أعلن البيت الأبيض الأربعاء بدء انسحاب القوات الأميركية من سوريا، وذلك بعد أن قال الرئيس دونالد ترامب إن الولايات المتحدة نجحت في دحر داعش في ذلك البلد.
وصرح مسؤول في البنتاغون لـ"الحرة" بأن 2130 عنصرا من القوات الخاصة الأميركية ستغادر سوريا في الأيام المقبلة وستنتشر في أربيل العراقية.
وأوضح المسؤول أن الانسحاب من سوريا سيشمل قاعدة التنف ومنطقة الـ55 في مرحلة لاحقة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن الولايات المتحدة وحلفاءها يبقون على استعداد لإعادة التدخل مجددا على جميع المستويات من أجل الدفاع عن المصالح الأميركية عندما تستدعي الضرورة.
وأكدت ساندرز أن الانتصارات التي تحققت ضد داعش ليست مؤشرا على نهاية حملة التحالف الدولي لمحاربة هذا التنظيم.
وأكد البيت الأبيض أن واشنطن وشركاءها سيواصلون العمل معا من أجل حرمان الإرهابين المتطرفين من التمويل والدعم والوسائل التي يمكن أن تسمح لهم بالتسلل عبر الحدود الأميركية.
وأعلن الرئيس ترامب في وقت سابق عبر حسابه على تويتر "هزمنا داعش في سوريا، وهذا هو السبب الوحيد لوجودنا هناك خلال فترة رئاستي".
We have defeated ISIS in Syria, my only reason for being there during the Trump Presidency.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 19, 2018
وقالت وزارة الدفاع (البنتاغون) إن البيت الأبيض طلب منها إعداد خطط لتنفيذ انسحاب كامل للقوات الأميركية من سوريا.
ونقل مراسل "الحرة" في البنتاغون عن مصدر قوله إن القوات الأميركية تواصل حاليا عملها مع شركائها في الأرض في سوريا كالمعتاد، وأعرب في الوقت ذاته عن قلقه من أن انسحابا أميركيا سيحدث فراغا تستفيد منه كل من روسيا وإيران.
وقالت المتحدثة باسم القيادة الوسطى ريبيكا ريباريتش لـ"الحرة" إن تهديد داعش لا يزال قائما وخطيرا ويشمل العالم بأسره.
وأثار القرار ردود فعل متباينة في الولايات المتحدة. مراسلو "الحرة" في البيت الأبيض والبنتاغون والكونغرس والخارجية يرصدونها في الفيديو التالي.
مشرعون يحذرون
وحذر عدد من المشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من تبعات انسحاب القوات الأميركية من سوريا، وقالوا إن قرارا "من هذا النوع سيشكل فوزا لإيران وداعش وروسيا".
وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إن أي انسحاب من سوريا "سيكون خطأ كبيرا مماثلا لسياسات الرئيس باراك أوباما، معتبرا أن داعش "لم يتم القضاء عليه في سوريا والعراق" وأن قرارا من هذا النوع "سيشكل خطرا كبيرا على الأكراد".
السيناتور الجمهوري ماركو روبيو قال من جانبه إن "انسحابا سريعا وكاملا للقوات الأميركية من سوريا هو خطأ فادح ستكون له تبعات وخيمة".
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد أفادت في وقت سابق الأربعاء بأن الولايات المتحدة تستعد للانسحاب من شمال شرق سوريا.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة أن المسؤولين الأميركيين باشروا إبلاغ الشركاء في شمال شرق سوريا بخطط لانسحاب فوري للقوات الأميركية من المنطقة التي شاركت فيها في الحملة الأخيرة للقضاء على داعش.
وينتشر حاليا نحو 2000 عنصر من القوات الأميركية في سوريا.