سيارة تابعة للشرطة الباكستانية أمام منزل مشرف في إسلام أباد
سيارة تابعة للشرطة الباكستانية أمام منزل مشرف في إسلام أباد

قرّر القضاء الباكستاني الجمعة وضع الرئيس السابق برويز مشرف قيد الإقامة الجبرية ليومين على الأقل غداة إصدار أمر بتوقيفه على خلفية عزله قضاة بصورة غير قانونية عندما كان في السلطة.

وقال المتحدث باسم حزب رابطة عموم مسلمي باكستان، الذي يرأسه مشرف، إن الجنرال المتقاعد وضع قيد الاحتجاز الاحترازي ليومين وسيبقى في منزله بضواحي إسلام أباد.

ويعتبر هذا القرار إهانة إضافية لمشرف، الذي حكم البلاد منذ انقلاب 1999 حتى استقالته في 2008، وعاد مؤخرا من المنفى للمشاركة في الانتخابات التشريعية المرتقبة في 11 مايو/أيار المقبل، مؤكدا أنه يريد إنقاذ البلاد من انعدام الأمن المزمن والأزمة الاقتصادية.

وكان مشرف قد حضر الخميس إلى جلسة في المحكمة متوقعا إعلان تمديد مهلة الإفراج عنه بكفالة في قضية إقالة القضاة. لكن المحكمة رفضت طلبه وأمرت بتوقيفه واعتبر القاضي المكلف بالقضية أن مشرف "زرع الخوف في المجتمع" و"انعدام الأمن لدى القضاة" و"الإرهاب عبر باكستان" عندما كان في الحكم.

ويعد هذا التطور الأول من نوعه في باكستان التي تعودت على الانقلابات ولم يسبق أن أمر القضاء باعتقال قائد سابق للجيش الذي يعتبر المؤسسة الأقوى في البلاد.

 الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف خلال ظهور له في محكمة في روالبيندي في 17 أبريل/نيسان
الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف خلال ظهور له في محكمة في روالبيندي في 17 أبريل/نيسان

أمر القضاء الباكستاني الخميس بتوقيف الرئيس السابق برويز مشرف على خلفية إقالته قضاة عندما كان في السلطة، لكن مشرف فر من قاعة المحكمة وسط حماية حراسه.

وحضر مشرف، الذي تولى الحكم إثر انقلاب عام 1999 وحتى استقالته في 2008 وعاد مؤخرا من المنفى على أمل المشاركة في الانتخابات العامة المقررة في 11 مايو/أيار المقبل، إلى الجلسة الخميس في الصباح الباكر متوقعا إعلان تمديد مهلة الإفراج عنه بكفالة في قضية إقالة القضاة.

لكن القاضي رفض تمديد الإفراج عن الرئيس السابق وأمر بتوقيفه، وعلى الفور غادر الجنرال المتقاعد محكمة إسلام أباد بحماية حراسه وفر في سيارته الرباعية الدفع أمام رجال الشرطة.

وقال محمد أمجد الناطق باسم حزب مشرف لوكالة الصحافة الفرنسية "كنا نتوقع أن تمدد مهلة الإفراج عنه بكفالة بدون مشكلة لكننا فوجئنا بالقاضي يرفض التمديد ويأمر بالتوقيف".

وتابع أن "مشرف هادئ ويتحلى بالثقة. سنطعن في القرار من اليوم أمام المحكمة العليا، فإذا رفضت هذه الهيئة طعننا سنحترم قرارها"، مضيفا "إذا كان التوقيف ضروريا فبإمكان السلطات أن تعلن فيلا (مشرف) فرعا من السجن"، أي إيداع الرئيس السابق قيد الإقامة الجبرية.

وبعد فراره بقليل ندد عشرة من أنصار الجنرال السابق أمام منزله في إحدى ضواحي العاصمة الباكستانية بقرار المحكمة، بينما كانت مجموعة من رجال الشرطة تحمي مدخل فيلته.

في سياق متصل، قال مدير فرع باكستان في منظمة هيومن رايتس ووتش علي دايان حسن إن "تصرف الجنرال مشرف يدل على احتقاره الإجراءات القانونية وعلى أنه يعتقد أنه يستطيع بصفته قائدا سابقا للجيش التهرب من مسؤولية تجاوزاته".

وإلى جانب قضية القضاة، اتهم مشرف بالتورط في جريمة اغتيال الزعيم الانفصالي في ولاية بلوشستان جنوب غربي باكستان أكبر بوغتي، وفي قضية اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو.

ويحاول محامون باكستانيون إقناع المحكمة العليا بمحاكمة الرئيس السابق بتهمة "الخيانة" لأنه فرض حالة الطوارئ عندما كان يحكم  البلاد.

وردا على سؤال طرح عليه في وقت سابق هذا الأسبوع حول ما إذا كان مستعدا لقضاء حكم بالسجن إذا أدين في إحدى القضايا قال مشرف "إذا كان الحكم كذلك فأنا مستعد للذهاب" إلى السجن.

جدير بالذكر أن مشرف يقود اليوم رابطة كل المسلمين الباكستانيين، وهو حزب صغير أسسه في المنفى يدعو إلى النهوض باقتصاد باكستان وتعزيز قدرات الجيش وإضعاف طالبان التي تكثف الاعتداءات في البلاد.

وكان الجنرال المتقاعد البالغ من العمر 69 سنة قد غادر منزله الفخم في دبي نهاية مارس/آذار وعاد إلى باكستان للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة الشهر المقبل في اختبار ديموقراطي حاسم في بلد تعود على الانقلابات. لكن محكمة باكستانية رفضت هذا الأسبوع ترشحه للانتخابات التشريعية.