كيري ولافروف خلال اجتماع أصدقاء سورية في فيينا
كيري ولافروف خلال اجتماع أصدقاء سورية في فيينا

انتهت المحادثات الدولية بشأن النزاع في سورية الثلاثاء من دون تحديد تاريخ لاستئناف محادثات السلام، إلا أن الأطراف المشاركة تعهدت بالتحرك لإحياء وقف إطلاق النار.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي في ختام المحادثات بفيينا، إن المجتمعين اتفقوا على فرض عقوبات على أي طرف يتصرف بشكل يدل على أن لديه أجندة غير تلك المتعلقة بمحاولة التوصل إلى اتفاق سلام.

وأضاف أن الأطراف المشاركة حددت بداية آب/أغسطس موعدا مفترضا لبدء المرحلة الانتقالية في سورية. وقال الوزير الأميركي في هذا السياق إن موعد الأول من آب/أغسطس الذي تم تحديده هو "هدف" وليس موعدا نهائيا لذلك.

أما بالنسبة إلى إيصال المساعدات إلى المدن السورية، فسيبدأ اعتبارا من مطلع حزيران/يونيو المقبل. وأوضح كيري أن الدول الكبرى تؤيد العودة إلى وقف دائم للأعمال القتالية في سورية.

وأعلن أن برنامج الأغذية العالمي سيلقي مساعدات على بلدات سورية محاصرة، مشيرا إلى أن فشل وقف الأعمال العدائية أدى إلى تعطيل وصول هذه المساعدات.

وتابع قائلا "إذا تم منع الأمم المتحدة من إيصال المساعدات الإنسانية إلى أي من هذه المناطق المحددة، فإن المجموعة الدولية لدعم سورية تدعو برنامج الأغذية العالمي إلى تنفيذ برنامج لإقامة جسر جوي وإسقاط المساعدات فورا في جميع هذه المناطق المحتاجة".

وأوضح المسؤول الأميركي أن روسيا التزمت بالعمل مع الحكومة السورية لوقف قصف المناطق المدنية، وأن المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا سيعمل على التوصل لاتفاق بشأن المعتقلين.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جانبه أن موسكو لا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، بل تدعم الجيش السوري في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية داعش.

اجتماع دولي (9:25 بتوقيت غرينيتش)

بدأت في فيينا الثلاثاء أعمال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية المؤلفة من 17 بلدا، لمحاولة إعادة إحياء مفاوضات السلام بين قوى المعارضة ودمشق التي علقت بسبب انتهاكات وقف إطلاق النار بين الجانبين على الأرض.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن المحادثات تهدف إلى إعادة تطبيق الهدنة وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، بهدف تشجيع المعارضة على العودة للمفاوضات في جنيف.

ويشارك في الاجتماع الذي يعقد برئاسة وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، 17 وزيرا وممثلا لدول من أوروبا والشرق الأوسط.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن كيري سيعرض ثلاثة أهداف تريد واشنطن أن يخرج بها الاجتماع، هي "تعزيز وقف الأعمال القتالية، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء البلاد، وتسريع الانتقال السياسي" في سورية.

وكانت ثلاث جولات من المحادثات السورية غير المباشرة قد جرت منذ مطلع العام الجاري في جنيف من دون أن تحقق أي تقدم. وقد علقت آخر جولة في نيسان/أبريل بسبب استئناف القتال بين فصائل المعارضة والقوات النظامية في حلب.

المصدر: وكالات
 

سوريان في حي بستان القصر في حلب
سوريان في حي بستان القصر في حلب (أرشيف)

أعربت المعارضة السورية عن أملها في العودة إلى محادثات السلام في جنيف إذا نجح الاتفاق الأميركي الروسي في تطبيق التهدئة المعلنة بين قوات الحكومة والمعارضة.

وقالت عضو الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة بسمة القضماني إن موسكو تعهدت بالضغط على الحكومة السورية للالتزام بتطبيق وقف الأعمال القتالية وبالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.

وأعربت القضماني في تصريحات لوكالة رويترز عن أملها في أن تفي روسيا بتعهداتها، حتى تتمكن المعارضة من استئناف محادثات جنيف مع وفد الحكومة.

في غضون ذلك، أشاد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالاجتماعات التي شهدتها العاصمة الفرنسية الاثنين. وقال إن الاتصالات المباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا ساهمت في تثبيت وقف إطلاق النار.

وأشاد شتاينماير بالتقدم الذي تم إحرازه خلال اجتماع الاثنين مشيرا في ذلك إلى حدوث "تهدئة واضحة".

وقال إن لقاء باريس بحث إمكانية تعزيز وقف إطلاق النار والحفاظ عليه في حلب وفي بلدات أخرى، وإيجاد وسائل للبحث عن حلول سياسية.

تحديث: 17:32 ت غ

اشتبكت قوات الحكومة السورية والقوات الموالية لها مع مقاتلي المعارضة قرب حلب، الاثنين، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، الذي قال أيضا إن طائرات حربية شنت المزيد من الغارات حول بلدة استراتيجية سيطر عليها متشددون الأسبوع الماضي رغم المساعي الدولية للحد من العنف.

وقالت الولايات المتحدة وروسيا، الاثنين، إنهما ستعملان على إحياء اتفاق "وقف الأعمال القتالية" الذي أبرم في شباط/ فبراير الماضي وساهم في تقليل المعارك في أجزاء من البلاد على مدى أسابيع.

في المقابل، قال المرصد ومقاتلين من المعارضة إن طائرات حربية أغارت على بلدة خان طومان إلى الجنوب الغربي من حلب.

واقتتل المعارضون والقوات الحكومية أيضا إلى الشرق من دمشق، فيما ضربت مقاتلات بلدة معرة النعمان ومدينة إدلب اللتين تسيطر عليهما المعارضة.

الجيش السوري يمدد هدنة حلب 48 ساعة

نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء، الاثنين، عن القيادة العامة للجيش السوري قولها إنه جرى تمديد وقف إطلاق النار في مدينة حلب بشمال البلاد 48 ساعة بدءا من الساعة الواحدة صباح يوم الثلاثاء (العاشرة ليلا بتوقيت غرينيتش يوم الاثنين).

وذكرت الوكالة، نقلا عن القيادة العام للجيش، "تمديد نظام التهدئة في حلب وريفها لمدة 48 ساعة اعتبارا من الساعة الواحدة صباح يوم الثلاثاء".

الالتزام باتفاق الهدنة

وفي ظل انهيار محادثات السلام في جنيف الشهر الماضي دون تحقيق تقدم يذكر، قالت روسيا والولايات المتحدة في بيان مشترك إنهما ستكثفان الجهود لإقناع الأطراف المتحاربة للالتزام باتفاق الهدنة.

وقال البلدان "قررنا تأكيد التزامنا مجددا (بوقف إطلاق النار) في سورية وتكثيف الجهود لضمان تنفيذه في أنحاء البلاد".

وأضاف البيان المشترك "نطالب جميع الأطراف بالتوقف عن شن أي هجمات بلا تمييز ضد المدنيين بما في ذلك البنية الأساسية المدنية والمنشآت الطبية".

وقال البيان الأميركي الروسي إن موسكو ستعمل مع السلطات السورية "لتقليل العمليات الجوية فوق المناطق التي يكثر فيها السكان المدنيون أو عناصر من الأطراف المشمولة باتفاق الهدنة".

وأضاف البيان أن القوتين ستضغطان على طرفي القتال لضمان تسليم المساعدات الإنسانية لعدد من المدن.

جهود لاستئناف مفاوضات السلام

وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، في ختام اجتماع لممثلي نحو 10 دول عربية وغربية داعمة للمعارضة السورية الاثنين في باريس، إن مفاوضات السلام السورية في جنيف يجب أن تستأنف "في أسرع وقت ممكن".

وطالب بـ"ضمانات ملموسة للحفاظ على الهدنة" وإتاحة دخول المساعدة الإنسانية إلى البلاد.

وقال إن الأزمة السورية "بلغت مراحل حرجة"، مشيرا إلى أن حكومة دمشق "لم تظهر رغبة جدية في تحقيق انتقال سياسي".

وشدد وزير الخارجية الفرنسي على السعي لتحفيز المعارضة السورية للبقاء في جنيف "لأطول وقت ممكن".

وتابع: "لا يمكن أن نتهاون، بل بالعكس يجب مضاعفة جهودنا لأن لدينا هدف واحد هو السلام".

إدانة سعودية

من جانب آخر، أدانت السعودية الغارات الجوية على مخيم للاجئين السوريين غربي حلب الأسبوع الماضي أودت بحياة 28 شخصا، وقالت إنها جزء من "حملة الإبادة التي يرتكبها بشار الأسد وقواته ضد المدنيين في سورية".

وقال مجلس الوزراء السعودي، في بيان الاثنين، إن الغارات على المخيم "تعد جرائم حرب لا ينبغي السكوت عنها، كما تمثل تحديا صارخا للإرادة الدولية، وانتهاكا سافرا لكل القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية والإنسانية".

المصدر: موقع "الحرة"/ وكالات/ "راديو سوا"