باشر السوريون المقيمون في الخارج الإدلاء بأصواتهم الأربعاء في انتخابات الرئاسة المقرر اجراؤها في سورية في الثالث من الشهر المقبل.
و أعلنت وزارة الخارجية السورية، أن أكثر من 200 ألف سوري سجلوا أسماءهم في السفارات السورية، للتصويت في الاستحقاق الرئاسي.
وقال نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، إن الظروف التي ستجرى فيها الانتخابات الرئاسية ليست الافضل، إلا أنها الأكثر أهمية لكونها الانتخابات التعددية الأولى في سورية.
وأشار المقداد في مقابلة مع مجلة "تايم" الأميركية إلى أن هذه الانتخابات ستجنب البلاد، فراغ السلطة.
وأوضح أن باستطاعة المهجرين السوريين العودة إلى بلدهم والمشاركة في الانتخابات والإدلاء بأصواتهم والخروج مرة ثانية إذا ما رغبوا بذلك.
وجاءت دعوة المقداد في ظل رفض عدد من الدول السماح للسفارات السورية بتنظيم انتخابات للسوريين المقيمين على أراضيها.
وانتقد معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية حيان سليمان قرار عدد من الدول ومنها العربية، منع إجراء الانتخابات الرئاسية السورية على أراضيها:
أكثر من 15 مليون ناخب
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الداخلية السورية الأربعاء أن عدد الناخبين السوريين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات، بلغ أكثر من 15 مليون شخص داخل وخارج البلاد.
وذكرت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن عدد المراكز الانتخابية المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية بلغت 9601 مركزا انتخابيا تضم 11776 صندوقا موزعا على جميع محافظات الجمهورية العربية السورية.
وأوضح الناطق باسم المحكمة الدستورية العليا في سورية ماجد خضرة أن الانتخابات الرئاسية ستجري في جميع المدن السورية باستثناء الرقة" الواقعة تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المتشدد.
ودعت الداخلية في بيانها السوريين للمشاركة في الاقتراع "وتحمل مسؤولياتهم الوطنية واختيار مرشحهم بكل حرية وديمقراطية والعمل سويا على إنجاح هذا الاستحقاق من أجل مستقبل سورية ووحدتها واستقلال قرارها".
بدء التصويت في لبنان والأردن
وبدأ السوريون في الأردن الأربعاء التصويت في سفارة دمشق في عمان وسط إجراءات أمنية مشددة.
واصطف مئات السوريين أمام المدخل الرئيسي للسفارة السورية في منطقة عبدون مع بدء الاقتراع وسط تواجد كثيف للأمن الأردني.
ورفع بعض المشاركين أعلاما سورية، فيما ارتدى آخرون كوفيات بطرفها علم سورية وصور للرئيس السوري بشار الأسد.
ويستضيف الأردن أكثر من 600 الف لاجئ سوري مسجلين. وتقول السلطات الأردنية إنه يضاف إلى هؤلاء، نحو 700 الف سوري يقيمون على أراضيها منذ ما قبل الأزمة.
وفي لبنان توافد آلاف السوريين إلى سفارة بلادهم للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، ما تسبب بأزمة سير خانقة على الطرق، واحتجاز المواطنين منذ ساعات الصباح الأولى في سياراتهم وتأخر الطلاب عن مدارسهم وامتحاناتهم.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن آلاف السوريين موجودون في الشوارع والطرق المحيطة بالسفارة السورية في اليرزة شرق بيروت يحملون الأعلام السورية وصور الرئيس بشار الاسد، في طريقهم إلى مقر السفارة، بعضهم سيرا على الأقدام والبعض الآخر في حافلات وسيارات، أو على دراجات نارية.
وتجري هذه الانتخابات وسط تواجد أمني كثيف، إذ نشر الجيش اللبناني حواجز عدة في المنطقة، ويقوم بإجراءات تفتيش دقيقة.
وقطع التلفزيون الرسمي السوري برامجه مرات عدة منذ الصباح ليقوم بنقل مباشر من داخل السفارة السورية في لبنان، حيث "الإقبال كثيف وتخطى كل التوقعات"، بحسب مراسلي التلفزيون.
المصدر: راديو سوا ووكالات
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
هل الاستحقاق المقبل في سورية انتخابات رئاسية فعلا؟ شارك برأيك
أمل شموني
19 مايو 2014
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
تستعد سورية لإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من حزيران/يونيو، هي الأولى منذ بدء النزاع السوري في آذار/مارس 2011 وأول انتخابات تعددية نظريا. وفي وقت تتقدم فيه القوات النظامية على محاور عسكرية متعددة من البلاد، انطلقت الأسبوع الماضي حملة الرئيس السوري بشار الأسد للانتخابات في دمشق وبعض مناطق سيطرة قوات النظام.
وأطلق الأسد حملته الانتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل شعار "سوا" (معا)، إلا أن عددا من المحللين تساءلوا حول ما إذا كانت هذه الانتخابات ستوحد السوريين من جديد وتعيد الشرعية الدولية للرئيس المنتخب وتثبت زعامته في كامل البلاد.
ولفت مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما وأستاذ العلاقات الدولية جوشوا لانديس إلى أنه لن يؤكد "المؤكد" بالنسبة إلى فوز الأسد بالانتخابات، إلا أنه قال "لا أعتقد أن هناك شكا بشأن النتيجة لكنني أنتظر لمعرفة عدد الأصوات التي سيحصل عليها، فالنتيجة ستعكس حجم الأسد".
نتيجة الأصوات ستعكس حجم الأسد
جوشوا لانديس
في المقابل، قال رئيس هيئة الإعلام في القيادة القطرية لحزب البعث السوري الحاكم خلف المفتاح إن الانتخابات في سورية ستكون "شفافة واضحة وستراعي معاير الدستور"، مشيرا إلى أن الإعلام سيكون حاضرا في تغطيتها، واصفا المواقف المسبقة من الانتخابات بـ"غير العقلانية".
الانتخابات والانقسام السياسي
ومن المتوقع أن تبقي الانتخابات الأسد في موقعه لولاية ثالثة من سبع سنوات. ووصل الرئيس السوري إلى الحكم باستفتاء عام 2000 إثر وفاة والده الرئيس السابق حافظ الأسد، وأعيد انتخابه باستفتاء عام 2007.
في هذا الإطار، قال مدير برامج الشرق الأوسط في معهد السلام الأميركيإيلي بوعون إن تسمية "هذا الأمر بالانتخابات هو خطأ بحد ذاته"، مشيرا إلى أنه يفتقر إلى أي من العناصر التي يجب ان تتوافر في استحقاق مماثل.
وأشار بوعون إلى انعدام أدنى درجات التساوي بالفرص بين المرشحين، مضيفا أن الوضع الأمني لا يسمح بحصول التصويت بشكل سليم ومن دون ضغوط على المقترعين. وقال "النظام السياسي الموجود والعمليات العسكرية في العديد من المناطق السورية تجعل من المستحيل اعتبار هذا الاستحقاق انتخابات".
الانتخابات في سورية ستكون شفافة واضحة وستراعي معاير الدستور
خلف المفتاح
وتضم القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات التي تعتبرها المعارضة ودول غربية "مهزلة ديموقراطية"، إلى الأسد، ماهر حجار وحسان النوري.
وقال المفتاح إن نتيجة الانتخابات ستعكس "الرصيد الذي يملكه الرئيس الأسد ورصيد أي من المرشحين الآخرين"..
وكانت المحكمة الدستورية العليا قد أعلنت الأسبوع الماضي القائمة النهائية للمرشحين إلى الرئاسة، قائلة إن ذلك هو "بمثابة إشعار للمرشحين للبدء بحملتهم الانتخابية".
تجدر الإشارة إلى أن حجار عضو في مجلس الشعب، انتخب عام 2012 ضمن قائمة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، وهي من معارضة الداخل المقبولة من النظام. أما النوري فعضو سابق في المجلس، ووزير دولة سابق لشؤون التنمية الادارية، ويرأس "المبادرة الوطنية للإرادة والتغيير"، وهو أيضا من معارضة الداخل.
الصراع في سورية والمجتمع الدولي
وقد اعتبر الزميل في معهد واشنطن ومدير برنامج السياسة العربية ديفيد شينكر أن هذه الانتخابات ستكون "مهمة كثيرا" لأنه بعد سنوات النزاع العسكري يبدو الأسد "مرتاحا" ويتطلع إلى إعطاء شرعية لنظامه رغم الحرب الطائفية في سورية.
مرشحو الرئاسة في سورية
وقال شينكر إن "خوض الأسد للانتخابات وتطلعه لأن يصبح رئيسا للمرة الثالثة "هو تحد" للمجتمع الدولي الذي دعاه في غير مرة للتنحي"، مضيفا "هناك رمزية عالية له (الأسد) تتمثل في بقائه على رأس السلطة في سورية". وأشار شينكر إلى أن "لا أحد يتوقع حصول انتخابات حرة ونزيهة".
وعلى رغم من أن الانتخابات ستكون أول "انتخابات رئاسية تعددية"، إلا أن قانونها أغلق الباب عمليا على ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج، إذ يشترط أن يكون المرشح قد أقام في سورية بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية.
"هو لا يسمح لمعارضيه الموجودين خارج سورية بالترشح أو الاقتراع"، قال شينكر. وأضاف أن نصف البلد مدمر وأكثر من نصف سكان سورية أصبحوا بين "مهجّر ولاجئ".
وبحسب الأمم المتحدة، فقد بلغ عدد النازحين داخل سورية 6.5 ملايين فيما وصل عدد الذين فروا من البلاد إلى حوالي 2.6ملايين وقد لجأوا بشكل رئيسي إلى الدول المجاورة، وارتفعت حصيلة القتلى في النزاع إلى أكثر من 150 ألف شخص، بحسب حصيلة أخيرة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويعتبر شينكر إن الأسد سيحصل على أصوات "غالبية العلويين وبعض السنة لاسيما المتواجدين في دمشق"، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه "هل ستكون الانتخابات حرة ونزيهة؟".
ولفت شينكر إلى أن بإمكان الأسد إجراء انتخابات حيث "الناس خائفون جدا منه" والفوز بأصواتهم، قائلا "في الانتخابات السابقة، انتخب السوريون الأسد علنا، وعند فرز النتائج أتت مع 98 في المئة من الأصوات، وكان السؤال المتداول بين السوريين من هم الاثنان في المئة الذين تجرأوا على عدم انتخاب الأسد".
تسمية 'هذا الأمر' بالانتخابات هو خطأ بحد ذاته
إيلي بوعون
غير أن المفتاح أكد أن "تكريس" زعامة الأسد على سورية "واضحة ومؤكدة"، لافتا إلى أن "نبض الشارع والمجتمع المدني والسياسي والأحزاب الآن يشير إلى أن الرئيس الأسد يحظى بتأييد كبير وواسع من الشعب السوري".
الحكومة الانتقالية وحل النزاع
ورغم أن رحيل الأسد عن السلطة يشكل مطلبا أساسيا للمعارضة والدول الداعمة لها، إلا أن المفتاح تساءل عن البديل في حال سقوط نظام الأسد. وقال "بالتأكيد ستكون القاعدة، النصرة وداعش"، داعيا المنتقدين إلى قراءة الوضع بأبعاده الأمنية الإقليمية بعيدا من القراءة "اللحظية المشككة بالنظام".
يشار إلى أن الأمم المتحدة والمعارضة السورية ودولا غربية داعمة لها، كانت قد حذرت من أن إجراء الانتخابات ستكون ذات تداعيات سلبية على التوصل إلى حل سياسي للنزاع المستمر منذ ثلاث سنوت.
برأي لانديس فإن المجتمع الدولي "تخلى" عن سورية رغم أن موقف الولايات المتحدة الرسمي يعتبر أن إجراء الانتخابات الرئاسية سيعيق المفاوضات حول الحكومة الانتقالية وتنحي الأسد.. وقال: "نعلم" أن الأسد لن يتخلى عن سلطته والمفاوضات حول الحكومة الانتقالية لن تتقدم والموقف الحقيقي لواشنطن هو "التخلي عن أي مسؤولية" بما يخص الصراع السوري والاكتفاء بإرسال بعض المساعدات العسكرية القليلة للمعارضة والمساعدات الإنسانية للمهجرين.
ولكن هل استمرار الأسد في الحكم يزيد من زعامته؟
يجيب لانديس "نعرف جيدا أن قاعدة الزعامة العامة في منطقة الشرق الأوسط واضحة وتختصر بترويع المعارضين وبتسهيل الإمكانات للموالين"، مضيفا أن هذا لا يكسب "الشرعية" التي هي بعيدة عن "الزعامة".
ويذهب بوعون أبعد من لانديس، ليقول إن "الشرعية تستمد من الشعب"، غير أن نظام الأسد "لن يستطيع استرجاع شرعية يقول الأسد من خلالها إنني أحكم سورية بالكامل"، مشيرا إلى أنه "ربما يسترجع شرعية على أجزاء ولكنه لن يكون رئيسا على كامل سورية".
الانتخابات مهمة خصوصا وأن الأسد يتطلع إلى إعطاء شرعية لنظامه
ديفيد شينكر
وذهب بوعون إلى أبعد من ذلك ليقول "اعتقد أنه في الوقت الحالي هناك جزء من السوريين لا يؤمن بالنظام وبالمعارضة على حد سواء"، مشيرا إلى أن ليس هناك "قيادة" تستطيع جمع العدد الاكبر من الموالين للنظام وللمعارضين في ظل تشتت في القيادات.
وقال إنه لو يترك الحد الأدنى من الحرية للناخب السوري فإن نسبة الاقتراع ستكون متدنية جدا.. لكنه استطرد قائلا "نعرف أن درجة الوعي السياسي لدى المجتمعات ليس فقط في سورية بل في كامل المنطقة غير عالية.. وهذا يؤثر على تصرف هذه المجتمعات.. قائلا إن المنطقة شهدت العديد من الانتخابات التي جرت على قاعدة "رد فعل أكثر منها خيارا واقتناعا" بالمرشحين.
هذا شريط فيديو لوزير الخارجية الأميركية يصف الانتخابات في سورية بأنها "هزلية":
تأثير العمليات العسكرية
ويأتي بدء الحملة الانتخابية غداة عودة آلاف السوريين لتفقد منازلهم أو ما تبقى منها في حمص القديمة، بعد استكمال تنفيذ اتفاق خروج مقاتلي المعارضة من الأحياء التي كانوا يسيطرون عليها، والتي فرضت عليها القوات النظامية حصارا خانقا لنحو عامين.
ودخلت القوات النظامية هذه الاحياء بعد خروج نحو ألفي مقاتل منها مع أسلحتهم الفردية، وانتقالهم إلى مناطق يسيطر عليها معارضون في الريف الشمالي لحمص. وبذلك، بات النظام يسيطر على كل أحياء المدينة التي كان يعدها الناشطون "عاصمة الثورة"، باستثناء حي الوعر.
شعار حملة الأسد الانتخابية
يتفق لانديس وشينكر على أن الأسد أثبت أنه غير مستعد للتخلي عن السلطة والسماح للمعارضة بالانتصار حتى لو أنه "دمر كبرى مدنه"، لافتين إلى أن المعارضة العسكرية ليست بحالة "جيدة".. "فهم يتقاتلون فيما بينهم"، قال لانديس.
من ناحيته، لفت شينكر إلى أن المجتمع الدولي يرسل رسائل "متناقضة" بالنسبة لإعادة انتخاب الأسد وذلك لأنه "خائف من التشدد السني تنظيم القاعدة أكثر مما يخاف من التشدد الشيعي وإيران".
وفيما أشار بوعون إلى أن هذا الاستحقاق الرئاسي لن يؤثر على الدينامية السياسية أو العسكرية في المشهد السوري، لفت شينكر إلى أن نتائج الانتخابات لن تذهب إلى أكثر من إضعاف معنويات المعارضة".