اختتمت كوريا الشمالية، الاثنين، أول مؤتمر لحزبها الحاكم منذ 36 عاما والذي شهد تتويجا رسميا للزعيم كيم جونغ-أون، الذي عينه المؤتمر رئيسا للحزب.
وصفق آلاف المشاركين في المؤتمر، وقد ارتدى عدد كبير منهم الزي العسكري، بحماس شديد عندما عندما أعلن كيم جونغ-أون زعيما أعلى في البلد.
وفي أول مرة منذ وصولهم إلى كوريا الشمالية الأسبوع الماضي، سمح للصحافيين الأجانب بدخول قاعة المؤتمرات التي زينت برايات الحزب الحمراء التي رسم عليها شعاره وهو عبارة عن مطرقة ومنجل وريشة رسمت باللون الأصفر.
وامتلأت صفوف القاعة بالرجال وعدد من النساء، وهم يرتدون بذلات قاتمة، وبالعسكريين الذين زينت صدورهم الميداليات.
ومنح المؤتمر العام للحزب، الذي يمثل عمليا أعلى هيئة للقرار في البلاد، منبرا للزعيم، "33 عاما"، لترسيخ مكانته كوريث شرعي للدولة ذات الحزب الواحد.
وصرح كوه يونغ-هوان، الدبلوماسي الكوري الشمالي السابق الذي فر إلى كوريا الجنوبية في 1991 أن "منصب كيم الجديد يجعل من الواضح تماما أن اجتماع الحزب بأكمله لم يكن الهدف منه سوى ترسيخ شرعيته كزعيم جديد".
وقال كوه، الذي يتولى حاليا منصب نائب رئيس معهد استراتيجية الأمن القومي الحكومي في كوريا الجنوبية، إن "جميع الزعماء السابقين للحزب تم تعيينهم في مؤتمرات الحزب (..) ولذلك فإن هذا تتويج مطلق" للزعيم الكوري الشمالي.
صحافة أجنبية.. لأول مرة
ودعي نحو 130 صحافيا أجنبيا لحضور المؤتمر، وخضعت تحركاتهم لرقابة مشددة، ولم يسمح لهم بدخول قاعة المؤتمر إلا في اليوم الأخير.
وأعلنت السلطات إبعاد مراسل بي بي سي، بعد استجوابه لثماني ساعات بشأن تحقيق كتبه قبل بدء أعمال المؤتمر.
وأوردت "بي بي سي" على موقعها الإلكتروني أن المراسل روبرت وينغفيلد-هايز أوقف الجمعة، عندما كان في مطار بيونغ يانغ يستعد للصعود إلى الطائرة لمغادرة البلاد مع زميلين له من الهيئة.
وقال مسؤول من لجنة السلام الوطني في كوريا الشمالية "لن نسمح له مطلقا بالعودة للبلاد لتغطية أية أحداث".
وإضافة إلى ترقية كيم إلى منصب زعيم الحزب، فقد أكد المؤتمر رسميا عقيدته للتنمية الاقتصادية والنووية.
وتبنى المؤتمر الأحد بالإجماع تقريرا قدمه كيم للحزب أكد على ضرورة تعزيز ترسانة البلاد النووية "كمّا ونوعا".
وأجرت كوريا الشمالية تجربتين من أصل أربع تجارب نووية في ظل قيادة كيم آخرها في كانون الثاني/ يناير زعمت خلالها أنها أجرت تجربة على قنبلة هيدروجينية قوية، وهو ما شكك فيه خبراء.
وانتشرت مخاوف من أن بيونغ يانغ على وشك إجراء تجربة نووية خامسة حيث أظهرت صور الأقمار الاصطناعية نشاطا في موقع بونغي-ري للتجارب النووية.
كما أقر المؤتمرالمبدأ السياسي الذي كان كيم أعلنه اليوم نفسه والمتعلق بموجبات استخدام السلاح النووي، وكذلك سياسة العمل على توحيد شبه الجزيرة الكورية المقسمة.
تحذير بالحرب
وقد حذر كيم، في تقريره الذي تبناه المؤتمر، من أنه "إذا اختارت السلطات في كوريا الجنوبية الحرب، فسنخوض حربا لا هوادة فيها للقضاء على القوى المناهضة للتوحيد".
ولم يكن كيم قد ولد بعد عندما عقد آخر مؤتمر للحزب في 1980 لتتويج والده كيم جونغ-إيل كولي عهد لوالده المؤسس كيم إيل-سونغ.
وعندما حان دوره عقب وفاة والده كيم جونغ-إيل في كانون الأول/ ديسمبر 2011، سارع الزعيم الشاب إلى ترسيخ سلطاته.
ومن بين الخطوات الأولى التي اتخذها لتعديل سياسة والده العسكرية هي الانتقال إلى سياسة التنمية الاقتصادية-النووية.
وهيمن الشق المتعلق بالاستراتيجية النووية على أعمال مؤتمر الحزب بدءا من التجربة النووية الرابعة التي جرت في كانون الثاني/ يناير، إلى إطلاق صاروخ طويل المدى بعد ذلك بشهر.
المصدر: وكالات