعل دولية وتعليقاً رسمياً من السلطات الهولندية، وصفته بالمعادي للسامية.

وقال نتانياهو، إن الهجمات من هذا النوع "لا تهدد إسرائيل فقط، بل تهدد العالم بأسره" مردفاً "تعلمنا شيئاً من التاريخ أن الهجمات الجامحة التي تبدأ ضد اليهود لا تنتهي أبداً عند اليهود. في النهاية، تنتشر إلى المجتمع بأسره، وتنتقل من بلد إلى بلد حتى تحرق الإنسانية جمعاء".