السارين غاز لا لون له ولا رائحة، ويعد من غازات الأعصاب الشديدة السمية
السارين غاز لا لون له ولا رائحة، ويعد من غازات الأعصاب الشديدة السمية

استخدمت القوات النظامية السورية قنابل تحمل مواد كيميائية فتاكة لوقف زحف تنظيم الدولة الإسلامية داعش نحو العاصمة ومحيطها، وذلك للمرة الأولى منذ هجوم كيميائي اتهمت الحكومة بشنه في مناطق خاضعة للمعارضة في الغوطة الشرقية بريف دمشق في آب/أغسطس 2013.

وأفادت صحيفة تلغراف البريطانية الثلاثاء نقلا عن مسؤول إسرائيلي لم تذكر اسمه، بأن القوات السورية استخدمت غاز السارين قبل نحو ثلاثة أسابيع في محاولة على ما يبدو لمنع داعش من السيطرة على قاعدتين جويتين شمال شرق دمشق.

وتعتقد إسرائيل أن عددا كبيرا من عناصر داعش لقوا مصرعهم في الهجوم، على الرغم من أن التأثير الفعلي غير مؤكد. وأشارت الصحيفة إلى أن عدد القتلى جراء الهجوم أكبر بكثير من عدد الضحايا المحتمل في حال استخدام غاز الكلور، ما دفع المحللين الإسرائيليين إلى الاعتقاد بأن حكومة بشار الأسد استخدمت غاز السارين.

ويشير استخدام السارين، حسب مصدر تلغراف، إلى أن الأسد احتفظ بقدرته على ضرب أعدائه بهذا الغاز الفتاك على الرغم من اتفاق سابق لنزع وإتلاف الترسانة الكيميائية السورية.

وكانت سورية قد انضمت إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في تشرين الأول/أكتوبر 2013 في إطار اتفاق روسي-أميركي أتاح للمجتمع الدولي مراقبة وإتلاف ترسانة سورية، بعدما اتهمت دمشق باستخدام غاز السارين في هجوم في 21 آب/أغسطس 2013 أوقع نحو 1400 قتيل في مناطق خاضعة للمعارضة السورية في ريف دمشق.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد الاتفاق إتلاف 100 في المئة من الأسلحة الكيميائية السورية. لكن المسؤول الإسرائيلي أعرب عن اعتقاده بأن الأسد احتفظ بنسبة كبيرة من ترسانته الكيميائية، وعلى نسبة من غاز السارين تحديدا.

نقل الأسلحة الكيميائية السورية بين سفينة نرويجية وأخرى أميركية تمهيدا لمعالجتها- أرشيف

​​

تجدر الإشارة إلى أن السارين غاز لا لون له ولا رائحة، ويعد من غازات الأعصاب الشديدة السمية ويشبه في بعض تركيباته مبيدات الحشرات، حسبما يشير المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

ويؤدي التعرض له إلى غشاوة في البصر وصعوبة في التنفس واختلاج العضلات والتعرق والتقيؤ والإسهال والغيبوبة وتوقف الرئة، وبالتالي الموت. وتظهر هذه الأعراض بعد ثواني معدودة من التعرض للسارين عندما يكون في صورة بخار، وخلال فترة تتراوح ما بين دقائق معدودة إلى 18 ساعة بعد التعرض له في صورته السائلة.

المصدر: تلغراف/ قناة الحرة

غاز السارين السام
غاز السارين السام

أفاد تقرير نشرته الأمم المتحدة، الاثنين، بأن بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية وجدت دلائل على تعرض بعض الأشخاص في سورية لغاز السارين الفتاك أو مركب شبيه له.

ووردت هذه النتائج ضمن أحدث تقرير شهري بشأن سورية من رئيس المنظمة أحمد أوزومجو. وأرفق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التقرير في رسالة بعث بها إلى مجلس الأمن الدولي في 29 كانون الأول/ ديسمبر.

وجاء في تقرير أوزومجو أن بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة التي يرأسها في سورية كانت تتحرى عن اتهامات ساقتها الحكومة السورية عن استخدام الأسلحة الكيماوية في 11 حالة. ولم يحدد التقرير متى وقعت تلك الهجمات المزعومة.

مزيد من التحقيقات

وقال أوزومجو "في إحدى الحالات تشير تحاليل بعض عينات الدم إلى تعرض أفراد في وقت ما لغاز السارين أو لمادة مماثلة".

وأضاف "سيكون من الضروري إجراء المزيد من التحقيقات لتحديد متى أو تحت أي ظروف حدث ذلك".

وأضاف أن مصدر السارين أو المركب المشابه له ليس واضحا، مشيرا إلى أن بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية "لم تعثر على أدلة تلقي المزيد من الضوء على طبيعة ذلك المصدر أو تحديده".

ووافقت سورية في أيلول/ سبتمبر 2013 على تدمير برنامجها للأسلحة الكيماوية بالكامل بموجب اتفاق تم التفاوض بشأنه مع الولايات المتحدة وروسيا، بعد مقتل مئات الأشخاص في هجوم بغاز السارين في ضواحي العاصمة دمشق.

المصدر: وكالات