دافع وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان جون كيري وتشاك هيغل خلال جلسة استماع عقدتها الثلاثاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ عن التحرك عسكريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد كمصلحة أمنية عليا للولايات المتحدة.
طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ"ألا يفلت من العقاب" كل من ثبت استخدامه أسلحة كيميائية في سورية.
أوباما: سورية لن تكون مثل العراق أو أفغانستان وتدخلنا سيكون محدودا (آخر تحديث 15:42 بتوقيت غرينتش)
قال الرئيس باراك أوباما إنه واثق من أن الكونغرس سيصوت لصالح استخدام القوة العسكرية الأميركية لتوجيه ضربات تحد من قدرات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وحث أوباما خلال اجتماع مع عدد من المشرعين في البيت الأبيض الثلاثاء أعضاء الكونغرس على منحه تخويل شن عمل عسكري ضد حكومة دمشق في أسرع وقت، مشيرا إلى أن الضربة العسكرية ستحد من قدرات الأسد على استخدام السلاح الكيميائي في الصراع.
وتعهد بالا يتحول التدخل العسكري الأميركي إلى حرب مشابهة للتدخل الأميركي في العراق وأفغانستان، مؤكدا أن العملية ستكون محدودة ومتناسبة.
قادة الكونغرس يؤيدون الرئيس
وقالت رئيسة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي نانسي بولسي إنه لا يمكن تجاهل قضية استخدام أسلحة كيميائية في سورية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أن ترد على نظام الرئيس بشار الأسد.
كما أبدى رئيس مجلس النواب جون بينر تأييدا لدعوة اوباما لتحرك عسكري في سورية، وحث أعضاء الكونغرس على ان يفعلوا الأمر نفسه.
وقال بينر وهو جمهوري، للصحافيين بعد اجتماع مع اوباما في البيت الابيض ان الولايات المتحدة يجب أن ترد على استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية وأن تظهر للحلفاء انها ستقف بقوة حين يستدعي الامر.
مشاورات في واشنطن لحشد تأييد الكونغرس (10:27 بتوقيت غرينتش)
واصلت إدارة الرئيس باراك أوباما جهودها لحشد التأييد في الكونغرس بمجلسيه لشن عمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على خلفية قيامه باستخدام الأسلحة الكيميائية في 21 أغسطس/آب الماضي.
ويشارك وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان جون كيري وتشاك هيغل الثلاثاء في جلسة استماع تعقدها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بشأن مسألة السماح باستعمال القوة ضد نظام الأسد.
ومن المقرر أن يشارك في هذه الجلسة أيضاً رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، علما بأن الوزير كيري سيحضر غدا الأربعاء جلسة استماع في مجلس النواب حول القضية ذاتها.
وكان عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام قد أعلنا، إثر لقائهما الرئيس أوباما في البيت الابيض أمس الاثنين أن رفض الكونغرس لقرار يجيز استخدام القوة في سورية سيكون "كارثيا".
وقال ماكين الذي يدعو إلى عملية عسكرية واسعة الناطق في سورية، "إن تصويت الكونغرس ضد القرار سيكون في رأيي كارثيا، لأن هذا الأمر يقوّض مصداقية الولايات المتحدة والرئيس الأميركي، ولا أحد يتمنى ذلك".
ومن جانبه دعا غراهام البيت الأبيض إلى تبني "خطة متماسكة للإطاحة بالأسد قبل فوات الأوان".
وقال غراهام "إنها خطة لا تتعلق بعمل عسكري محدود وتسمح لنا أن نصل إلى ما نريد الوصول إليه كبلد، وهو أن نعيق إيران عن التقدم في مجال السلاح النووي وأن نجلب الاستقرار إلى المنطقة قبل أن يكون الأمر متأخرا جدا".
ويندرج حضور مسؤولي الإدارة الأميركية في الكونغرس في إطار حملة لتأييد اللجوء إلى القوة العسكرية في سورية، وذلك بعدما أعلن عدد من الديمقراطيين والجمهوريين أنهم يميلون الى رفض أي تدخل عسكري.
عرض تحقيقات اللجنة الأممية
يأتي هذا فيما أعلنت الأمم المتحدة أن الأمين العام للمنظمة بان كي مون سيحيط الدول العشر الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن صباح الثلاثاء بأحدث التطورات فيما يتعلق بالتحقيقات حول الأسلحة الكيميائية في سورية.
ومن المنتظر أن يتم إطلاع ممثلي الدول على العينات التي تم جمعها من موقع الهجوم الذي وقع في 21 من أغسطس/آب قرب دمشق.
وأشار بيان أصدره المتحدث باسم بان كي مون إلى أنه على اتصال دائم ووثيق بالدول الخمس دائمة العضوية في المجلس.
وقال البيان إن أنجيلا كاين ممثلة شؤون نزع السلاح ستقوم أيضا بتقديم إحاطة إعلامية للدول التي سبق أن طلبت من الأمين العام التحقيق في الاستخدام المفترض للأسلحة الكيميائية في منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وأشار البيان إلى أن العينات التي تم جمعها أُرسلت بعد ظهر الإثنين من لاهاي في هولندا إلى المختبرات التي سيتم فحصها فيها وستصل خلال ساعات.
وكان الأمين العام قد طلب من رئيس الفريق التعجيل بتحليل العينات وفقا للمعايير الدولية المرعية.
بريطانيا تستبعد تصويتا جديدا حول سورية
وفي سياق متصل استبعدت الحكومة البريطانية أن تلجأ إلى طلب التصويت مرة ثانية في مجلس العموم حول كيفية التصرف مع الأوضاع في سورية بعد أن كان المجلس قد رفض مشاركة بريطانيا في أي عمل عسكري في سورية.
المزيد في تقرير مراسلة "راديو سوا" في لندن صفاء حرب:
استعداد تركي
يأتي هذا فيما قال نائب رئيس الوزراء التركي بولينت أرينك إن حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تمتلك تفويضا من البرلمان لاستخدام القوة ضد سورية.
وأضاف "لدينا تفويض من البرلمان بشأن شمال العراق، وكذلك بالنسبة لسورية. ولقد أجرينا دراسة ضمن إطار التفويض بشأن سورية بهدف حفظ أمن بلدنا. وإذا اقتضت الضرورة ، فسنجريها مرة أخرى".
وأوضح المتحدث أن تركيا مستعدة لأي عملية عسكرية في سورية، واتخذت الإجراءات اللازمة لذلك.
رصد إطلاق صاروخين شرق المتوسط
ومن جانب آخر أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أجهزة الرصد المبكر الروسية رصدت إطلاق صاروخين صباح الثلاثاء من منطقة وسط البحر المتوسط باتجاه الضفة الشرقية منه، وفق بيان بثته وكالات الأنباء الروسية.
وقالت الوزارة في البيان إن الصاروخين رصدتهما محطات الرادار في ارمافير، جنوب روسيا، مشيرة إلى أن الوزير سيرغي تشويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بذلك.
وأفادت وكالة انترفاكس نقلا عن مصدر عسكري روسي أن الصاروخين سقطا في مياه البحر ورجحت إطلاقهما من سفينة أميركية بهدف استطلاع الأحوال الجوية.
وأكد مصدر أمني سوري لوكالة ريا نوفوستي إطلاق صاروخين، مشيرا بدوره إلى أنهما سقطا في البحر.
وفور ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ليس على علم بإطلاق صواريخ في المتوسط.
غير أن وزارة الدفاع الاسرائيلية عادت لتؤكد أنها أطلقت صواريخ في المتوسط في إطار تدريبات عسكرية أميركية-إسرائيلية.
وقالت الوزارة في بيان "أطلقت وزارة الدفاع الإسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخية الأميركية بنجاح صباح الثلاثاء في الساعة التاسعة والربع صاروخ رادار من طراز انكور".
وأضافت الوزارة "أطلق (صاروخ) الاختبار من البحر المتوسط وتم توجيهه من قاعدة عسكرية في وسط إسرائيل". وذكر البيان إطلاق صاروخ واحد فقط.
ارتفاع أعداد اللاجئين
تخطى عدد اللاجئين السوريين عتبة المليونين على ما أعلنت المفوضية العليا للاجئين في بيان الثلاثاء مذكرة بأن عددهم قبل سنة كان حوالى 230 ألفا.
وذكرت المفوضية التابعة للأمم المتحدة أن عدد هؤلاء اللاجئين في دول جوار سورية قبل سنة بالتمام كان 230 ألفا و671 لاجئا انضم اليهم 1.8 مليون لاجئ جديد خلال الاشهر الـ 12 الاخيرة.
وقال المفوض الأعلى للاجئين انطونيو غوتيريس في البيان إن "سورية أصبحت مأساة هذا العصر الكبرى، كارثة إنسانية مشينة مع ما يواكبها من معاناة وعمليات تهجير لم يشهدها التاريخ الحديث".
وتابع أن "العزاء الوحيد هو الإنسانية والأخوة اللتين تبديهما دول الجوار باستقبالها هذه الأعداد الطائلة من اللاجئين وإنقاذ حياتهم".
وأوضحت مندوبة المفوضية العليا للاجئين انجلينا جولي أن "العالم يجازف بتغاضيه الخطير عن الكارثة الانسانية السورية ... وإذا استمر تدهور الوضع بهذه الوتيرة، سيزداد عدد اللاجئين ويمكن أن تصل بعض البلدان المجاورة إلى نقطة اللاعودة".
والحصيلة التي أعلنتها المفوضية الثلاثاء تشير إلى مليوني سوري مسجلين بصفة لاجئين أو في انتظار تسجيلهم.
وفي نهاية أغسطس/آب، بلغ عدد اللاجئين السوريين 110 آلاف في مصر و168 ألفا في العراق و515 ألفا في الأردن و716 ألفا في لبنان و460 الفا في تركيا.
وذكرت المفوضية أن حوالى 4.25 مليون شخص نزحوا في داخل سورية، وفقا لإحصاءات تعود الى 27 أغسطس/آب نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية.