كوشنر لحظة وصوله إلى فندق فور سيزنز في المنامة قبيل انطلاق ورشة البحرين
كوشنر لحظة وصوله إلى فندق فور سيزنز في المنامة قبيل انطلاق ورشة البحرين

أكد مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر خلال ورشة عمل في المنامة الثلاثاء حول الجانب الاقتصادي لخطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط، أن الاقتصاد "شرط مسبق ضروري" لتحقيق السلام.

وقال كوشنر في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للورشة التي تستمر يومين وتقاطعها السلطة الفلسطينية، إن "التوافق حول مسار اقتصادي شرط مسبق ضروري لحل المسائل السياسية التي لم يتم إيجاد حل لها".

وشدد في الوقت ذاته على أن "النمو الاقتصادي والازدهار للشعب الفلسطيني غير ممكنين من دون حل سياسي دائم وعادل للنزاع، يضمن أمن إسرائيل ويحترم كرامة الشعب الفلسطيني". وقال إن واشنطن تريد "سلاما حقيقيا يؤدي إلى الازدهار".

​​وأقر كوشنر بوجود شكوك حيال نوايا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. لكنه توجه للفلسطينيين، الذين يرفضون الحديث في الاقتصاد قبل السياسة، قائلا "رسالتي للفلسطينيين هي أنه رغم ما يقول أولئك الذين خذلوكم في الماضي، الولايات المتحدة لم تتخل عنكم"، معتبرا أن الخطة الأميركية لتحقيق السلام هي "فرصة القرن وليست صفقة القرن" كما يطلق عليها في الإعلام.

وأوضح "يجب الإشارة إلى هذا الجهد على أنه فرصة القرن إذا تحلت القيادة بالشجاعة لمواصلتها".

وأوضح أن الخطة الاقتصادية "ستؤدي إلى النمو" و"يمكن أن تخلق مليون وظيفة وتخفض البطالة بنحو 10 في المئة". 

​​وهذه المرة الأولى التي يعرض فيها جزء من الخطة بشكل علني، علما أن الشق السياسي منها لن يكشف عنه قبل تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار لصالح الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلي، على أن يمتد تنفيذها على 10 أعوام، بحسب البيت الأبيض.

​​​​ويشارك في المؤتمر وزراء ومسؤولون ماليون من دول خليجية، بالإضافة إلى وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشن، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.

وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشن يصل قاعة المؤتمر

إضراب عام في غزة واحتجاجات في الضفة

ويقاطع الفلسطينيون الورشة، قائلين إن الحديث عن الجانب الاقتصادي لا يمكن أن يتم قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع.

وفي غزة، بدأ الفلسطينيون الثلاثاء إضرابا شاملا أغلقت بموجبه المتاجر والمؤسسات العامة أبوابها، رفضا للورشة.

وقالت مراسلة الحرة في القطاع إن الفلسطينيين بمختلف أطيافهم وفصائلهم يتوحدون في مناهضة المؤتمر الذي يعتبرون أنه "خارج السياق الوطني" ويرفضون عقده في المنامة ومشاركة بعض الفلسطينيين الذين يذكرون تحت اسم رجال أعمال، في ظل غياب السلطة الفلسطينية التي تعد الممثل الشرعي للفلسطينيين.

وفي الضفة الغربية، قالت مراسلة الحرة إن مسيرات نظمت في عدة مناطق بينها بيت لحم والخليل وأريحا ونابلس ورام الله.

وأضافت أن مظاهرة لم يستجب لها عدد كبير من المحتجين، نظمت أمام حاجز بيت إيل، لكنها سرعان ما تفرقت بعد أن أطلق الجيش الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع على المشاركين فيها. 

انتقادات للمقاطعين

وانتقدت إسرائيل السلطة الفلسطينية، وأعلن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو أنه سيدرس "بإنصاف وانفتاح" الخطة الأميركية، قائلا خلال لقاء مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون "لا أستطيع أن أفهم كيف يرفض الفلسطينيون المخطط الأميركي قبل أن يسمعوا تفاصيله".

وقال بولتون إن عدم مشاركة الفلسطينيين في مؤتمر البحرين "خطأ".

​​وتسود علاقات سيئة بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية منذ قرر ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها في 2017.

وتواجه الدول العربية المشاركة في ورشة البحرين ضغوطا من الفلسطينيين الذين يعتبرون أن الخطة ستفتح المجال أمام تصفية قضيتهم.

وبين الدول العربية الـ22، لا تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية كاملة سوى مع الأردن ومصر. وتأكدت مشاركة هذين البلدين في ورشة البحرين على مستوى وكلاء وزارة المالية، وكذلك المغرب.

وأعلنت السعودية الثلاثاء أن وفدا برئاسة وزير المالية محمد بن عبد الله الجدعان سيشارك في مؤتمر البحرين.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن "مشاركة المملكة في هذه الورشة استمرارا لمواقفها الثابتة ودعمها المستمر للقضية الفلسطينية ومساندتها للشعب الفلسطيني الشقيق لتحقيق ما يضمن له الاستقرار والنمو والعيش الكريم".

​​

 


 

جاريد كوشنر
جاريد كوشنر

يتوافد مسؤولون عرب وغربيون إلى المنامة الاثنين للمشاركة في ورشة عمل تهدف لبحث الجانب الاقتصادي لخطة سلام أميركية لحل النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في ظل مقاطعة القيادة الفلسطينية لهذه الورشة.

ويشكل مؤتمر المنامة الذي يعقد الثلاثاء والأربعاء برئاسة جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره، فرصة لعرض خطة السلام التي طال انتظارها لحل النزاع، وقال المسؤولون الأميركيون إنها تتضمن شقا سياسيا سيعلن لاحقا.

وتبدأ ورشة العمل مساء الثلاثاء بعشاء في فندق فخم في البحرين.

​​وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها خمسين مليار دولار لصالح الفلسطينيين وإيجاد مليون فرصة عمل لهم ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلي، ويمتد تنفيذها على عشرة أعوام.

وسيشارك في المؤتمر وزراء مالية من دول خليجية، بالإضافة إلى وزير الخزانة الأميركي ستيفن موتشن والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.

مقاطعة فلسطينية

​​

 

ويقاطع الفلسطينيون الورشة، قائلين إنه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الاثنين إن "محتوى الورشة الأميركية في العاصمة البحرينية المنامة هزيل، والتمثيل فيها ضعيف ومخرجاتها ستكون عقيمة".

وتابع "ما تحاول إسرائيل والولايات المتحدة القيام به ببساطة هو تطبيع العلاقات مع العرب على حساب الفلسطينيين. وهذا أمر لا نقبل به".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال الأحد إن الفلسطينيين "لن يكونوا عبيدا أو خداما" لكوشنر أو الفريق الأميركي.

​​وأضاف "مشروع المنامة هو من أجل قضايا اقتصادية، ونحن بحاجة الى الاقتصاد والمال والمساعدات، لكن قبل كل شيء هناك حل سياسي، وعندما نطبق حل الدولتين ودولة فلسطينية على حدود 67 بحسب قرارات الشرعية الدولية، عندها نقول للعالم ساعدونا".

وشهدت عدة مدن فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة احتجاجات شارك فيها المئات معبرين عن رفضهم للمؤتمر الاقتصادي.

الرجوب.. المؤتمر فرصة لتوحيد الفلسطينيين

​​

 

 

بدوره قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب في في مقابلة مع قناة "الحرة" إن المؤتمر يشكل فرصة لإنهاء الانقسام في وحدة الصف الفلسطيني والتمسك بالدولة الفلسطينية٬ وأن "المدخل لإنهاء الصراع بإنهاء الاحتلال".

وأعرب الرجوب عن اعتقاده بأن مخرجات المؤتمر لن تتعدى حدود "بيان هزيل" لن يستطيع إنهاء النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني٬ مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني الذي يضم أكثر من 13 مليون نسمة متمسك بحقه في إقامته دولته المستقلة.

 

 اسرائيل ستدرس الخطة

​​

 

وتؤكد إدارة ترامب أنه سيتم الكشف عن الجانب السياسي من الخطة لاحقا هذه السنة، ربما في نوفمبر بعد الانتخابات المرتقبة في إسرائيل وتشكيل الحكومة الجديدة.

وألمح مسؤولون أميركيون إلى أن الخطة المرتقبة لن تتطرق إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وانتقدت إسرائيل التي ستشارك في مؤتمر البحرين، السلطة الفلسطينية. وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أنه سيدرس "بإنصاف وانفتاح" الخطة الأميركية.

وقال خلال لقاء مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون "لا أستطيع أن أفهم كيف يرفض الفلسطينيون المخطط الأميركي قبل أن يسمعوا حتى ما هي تفاصيله".

وفي نيويورك، انتقد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون في مقال في صحيفة نيويورك تايمز اعتبار الفلسطينيين الموافقة على خطة السلام الأميركية بمثابة استسلام.

وأوضح "ما الخطأ في الاستسلام؟"، معتبرا أن الفلسطينيين يحتاجون إلى أن يتبعوا "مسارا جديدا".

​​وتؤكد إسرائيل ترحيبها بفرصة تحسين الاقتصاد الفلسطيني.

وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات ما يساهم في تدهور الوضع المعيشي في القطاع الفقير.

وتطرق نتانياهو خلال حملته الانتخابية الأخيرة إلى احتمال ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ما يعني عمليا القضاء على فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وتعاني السلطة الفلسطينية من أزمة مالية خانقة لا سيما منذ تدهور العلاقات بينها وبين الإدارة الأميركية بداية العام 2018.

وكرر وزراء المالية العرب الأحد التزام الدول الأعضاء في الجامعة العربية بدعم موازنة السلطة الفلسطينية بمبلغ مئة مليون دولار شهريا.

وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير إن ورشة البحرين "لا تتعلق بشراء السلام".

وأضاف لصحيفة "لوموند" الفرنسية أن الأمر "لا يتعلق أبدا بإجبار الفلسطينيين على قبول اتفاق لا يعجبهم وربط الأمر بقبول شيء مقابل الحصول على شيء آخر".