ترامب خلال الإعلان عن الانسحاب من الاتفاق النووي
ترامب خلال الإعلان عن الانسحاب من الاتفاق النووي

تطرق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء إلى إمكان اندلاع حرب مع إيران لا يتوقع "أن تطول كثيرا".

ومع أن الرئيس الأميركي حرص على القول إنه لا يرغب بوقوع نزاع من هذا النوع، فإن تصريحاته هذه جاءت بمثابة تحذير إلى إيران.

وأعرب ترامب في مقابلة أجرتها معه قناة "بزنس فوكس نيوز" عن أمله بـ"ألا يحصل ذلك"، قبل أن يضيف "لكننا في وضع قوي للغاية في حال حدوث أي شيء، ولن تطول الحرب كثيرا، ولا أتحدث هنا عن إرسال جنود على الأرض".

وعاد ترامب وأعلن في وقت لاحق أن القادة الإيرانيين سيكونون "أغبياء" و"أنانيين" إذا رفضوا التفاوض من أجل التوصل لاتفاق يجنبهم التعرض للعقوبات التي فرضتها واشنطن.

ودعا ترامب القادة الإيرانيين إلى "الاهتمام بالشعب" مضيفا " إذا رغبوا في ذلك سيتوصلون إلى اتفاق، وإذا كانوا لا يرغبون بذلك فسيكونون أنانيين واغبياء، لا يفكرون إلا في أنفسهم".

تطورات أزمة الاتفاق النووي

​​

وكان ترامب حذر الثلاثاء من أي هجوم ايراني محتمل على مصالح أميركية، متوعدا في حال حصول ذلك برد "ساحق".

وفي المقابل، اتصل الرئيس الإيراني حسن روحاني هاتفيا الأربعاء مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وأكد له أن بلاده "لا تسعى إلى الحرب مع أي دولة" ولا حتى مع الولايات المتحدة.

وتطرق روحاني خلال اجتماع للحكومة الإيرانية إلى الاتفاق النووي مع القوى الكبرى عام 2015 في فيينا والذي انسحبت منه واشنطن من طرف واحد في مايو 2018.

ونقلت الوكالة الإيرانية عن روحاني قوله "أقول للأميركيين: لقد اخترتم الطريق الخطأ، وأقول للأوروبيين: إنكم مخطئون بعدم قيامكم بأي شيء وأدعو الجميع إلى العودة إلى التقيد بالتزاماتهم".

وشدد روحاني على أن انضمام إيران إلى الاتفاق النووي الذي أبرم في فيينا عام 2015 "كان مشروطا بالوعود الأوروبية الهادفة لضمان المصالح الاقتصادية لإيران والتي لم يتحقق أي شيء منها".

وقال روحاني أيضا لماكرون "إذا لم تتمكن إيران من الاستفادة" من الاتفاق فإنها "ستحد من الالتزامات" الواردة فيه، مذكرا بأن إيران "لن تدخل مهما كانت الظروف في مفاوضات جديدة حول الاتفاق".

وفي نيويورك، أصدرت الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن بيانا مشتركا الأربعاء انتقدت فيه الموقف الأميركي من الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، وأيضا إعلان طهران عزمها التنصل من بعض الالتزامات الواردة في هذا الاتفاق.

خرق إيراني محتمل

​​

 

واختلفت لهجة روحاني عن اللهجة التي استخدمها الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني في مذكرة نشرتها الثلاثاء وكالة فارس.

وفي هذه المذكرة يعتبر الأميرال شمخاني أنه لم يعد هناك ما يمكن انتظاره من الاوروبيين، وأن طهران مصممة على تطبيق القسم الثاني من "خطة تقليص" التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي ابتداء من السابع من يوليو.

​​​​وهذا يعني أن إيران ستستأنف تخصيب اليورانيوم إلى درجة يحظرها اتفاق فيينا الحد المسموح به هو 3.67 في المئة وستعيد تفعيل مشروع بناء مفاعل يعمل بالمياه الثقيلة في أراك وسط إيران.

وكانت إيران تعهدت بموجب الاتفاق النووي مع القوى الكبرى عدم السعي على الاطلاق للتزود بسلاح ذري، والحد من برنامجها النووي مقابل رفع عقوبات دولية اقتصادية تخنق اقتصادها.

لكن دونالد ترامب الذي يتهم طهران بمواصلة السعي للتزود بسلاح ذري وبزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، قرر شن حملة "ضغوط قصوى" على إيران.

ودفعت الضغوط الأميركية الدول التي تستورد النفط من إيران إلى التخلي عن ذلك، كما لم يعد بإمكان إيران الاتصال بالنظام المالي العالمي.

وردا على ذلك أعلنت طهران في الثامن من مايو أنها تجد نفسها بحل من الالتزامات الواردة في اتفاق فيينا بشأن مخزوناتها من اليورانيوم المخصب والماء الثقيل.

كما أعطت طهران الدول المشاركة في اتفاق فيينا غير الولايات المتحدة والتي تضم المانيا الصين فرنسا بريطانيا روسيا مهلة حتى السابع من يوليو لمساعدتها على التفلت من العقوبات الاميركية، وما لم يحصل ذلك فهي ستنتقل إلى المرحلة الثانية من "خطة الحد" من التقيد بالتزاماتها.

وسبق أن اعلنت طهران أن احتياطاتها من اليورانيوم الضعيف التخصيب سترتفع ابتداء من الخميس إلى أعلى من الحد المتفق عليه والبالغ 300 كلغ.

وفي حال حصول هذا الامر، سيكون بإمكان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسجيل هذا الخرق الذي سيكون الأول من نوعه منذ بدء تطبيق اتفاق فيينا.

وكانت باريس اعتبرت أن حصول هذا "الخرق الايراني" سيكون بمثابة "خطأ جسيم".

لا تراجع أمام الإهانات

​​

 

وكانت إيران اتهمت الثلاثاء الولايات المتحدة بأنها "أقفلت بشكل دائم طريق الدبلوماسية" غداة إعلان عقوبات أميركية جديدة.

​​​​واستهدفت هذه العقوبات المرشد الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي والعديد من كبار المسؤولين في الحرس الثوري.

ورد خامنئي بالقول الأربعاء إن بلاده لن تتراجع أمام العقوبات الأميركية و"الإهانات" بحقها.

الحملة الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 41800 فلسطيني في غزة
الحملة الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 41800 فلسطيني في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، مواصلة هجماته البرية والجوية في جنوب لبنان، وذلك بالتزامن مع عملياته العسكرية في جباليا شمال قطاع غزة، أين قال إنه قتل "عشرات المسلحين".

وأشار بيان للجيش أن  القوات البرية تواصل "بدعم جوي نشاطها في جنوب لبنان ضد بنى تحتية وعناصر حزب الله". وجاء في البيان أنه تم القضاء "على مدار الـ 24 ساعة الأخيرة على عشرات المخربين من خلال الاشتباكات وجهًا لوجه وتوجيه النيران جوًا، وعثرت ودمرت مئات الوسائل القتالية، منها قاذفات الصواريخ المضادة للدروع ومنصات إطلاق القذائف الصاروخية التي تم توجيهها باتجاه بلدات المنطقة الشمالية، إلى جانب البنى التحتية التحت أرضية التابعة لحزب الله"
كما أوضح الجيش أنه بالتوازي مع العمليات على الجبهة اللبنانية، "تواصل الفرقة 162 عملها في جباليا حيث تم القضاء على عشرات المسلحين على مدار الـ 24 ساعة الأخيرة، بعضهم أطلقوا صواريخ مضادة للدروع ضد قوات الجيش، وعثر على العديد من الوسائل القتالية في المنطقة".

كما عثر الجيش في رفح أقصى جنوبي القطاع على منصات لإطلاق القذائف الصاروخية، ووسائل قتالية وفتحات أنفاق تحت أرضية، وتم تدميرها.
وأوضح أنه إجمالا "على مدار الـ 24 ساعة الأخيرة هاجم سلاح الجو، دعمًا للقوات المناوِرة، ما يزيد عن 110 أهداف عسكرية تابعة لمنظمة حزب الله  في لبنان وحوالي 30 هدفًا  تابعًا لمنظمة حماس في قطاع غزة".

ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، الخميس، أن الطيران الإسرائيلي شن فجر الخميس غارات على بلدة حمر في البقاع الغربي، ما تسبب في سقوط قتيلين.

وأضافت الوكالة اللبنانية الرسمية، أنه في القطاع الشرقي جنوبًا، شنت إسرائيل صباح الخميس، سلسلة غارات على بدلة الخيام بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف على البلدة.

وفي معقل حزب الله بالضاحية الجنوبية، ذكرت الوكالة أن إسرائيل شنت غارة عنيفة منتصف ليل الأربعاء/الخميس، على حارة حريك، دون ذكر تفاصيل عن الضحايا.

وفي غزة، اتهمت حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى حول العالم)، إسرائيل بقتل مصور صحفي يعمل في محطة الأقصى التلفزيونية التابعة للحركة في القطاع، وذلك قبيل إعلان شبكة الجزيرة القطرية أن أحد صحفييها أصيب برصاص جنود إسرائيليين شمال مدينة غزة.

وأفاد مصور في وكالة فرانس برس أن محمد الطناني الذي يعمل مصورا تلفزيونيا في قناة الأقصى ووري الثرى عصر الأربعاء في المستشفى الأهلي بمدينة غزة بحضور زملاء له.

من جهتها، قالت شبكة الجزيرة القطرية إن مصوّرها في قطاع غزة فادي الوحيدي أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة.

وأضافت أنّ الوحيدي هو ثاني مصور في الشبكة يصاب بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في غضون يومين بعدما أصيب مصوّرها علي العطار الذي يرقد الآن في المستشفى "بحالة حرجة".

وأفاد صحفي في وكالة فرانس برس كان موجودا في الموقع عندما سقط الوحيدي جريحا أن مصور الأقصى أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي في جباليا شمال مدينة غزة حيث كان يغطي العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وردّا على سؤال لوكالة فرانس برس عن هاتين الواقعتين المتهم بارتكابهما، لم يردّ الجيش الإسرائيلي على الفور.

ومنذ بدء الحرب التي أشعلها في السابع من أكتوبر 2023 هجوم دموي غير مسبوق شنته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من قطاع غزة، لا ينفكّ الجيش الإسرائيلي يكرر أنه "لم ولن يستهدف أبدا الصحفيين عمدا".

لكن السلطات الإسرائيلية اتهمت مرارا صحفيين يعملون لحساب الجزيرة في غزة بأنهم "عملاء إرهابيون"، وهو ما تنفيه القناة باستمرار، متهمة الجيش الإسرائيلي باستهداف مراسليها في القطاع بشكل منهجي.

وقتل أربعة صحفيين يعلمون لحساب القناة في غزة منذ السابع من أكتوبر.