جانب من قصف للقوات النظامية على خان شيخون
جانب من قصف للقوات النظامية في إدلب- أرشيف

قتل أكثر من 70 عنصرا من قوات النظام والفصائل المقاتلة بينها "هيئة تحرير الشام"،  الجمعة، خلال اشتباكات مستمرة بين الطرفين في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

واندلعت فجر الجمعة معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي، الذي يخضع مع محافظة إدلب ومناطق مجاورة لاتفاق روسي تركي، نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، لم يتم استكمال تنفيذه. وتشهد المنطقة منذ أبريل تصعيدا في القصف والعمليات القتالية.

وأحصى المرصد مقتل 40 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، مقابل 31 من الفصائل المقاتلة، 22 منهم من المجموعات المتشددة، منذ فجر الجمعة، خلال اشتباكات مستمرة بين الطرفين.

​​وبدأت المعارك إثر شن قوات النظام هجوما بغطاء جوي وبري على محور تل ملح والجبين في ريف حماة الشمالي، الذي يشهد منذ أسابيع معارك كرّ وفرّ بين الطرفين، بحسب المرصد.

هجوم للقوات النظامية

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "وحدات الجيش بدأت فجر الجمعة ضربات مكثفة بسلاحي المدفعية والراجمات على مواقع انتشار إرهابيي جبهة النصرة على محور قريتي الجبين وتل ملح".

وذكرت أن هذه الضربات جاءت "ردا على اعتداءاتها المتواصلة على قرى وبلدات ريف حماة"، وأسفرت عن "تدمير تحصينات الإرهابيين وخطوطهم الدفاعية".

وتتعرض منطقة إدلب ومحيطها التي تؤوي نحو ثلاثة ملايين نسمة منذ نحو شهرين لتصعيد في القصف، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي. وقتل منذ نهاية أبريل 490 مدنيا، بالإضافة إلى 821 من الفصائل المتشددة والمقاتلة و682 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

كما تسبب القصف بفرار نحو 330 ألف شخص من منازلهم، وفق الأمم المتحدة، التي أبدت خشيتها من حدوث الأزمة الإنسانية الأسوأ خلال سنوات النزاع الثماني.

وتتهم دمشق أنقرة الداعمة للفصائل بالتلكؤ في تنفيذ اتفاق سوتشي.

قصف سوري على نقطة مراقبة تركية

وأعلنت وزارة الدفاع التركية الجمعة مقتل جندي تركي وجرح ثلاثة آخرين بقصف للنظام السوري استهدف الخميس نقطة مراقبة تركية في إدلب.

وأورد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة أن "أكثر من 18 قذيفة صاروخية مصدرها قوات الاحتلال التركي" في ريف إدلب الجنوبي، استهدفت منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. وذكر أن "الجيش رد على مصدر القذائف".

وشهدت منطقة إدلب هدوءا نسبيا بعد توقيع الاتفاق في أيلول/سبتمبر، إلا أن قوات النظام صعدت منذ فبراير قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقا. 

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه في عام 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وأحدث دمارا هائلا في البنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

إسرائيل تواصل غاراتها على لبنان
إسرائيل تواصل غاراتها على لبنان

مع تحوّل التصعيد الإسرائيلي إلى الجبهة اللبنانية، بدأ عدد من سكان قطاع غزة في توجيه "نصائح" عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنظرائهم في لبنان، الذين يواجهون تقريبا ما عاشه الفلسطينيون في غزة على مدار عام من الحرب.

وقالت السلطات اللبنانية إن الضربات الإسرائيلية والتحذيرات بالإخلاء لقرى ومناطق في الجنوب، تسببت في نزوح نحو مليون شخص. وبهذا الصدد، رصد تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، ما قام به مواطنون من غزة لدعم اللبنانيين.

مع النزوح الكبير، بدأ غزيون يجيبون عبر وسائل التواصل الاجتماعي على أسئلة مثل: "ما الذي يجب أن أحزمه قبل الإخلاء؟، وما الذي أبقي عليه معي؟، وأين المكان الذي يمكنني الذهاب إليه ويكون آمنا؟".

من بين هؤلاء، الفلسطينية هالة الأخصم، التي تمتلك حسابا باسم "الشيف هالة"، ولديها حوالي 20 ألف متابع على تطبيق "تيك توك".

اضطرت الأخصم إلى النزوح 3 مرات في مدينة غزة منذ العمليات العسكرية الإسرائيلية بالمنطقة، في أعقاب هجمات حماس في السابع من أكتوبر، ولذلك تمتلك خبرة في هذه المسألة، وفق التقرير.

نصحت الأخصم (36 عاما) اللبنانيين بالبدء بحقيبة خفيفة الوزن للأشياء الثمينة والوثائق المهمة (الذهب والنقود وشهادات الميلاد والبطاقات الشخصية)، بجانب جعل أحد أفراد الأسرة مسؤولا عن تلك الحقيبة في جميع الأوقات.

كما أن كل شخص، وفق السيدة الفلسطينية، يجب أن يكون معه حقيبة صغيرة بها ملابس وأدوات نظافة وزجاجة مياه قابلة لإعادة الاستخدام، مشيرة إلى ضرورة أخذ معاطف تحسبا لدخول فصل الشتاء.

وأضافت: "يجب أن يكون لديك مكان آمن محدد مسبقا، كمنزل أو منطقة للانتقال إليها، دون إضاعة الوقت في اتخاذ القرار".

وأدت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى نزوح 1.2 مليون شخص في لبنان. ويخشى كثيرون من أن يتعرض البلد للدمار مع تكثيف حملة القصف الإسرائيلي مثلما حدث في غزة نتيجة الهجوم الجوي والبري.

وقال النازح اللبناني محمد قانصو، لوكالة رويترز: "لم أتوقع أن نصل إلى هنا، الآن إسرائيل انتهت من فلسطين وتريد أن تأتي إلى هنا؟. إنها الحرب وما بيدي شيء لفعله، لقد فُرضت علينا".

وأضاف أنه ينام في الشارع منذ 10 أيام بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، لافتا إلى أنه ليس لديه نقود لشراء الدواء لنفسه أو لابنه.

وبدأ حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل في الثامن من أكتوبر 2023، تضامنا مع حماس. وبعد تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل لمدة عام، والذي اقتصر في أغلبه على منطقة الحدود، امتد الصراع بشكل كبير إلى لبنان.

وقامت إسرائيل بتوغل بري "محدود" في لبنان. وقال حزب الله المدعوم من إيران إنه "صده"، وفق رويترز.

وواصلت الأخصم حديثها، وقالت إنها بدأت الدروس التعليمية عندما سمعت لأول مرة، أن اللبنانيين أيضًا ينزحون بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية.

وقالت: "تمنيت حقا أن يشرح لي شخص ما كان يجب فعله عندما نزحت لأول مرة.. لم أكن أدرك ما قد أحتاج إليه. بمجرد مغادرة منزلك، لا تعرف أبدًا كم من الوقت ستغيب. يوم؟ يومان؟ شهر؟".

 المصور محمود أبو سلامة (35 عاما)، أصبح مراسل حرب من جباليا شمالي غزة، وفق نيويورك تايمز، ودعا متابعيه على إنستغرام من اللبنانيين، إلى تسجيل تجاربهم. 

وقال: "التوثيق مهم جدا للحفاظ على الحقيقة، خصوصا في خضم الحرب المستمرة".

وكانت حركة حماس قد شنت هجمات غير مسبوقة على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، غالبيتهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، حسب بيانات رسمية.

في المقابل، ردت إسرائيل بقصف مكثف وعمليات برية عسكري، مما تسبب بمقتل أكثر من 41 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة.