مجلس العموم البريطاني
جانب من جلسة لمجلس العموم البريطاني

أعلن حزب المحافظين الثلاثاء أن اسم الفائز في التصويت الذي ينظمه لخلافة تيريزا ماي في زعامة الحزب الحاكم ورئاسة وزراء بريطانيا سيعلن في 23 يوليو.

ويعد وزير الخارجية السابق بوريس جونسون الأوفر حظا للفوز في مواجهة وزير الخارجية الحالي جيريمي هانت في التصويت الذي يشارك فيه 160 ألفا هم منتسبو الحزب. ويغلق باب التصويت عند الساعة 16:00ت.غ في 22 تموز/يوليو.

وجاء في بيان صادر عن الحزب أن "إعلان اسم الزعيم الجديد لحزب المحافظين سيتم في 23 يوليو".

وحين يتم إعلان رئيس الوزراء الجديد، تقوم ماي بزيارة إلى الملكة إليزابيث الثانية لتسليم استقالتها رسميا من منصبها كرئيسة للوزراء.

ويقوم رئيس الوزراء الجديد بعد ذلك بزيارة أيضا إلى قصر باكينغهام لتثبيته في منصبه.

ولا يحظى المحافظون بغالبية في مجلس العموم البريطاني إنما يحكمون عبر تحالف مع الحزب الوحدوي الديمقراطي الإيرلندي الشمالي.

وكانت ماي قد أعلنت استقالتها الشهر الماضي بعد فشلها في تمرير اتفاق حول بريكست في البرلمان البريطاني بسبب معارضة نواب محافظين ومن الحزب الوحدوي.

ومن الممكن أن يدعو حزب العمال المعارض إلى تصويت فوري على الثقة برئيس الوزراء الجديد من أجل إرغام حزب المحافظين على إثبات أنه يحظى بالدعم الكافي للحكم.

 

وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون
وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون

يتقدم نحو 10 سياسيين محافظين الاثنين لتسجيل ترشحهم لتولي رئاسة حزبهم وبالتالي رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لتيريزا ماي، وعلى رأسهم وزير الخارجية السابق بوريس جونسون الذي يبدو أن لا شيء يمكن أن يوقف تقدمه على هذا الطريق.

وكان تسعة رجال وامرأتان أعلنوا رغبتهم في قيادة حزب المحافظين بدلا من تيريزا ماي التي استقالت الجمعة من مهامها على رأس الحزب، قبيل انتهاء مهلة تقديم الترشيحات.

والفائز برئاسة الحزب يتولى حكما منصب رئيس الحكومة الذي يعود إلى الحزب الذي يتمتع بأغلبية برلمانية كافية ليتمكن من الحكم.

وستكون مهمته الرئيسية إنجاز خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وهذا ما لم تنجح ماي في تحقيقه في الموعد الذي كان محددا في 29 آذار/مارس، واضطرت إلى إرجائه إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر.

وجونسون الذي يبدو الأوفر حظا في المراهنات وهدفا للمرشحين الآخرين الذين يرون فيه خصما رئيسيا، يعد البريطانيين بمستقبل باهر للمملكة المتحدة خارج الاتحاد الأوروبي الذي يبدو أنه مستعد لخوض مواجهة معه في المفاوضات حول بريكست.

ويهدد جونسون بعدم دفع كلفة بريكست، وهو مبلغ يقدر بما بين 40 و45 مليار يورو، إذا لم يوافق الاتحاد الأوروبي على شروط أفضل لبلده.

وقال جونسون الذي يلقب "بوجو" في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" إن "أصدقاءنا وشركاءنا يجب أن يفهموا أننا سنحتفظ بالمال إلى أن نرى وضوحا أكبر بشأن الطريق الذي يجب أن نسلكه".

وبوعده بالتشدد مع الاتحاد الأوروبي وبالعمل على توحيد بلده، يقدم جونسون نفسه على أنه الرجل الوحيد القادر على منع انهيار كامل للمحافظين عبر التصدي لخصمين كبيرين لهم هما حزب بريكست الرابح الأكبر في الانتخابات الأوروبية، والعماليين في أكبر حزب معارض.

وحزب المحافظين يواجه في الواقع صعوبة كبيرة. فقد كشف استطلاع للرأي أجراه معهد يوغوف في الخامس والسادس من حزيران/يونيو، أن الحزب الذي جاء في المرتبة الخامسة في الانتخابات الأوروبية وهي نتيجة مهينة، لن يتجاوز في حال جرت انتخابات تشريعية، المرتبة الرابعة ولن يحصل على أكثر من 18 بالمئة من الأصوات.

وبات بقاء الحزب مرتبطا بقدرة أو عدم قدرة رئيسه على تنفيذ بريكست بعد ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي جرى في حزيران/يونيو 2016 الذي صوت 52 بالمئة من البريطانيين فيه على الخروج من الاتحاد الأوروبي.