(سبرنغفيلد، فيرجينيا)–– طالعتنا في الفترة الأخيرة كثير من الأخبار الزائفة والمبالغ فيها حول قناة "الحرة" و"الحرة-عراق"، ومن الواضح أن هذه الأخبار مدفوعة بأجندة سياسية من خارج العراق مصدرها قوى أجنبية معروفة بعدائها لحرية الفكر وقمعها للحريات الصحافية.
وفي الواقع أن قناة "الحرة" كغيرها من القنوات الإعلامية في حاجة ماسة الى التغيير المستمر والطبيعي كي تواكب المتغيرات الجديدة على المستوى التقني وعلى صعيد حجم التغطيات الإقليمية والدولية.
وتعمل إدارة "الحرة-عراق" منذ أشهر على تطوير شامل لآلية العمل التلفزيوني شكلا ومضمونا على أن يضم الجانب التقني والتحريري، حيث تم توسيع نطاق الأخبار والبرامج الإخبارية بنسبة أربعة أضعاف، مع الاستغناء عن بعض البرامج التي لم تعد قادرة على المنافسة.
وعلى خلاف ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام فإن قناة "الحرة-عراق" التي حققت نجاحات لافتة تخضع هي أيضا لدورة الإصلاح الطبيعية التي تشهدها "شبكة الشرق الأوسط للإرسال" MBN. وقامت قناة "الحرة-عراق" بفتح المجال لإعادة تكليف موظفين كانوا ضمن طاقم بعض البرامج الملغاة وذلك باعتماد المعايير المهنية والقيم الأخلاقية التي تحكم الرسالة النبيلة للإعلام باعتبارها تشكل أيضا مكونا أساسيا من مكونات الشبكة.
بعض التلميحات التي راجت من خلال الهجمات التي تنظمها دوائر مقربة من إيران، تعتمد على عقلية الحفاظ على الموظف حتى وإن كان غير مجد ولا يقدم منتوجا للقناة مما يؤكد أن هذه الهجمات ترمي إلى تكريس "بطالة مقـنّعة" لأغراض سياسية أو طائفية لا تمت إلى المهنية بصلة، كما أنها تعيد إنتاج نمط تقليدي في التسيير الإداري كثيرا ما كان وراء إفلاس مؤسسات عديدة، فضلا عن وزارات إعلام عربية لم تواكب التطور وهذا ما لا ترتضيه "الحرة" و"الحرة-عراق" اللتان تلتزمان الانفتاح على المهنيين الأحرار وترحب بذوي المهارات دون استثناء ومهما كانت مشاربهم الفكرية والدينية والعرقية.
ـــــــــــــــــــــــــــ
تبث قناتا "الحرة" و"الحرة - عراق" عبر قمري "عرب سات" و"نور سات" إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتتولى "شبكة الشرق الأوسط للإرسال" MBN إدارتهما، وهي مؤسسة لا تبغي الربح يمولها الكونغرس الأميركي من خلال هبة مقدمة من الوكالة الأميركية للإعلام الدولي USAGM.