أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسيل
أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر المفوضية الأوروبية

أصدرت الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن بيانا مشتركا الأربعاء انتقدت فيه إعلان طهران أنها تعتزم التنصل من بعض الالتزامات الواردة في الاتفاق النووي الموقع في 2015.

وجاء في البيان الذي وقعته بولندا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإستونيا "من المهم جدا اليوم أكثر من أي وقت مضى الحفاظ على الاتفاق النووي والتزام قرار مجلس الأمن 2231" الذي تبنى الاتفاق في يوليو 2015.

وتابع البيان "نعرب عن الأسف لقيام الولايات المتحدة بعد انسحابها من الاتفاق في الثامن من مايو 2018 بإعادة فرض عقوبات ورفض تمديد الاستثناءات" المتعلقة بمشاريع واردة في الاتفاق النووي.

واعتبرت الدول الأوروبية أن "هذه القرارات تتعارض مع الأهداف الواردة في الاتفاق النووي ومع القرار 2231".

وصدر هذا البيان في ختام اجتماع في مجلس الأمن حول تطبيق الاتفاق النووي الإيراني.

وأعرب البيان عن "القلق العميق" إزاء إعلان طهران الأخير التنصل قريبا من بعض الالتزامات الواردة في الاتفاق النووي، ودعاها "بحزم إلى مواصلة التقيد بشكل كامل بالتزاماتها الواردة في الاتفاق النووي وتجنب اتخاذ إجراءات" للخروج منه.

وأضاف البيان "ندعو بحزم إيران إلى الامتناع عن النشاطات" المرتبطة بتطوير قدراتها البالستية أو نقلها إلى دول أخرى وأي نشاطات "تزيد من التوترات الإقليمية".

من جانبها، أبلغت إيران مجلس الأمن الدولي الأربعاء أنها لا يمكنها "وحدها" إنقاذ الاتفاق النووي، مكثفة الضغط على الأوروبيين وروسيا والصين في وقت تتجه نحو التخلي المحتمل عن التزاماتها بالحد من أنشطتها النووية.

وقال مندوب طهران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي خلال اجتماع للمجلس إن "إيران قامت بالكثير وبأكثر بكثير مما عليها للمحافظة على الاتفاق النووي".

وأضاف "لا يمكن لإيران وحدها" المحافظة على الاتفاق النووي "ولن تقوم بذلك ولن تتحمل جميع الأعباء" المترتبة على ذلك.

محطة إطلاق نظام الدفاع الجوي الصاروخي عالي الارتفاع (THAAD) التابع للجيش الأميركي على أهبة الاستعداد في إسرائيل، 4 مارس 2019.
أجزاء من الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل في هجومها الأخير

بتوجيه من الرئيس الأميركي، جو بايدن، سمح وزير الدفاع لويد أوستن "بنشر بطارية صواريخ من طراز ثاد (THAAD) في إسرائيل لمساعدتها على تعزيز دفاعاتها الجوية، وفق ما أعلنه المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر الأحد. 

يُعتبر نظام ثاد الدفاعي أحد أكثر الأنظمة الدفاعية تعقيدا، وهو مكمل لنظام "باتريوت" وليس بديلا عنه، لكنه قادر على حماية أوسع، واعتراض أهداف في مسافات تتراوح بين 150 إلى 200 كم. وهو النظام الأميركي الوحيد المصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى.

وقال دوغلاس أوليفانت، كبير الباحثين في مؤسسة "نيو أميركا" إن "لدى واشنطن رسائل من خلال إرسال هذه المنظومة إلى إسرائيل، وهي تعلن بوضوح أنها تركز على التزامها الحديدي في دعمها والدفاع عنها".

وأضاف في مقابلة مع قناة "الحرة" أن "أميركا ترى تهديداً من صواريخ (كروز) الإيرانية التي تطلق على إسرائيل، لذا تبقى الرسالة أن واشنطن تقدم دعماً غير مشروط" لإسرائيل.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية، الأحد، إنها سترسل بطارية دفاع جوي "ثاد" للمناطق عالية الارتفاع في إسرائيل، والطاقم العسكري الأميركي الخاص بها.

وأوضحت الوزارة أن هذه البطارية مضادة للصواريخ الباليستية، وهدفها تعزيز دفاعات إسرائيل الجوية في أعقاب هجوم إيران.

ويرى الباحث الأميركي أن إرسال هذه المنظومة إلى إسرائيل يبعث برسائل إلى عدة أطراف. رسالة لإسرائيل مفادها أن أميركا تقف بوضوح إلى جانب إسرائيل دون أي شك، ودون أي شك ضد إيران، على حد قوله.

ووفقا لأوليفانت فإن "هناك رسالة أخرى للدول الحليفة، خاصة دول الخليج، ومفادها: نحن هنا ونريد مساعدتكم أيضا".

يأتي ذلك وسط ترقب الرد الإسرائيلي على الضربات الصاروخية التي شنتها إيران على إسرائيل بداية أكتوبر الحالي، وسط تصريحات إسرائيلية تؤكد حتميته، وأخرى من طرف إيران تبدي استعدادها "للرد على الرد"، على الرغم من "استعدادها للسلام" بحسب ما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، خلال مؤتمر صحفي في بغداد.