الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي
الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي

أعلن المستشار السياسي في رئاسة الجمهورية التونسية نور الدين بن تيشه الجمعة أن الحالة الصحية للباجي قايد السبسي "مستقرة"، مؤكدا عدم وجود "فراغ" في السلطة.

وقال المستشار السياسي للرئيس التونسي "حاله مستقرة والحمد لله".

وتعرض قايد السبسي (92 عاما) الخميس لـ"وعكة صحية حادة" استوجبت نقله إلى المستشفى، في حين استهدف تفجيران انتحاريان تبناهما داعش، عناصر أمنية في العاصمة ما أسفر عن مقتل رجل أمن وسقوط ثمانية جرحى.

وكتب حافظ السبسي نجل الرئيس تدوينة على فيسبوك ليل الخميس-الجمعة جاء فيها "أطمئن التونسيين على بداية تحسن الوضع الصحي للرئيس الباجي قايد السبسي".

وأوضح بن تيشه في تصريح لإذاعة "اكسبريس اف ام" ردا على ما تم تداوله بخصوص الفرضيات الدستورية في حال شغور منصب رئيس البلاد، "لا يوجد فراغ دستوري، هناك رئيس جمهورية قائم الذات".

وينص الدستور التونسي على أنه في حالة وفاة الرئيس، تجتمع المحكمة الدستورية وتقر شغور المنصب، ليتولى عندها رئيس البرلمان مهام رئيس الجمهورية في فترة زمنية تمتد في أقصى الحالات 90 يوما.

تجدر الإشارة إلى أنه لم يتم بعد إرساء وانتخاب أعضاء المحكمة الدستورية في تونس. 

 

لاجئون أفغان قرب حدود أفغانستان وإيران - أرشيفية
لاجئون أفغان (صورة تعبيرية- رويترز)

أصدر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا يوقف برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، مما أثر بشكل كبير على عشرات آلاف اللاجئين حول العالم، وخاصة الأفغان.

و هذا القرار لم يأتِ بمعزل عن السياسات المتشددة التي تبنتها إدارة الرئيس الجمهوري تجاه الهجرة واللجوء، حيث يعكس نهجًا يضع الأولوية لما يُعتبر مصلحة الأمن القومي الأميركي من وجهة نظر ترامب.

تاريخيًا، يُعتبر برنامج اللجوء الأميركي أحد أبرز البرامج الإنسانية العالمية التي تهدف إلى حماية الأفراد من الاضطهاد والحروب. 

إلا أن القرارات الأخيرة تركت عشرات الآلاف من الأشخاص في حالة من عدم اليقين، بمن فيهم أولئك الذين خاطروا بحياتهم لدعم الجهود الأميركية في أفغانستان على مدى نحو عقدين.

خلفية برنامج اللجوء

برنامج قبول اللاجئين الأميركي (USRAP) يعود إلى فترة الحرب العالمية الثانية، حيث تم تصميمه لتوفير ملاذ آمن للأشخاص الفارين من الحروب والاضطهاد. 

ويتضمن البرنامج عملية فحص دقيقة تشمل التحقق من الخلفية الأمنية والصحية للاجئين، لضمان توافقهم مع متطلبات الدخول إلى الولايات المتحدة.

وفي العقدين الأخيرين، أصبح البرنامج أداة أساسية لإعادة توطين اللاجئين من دول مثل العراق، وسوريا وأفغانستان، ودول أفريقية تعاني من النزاعات. 

كما ذلك البرنامج يعد أيضًا وسيلة لتحقيق التزامات أخلاقية تجاه الحلفاء الذين ساعدوا القوات الأميركية في العديد من الدول مثل العراق وأفغانستان.

تعليق برنامج اللجوء

عقب تنصيبه رئيسا للبلاد، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا يوقف برنامج قبول اللاجئين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة "غير قادرة على استيعاب تدفق اللاجئين والمهاجرين بشكل يضمن المصلحة الوطنية." 

وشمل القرار إلغاء جميع الرحلات المجدولة للاجئين الذين حصلوا مسبقًا على الموافقة، وتعليق معالجة الطلبات الجديدة.

وفقًا لوثيقة حصلت عليها  شبكة "سي إن إن"، فإن القرار ألغى رحلات حوالي 10,000 لاجئ كانوا يستعدون للقدوم إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك آلاف اللاجئين الأفغان.

المتضررون الرئيسيون

  • العاملون مع القوات المسلحة: يشمل القرار آلاف الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأميركي كموظفين أو مترجمين، والذين تأهلوا للحصول على تأشيرات خاصة (SIV). 

ورغم أن تلك التأشيرات لم تُذكر في القرار التنفيذي، إلا أن تعليق البرنامج عرقل جهودهم للانتقال إلى الولايات المتحدة.

  • النساء والأقليات: خصوصًا الناشطات والصحفيات، اللواتي تأثرن بشكل كبير نتيجة للقيود المفروضة من طالبان، وكثير منهن هربن إلى دول مجاورة مثل باكستان وقطر على أمل الحصول على إعادة توطين في الولايات المتحدة.
  • أصحاب طلبات لم الشمل: أسر بأكملها كانت تنتظر لمّ شملها في الولايات المتحدة تُركت في مواجهة مصير مجهول، كما أفادمدير السياسات في منظمة "خدمة الكنيسة العالمية"، دانيلو زاك.

الحياة  تحت وطأة طالبان

تعاني النساء الأفغانيات من قيود متزايدة منذ استعادة طالبان السيطرة على البلاد في 2021، بما في ذلك حظر التعليم والعمل.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير حديث لها أن بعض النساء، مثل سبيسالي زازاي (52 عامًا)، اضطررن إلى الانتظار لسنوات في دول مجاورة مثل باكستان. 

وتقول زازاي: "العودة إلى أفغانستان ليست خيارًا. لا شيء تبقى للنساء هناك."

من جانبها، أعربت منظمات إنسانية مثل"اللجنة الأميركية للاجئين والمهاجرين" عن قلقها العميق، إذ وصرّح رئيسها إسكندر نيغاش: "هذا القرار يعرّض حياة اللاجئين للخطر ويقوّض القيادة الأخلاقية لأميركا."

منظمة "إكزودوس ريفيوجي إمغريشن" في ولاية إنديانا أشارت إلى أنها كانت تستعد لاستقبال 118 لاجئًا في فبراير، ولكن تم إلغاء جميع الخطط.

وفي باكستان، ينتظر آلاف اللاجئين الأفغان الحصول على إعادة توطين، بينما أشارت الحكومة الباكستانية إلى نفاد صبرها بشأن بقاء اللاجئين على أراضيها. في عام 2023، أجبرت باكستان حوالي 800,000 أفغاني على العودة إلى بلادهم.

انتقادات.. ومقارنات

تعرضت إدارة ترامب لانتقادات واسعة بسبب سياساتها المتشددة تجاه اللاجئين، مقارنة بمواقف إدارة سلفه، الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، التي رفعت سقف القبول إلى 100,000 لاجئ سنويًا.

وفي هذا الصدد، أشار آدم بيتس من مشروع المساعدة الدولية للاجئين إلى أن "تعليق البرنامج يُعد هجومًا مباشرًا على وعود الولايات المتحدة تجاه الأفغان الذين خاطروا بحياتهم لدعمها."

تداعيات إنسانية

وحسب منظمات حقوقية، فإن تعليق البرنامج أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في أفغانستان، فقد حذر يان إيغلاند، الأمين العام لمجلس اللاجئين النرويجي، من أن وقف المساعدات الأميركية سيزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية في أفغانستان.

ومع تعليق الرحلات والبرامج، يبقى آلاف اللاجئين عالقين في بلدان وسيطة مثل قطر وباكستان، مما يهدد حياتهم ومستقبلهم.

وفي هذا الصدد قالت، هوميرا حيدري،  وهي صحفية أفغانية تبلغ من العمر 28 عامًا: "كنا نأمل في بناء مستقبل لعائلاتنا في الولايات المتحدة، ولكن يبدو أن أحلامنا تنهار."

يشار إلى أن مسألة تعليق برنامج اللجوء سوف يتم مراجعتها بعد 90 يومًا، لكن لا توجد ضمانات بعودة الأمور إلى طبيعتها.