قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الثلاثاء إن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في اسطنبول "مقيت ولا يمكن تبريره"، مشيرا إلى أن المملكة "تمر بأزمة" بسبب هذه القضية.
وقال الفالح خلال مشاركته في منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض الذي انطلقت أعماله الثلاثاء، "كما تعلمون هذه أيام صعبة (...) ونحن نمر بأزمة"، مضيفا أن مقتل خاشقجي "مقيت ومؤسف ولا يمكن لأحد في المملكة أن يبرّره".
وافتتح المؤتمر الهادف إلى جذب الاستثمارات للمملكة الغنية بالنفط والساعية إلى تنويع اقتصادها، في 9:30 بالتوقيت المحلي (6:30 بتوقيت غرينيتش) وسط إجراءات أمنية مشددة في فندق "ريتز كارلتون" في العاصمة السعودية.
ومن المقرر أن يتحدث في اليوم الأول من المنتدى الذي يستمر حتى الخميس الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمارات الخاصة الروسي كيريل ديميتريف، ورئيس مجلس إدارة المجموعة النفطية الفرنسية "توتال" باتريك بوياني، ومسؤولون سعوديون ورجال أعمال.
ولم يتأكد بعد حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للمنتدى. وكان قد شارك في النسخة الأولى للمنتدى العام الماضي قائلا إنه سيقود السعودية نحو "الانفتاح".
وينظّم المؤتمر صندوق الاستثمارات العامة الذي يترأسه ولي العهد.
وتسعى السلطات السعودية من خلال هذا الحدث إلى تقديم المملكة المحافظة على أنها وجهة تجارية واستثمارية مربحة، في إطار خطة تنويع الاقتصاد المرتهن تاريخيا للنفط، وتمهيد الطريق لمبادرات جديدة وعقود بمليارات الدولارات.
ولكن مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول يطغى على المؤتمر الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم "دافوس في الصحراء" تيمنا بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وألغى مسؤولون دوليون ورؤساء شركات مشاركتهم في المنتدى الاقتصادي، بينهم رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، بسبب القضية.
وكان آخر هذه الشخصيات رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء فرنسا "أو دي إف" جان برنار ليفي، ورئيس مجلس إدارة شركة "سيمنز" جو كايزر.
إجراءات أمنية
عند مدخل فندق "ريتز كارلتون"، انتشرت سيارات الشرطة والقوات الخاصة، وقام عناصر في الحرس الملكي بينهم نساء، بتفتيش الصحافيين والمشاركين في المنتدى.
وعشية افتتاح المؤتمر، التقى ولي العهد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشن في الرياض، علما أن المسؤول الأميركي ألغى مشاركته في المؤتمر على خلفية قضية خاشقجي.
وتعطل مساء الاثنين الموقع الإلكتروني للمنتدى بعد تعرّضه على ما يبدو لهجوم إلكتروني.
كما تعطل الموقع مجددا عدة مرات بعيد انطلاق أعمال المنتدى.
وتقول مجموعة "أوراسيا" الاستشارية للمخاطر أن ولي العهد يواجه "أزمة علاقات عامة حادة".
وينتهج الأمير محمد سياسة القبضة الحديدية في الملفات الرئيسية في المملكة. وبعد توليه منصبه، جرت حملة اعتقالات طالت رموزا دينية وثقافية وحقوقية، بالتوازي مع حملة انفتاح اجتماعي شهدت السماح للنساء بقيادة السيارات وإعادة فتح دور السينما.
وقالت الخبيرة في الشؤون الاقتصادية السعودية إيلين والد لوكالة الصحافة الفرنسية إن "انسحاب رؤساء شركات أميركية بارزين من المنتدى يخلق فرصة أمام الشركات الروسية والآسيوية".
وأضافت "لكن ليست هناك مؤشرات بعد على أن الشركات بدأت تبتعد عن قطاع الأعمال في المملكة".