صورة مأخوذة من فيديو لسفينة سي واتش 3 متوجهة نحو جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الأربعاء
صورة مأخوذة من فيديو لسفينة سي واتش 3 متوجهة نحو جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الأربعاء

دخلت إلى المياه الإيطالية الأربعاء سفينة إنسانية ألمانية تحمل 42 مهاجرا تم إنقاذهم قبالة ليبيا قبل أسبوعين، وكان بالإمكان رؤيتها قرب جزيرة لامبيدوسا أقصى جنوب البلاد، في تحد لحظر واضح فرضه وزير الداخلية المتشدد الإيطالي ماتيو سالفيني.
 
ورد سالفيني بالقول إنه لن يسمح لأي من المهاجرين بالنزول من السفينة وهدد بنشر قوات إنفاذ القانون.
 
قبطانة السفينة التي تشغلها جماعة سي ووتش الألمانية، نشرت رسالة مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تقول إنها تأمل أن يتم استقبال من تم إنقاذهم "من السفينة قريبا".
 
كان سالفيني قد أصر أنه يجب أن تستمر سفينة الإنقاذ في الابحار إلى مالطا أو تونس أو موانئ شمال أوروبا.
 
وبما أن السفينة ترفع علما هولنديا، طلبت إيطاليا "إجراءات رسمية" من هولندا عبر سفارتها في لاهاي، وفقا لما قالته الداخلية الإيطالية الأربعاء.
 
بحلول المساء، كانت السفينة على بعد ميلين أو ثلاثة أميال بحرية قبالة لامبيدوسا وصعدت على متنها شرطة الأموال الإيطالية، وفقا لروبن نوغيباور، المتحدث باسم سي ووتش.

الكفرة تقع جنوب شرقي ليبيا
الكفرة تقع جنوب شرقي ليبيا

بلغ عدد اللاجئين السودانيين الذي نزحوا إلى مدينة الكفرة الليبية 65 ألفا منذ بداية اندلاع الحرب في السودان عام 2023، وهو ما يضاهي عدد السكان الأصليين للمدينة، وفق مسؤوليها المحليين.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في تقرير صادر الأحد، وصول ما بين 300 و400 نازح جديد يوميًا منذ بداية النزاع المسلحة في السودان، موضحة أن عدد اللاجئين المسجلين لدى المفوضية "في ازدياد مستمر".

يعاني نازحون سودانيون في ليبيا من ظروف عيش صعبة
وتوقع التقرير أن تكون "الأرقام الحقيقية" للنازحين السودانيين في ليبيا، وتحديدا مدينة الكفرة، "أعلى بكثير"، بالنظر إلى "الظروف الصعبة للهروب عبر الصحراء، بالإضافة إلى عدم قدرة العديد من اللاجئين على الوصول إلى مراكز التسجيل، التي تجعل من الصعب تحديد العدد الدقيق".

وبدأت الحرب في السودان منتصف أبريل 2023 نتيجة صراع بين القوات المسلحة بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). ويعود أصل الخلاف إلى تنافس قديم بين المؤسستين حول السلطة والنفوذ، وتفاقم الخلاف بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019.

وخلفت هذه الحرب آثارا إنسانية تصفها تقارير دولية بـ"الكارثية"، إذ سقط آلاف الضحايا المدنيين وأجبر الملايين على النزوح داخليًا وخارجيًا. كذلك تسببت الحرب في انهيار الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، ونقص حاد في الغذاء والمياه، فضلا عن اضطرار الآلاف للنزوح.

أوضاع "مأساوية"

ويلجأ الكثير من السوادنيين إلى الكُفرة، الواقعة بجنوب شرق ليبيا، باعتبارها المدينة الليبية الأقرب للحدود، إذ تبعد بـ350 كيلومترا عن أقرب نقطة حدودية سودانية. 

ويبلغ عدد سكان الكفرة 65 ألفا، غير أن هذا العدد تضاعف بسبب توافد آلاف اللاجئين السودانيين.

وفي هذا السياق، كشف مدير المكتب الإعلامي ببلدية الكفرة، عبد الله سليمان، أن عدد السودانيين اللاجئين حاليا في الكفرة يعادل عدد سكان المدينة الأصليين، مبرزا أنه يوجد بالمدينة أكثر من 40 تجمعا للاجئين السودانيين.

ويطرح استقطاب المدينة لأعداد متلاحقة من اللاجئين تحديات، وفق سليمان الذي أفاد لموقع "تواصل" الليبي أن المؤسسات بالمدينة "غير مهيأة لتقديم الخدمات، وهي بحاجة إلى المزيد من الدعم والإمكانيات"، كاشفا أن "اللاجئين يقيمون في أوضاع مأساوية".

ووفقا لأرقام مفوضية اللاجئين الصادرة نهاية سبتمبر، وصل أكثر من 100 ألف سوداني إلى ليبيا.

وحذّر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في مقابلة سابقة مع فرانس برس، من تداعيات الأزمة الإنسانية بالسودان، قائلا "للأسف، بدأت هذه الأزمة تؤثّر على المنطقة بأكملها بطريقة خطرة للغاية".